رئيس التحرير
عصام كامل

7 باباوات اختطفهم الموت من القيادة.. «أرشلاوس» رحل بعد لقاء أريوس.. ابن دير الزجاج ثبّت المؤمنين.. قزمان طلب الراحة فصعد للسماء.. ميخائيل رحل مع الفصح.. وزلزال في جنازة مكاريوس

فيتو

تمتد جذور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لأكثر من ألفي عام منذ دخول مارمرقس الرسول أول بطاركة الكنيسة في القرن الأول الميلادي، وتوالى بعده الباباوات والرعاة، وانتشرت الأرثوذكسية في مصر ومنها لخارج الحدود، مع سجل حافل بأسماء الباباوات منهم من خدم عشرات السنوات، وآخرون لم يمضوا إلا شهورًا معدودة، ووصلوا إلى 7 باباوات في مختلف العصور.


أرشلاوس
ففي القرن الرابع الميلادى، تقلد البطريرك الثامن عشر البابا أرشلاوس (311 م- 312 م)، ولم يمض ستة أشهر بالسدة المرقسية.

كان قسًا بالإسكندرية، وتمت رسامته بطريركًا في 14 ديسمبر 311 للميلاد، وعاصر الإمبراطور جاليريوس، ولما جلس البطريرك على الكرسي تقدم إليه جماعة من الشعب وطلبوا منه قبول أريوس الذي كان مهرطقًا يبث تعاليم مخالفة للإيمان.

وحينما قبله بالمخالفة لوصية أبيه البابا بطرس "خاتم الشهداء" لم يبق على الكرسي سوى ستة شهور ووافته المنية 13 يونيو 312 للميلاد.

ابن دير الزجاج
وفى القرن السادس، تقلد البابا بطرس الرابع البطريرك الـ 34 خلال الفترة 567 م - 569 م، فبعد رحيل البابا ثاؤذوسيوس، تقدم أعيان مدينة الإسكندرية للوالى، وأظهروا له ألمهم من خلو الكرسي البطريركي فأشار عليهم بأن يذهبوا إلى دير الزجاج ثم يرسموا هناك من يرغبونه، فرسموا "بطرس" بطريركًا في 25 يوليو 567 للميلاد، ولكنه لم يجرؤ على الذهاب إلى مقر كرسيه بل أقام في دير أبيفانية قبلي دير الزجاج، نظرًا للظروف التي عاشها الأقباط خلال عصر الملك جيستنيوس الثاني.

لم يكن البابا يتوانى عن إرسال رسائل للمؤمنين ليثبتهم وكان يطوف أديرة الإسكندرية وقراها، فاختار عالمًا وجعله كاتبًا وأوكل إليه الاهتمام بالكنائس، وظل يخدم البطريرك سنة و10 أشهر و25 يومًا، حتى رحل في يونيو 569 م.

هرب ونال الباباوية
كما شهد القرن الثامن اعتلاء البطريرك الــ44 البابا قزمان الأول خلال الفترة 729م - 730م، وكان أحد رهبان دير أبو مقار، وسيم بطريركا دون رغبته، وكان ولد في بلدة بناموسير بالمحلة الكبرى، وترهب بدير أبو مقار وكان اسمه قبل البطريركية قزما.

ورسم بطريركا في 26 مارس سنة 729 م. في خلافة هشام بن عبد الملك، وكان يرغب في الوحدة ويصلى ويتوسل للسيد المسيح بحرارة لينقله من هذا العالم لأنه رأى رتبة البطريركية ثقلا ورحل في 24 يونيو 730 بعد خدمة سنة وثلاثة شهور وكان مكان رياسته الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، ودفن بمقر رئاسته.

رحل مع الفصح
وفي القرن التاسع الميلادي تولى البابا خائيل الثانى، البطريرك الـ53 خلال الفترة (849 م - 851 م)؛ كان راهبًا بدير القديس الأنبا يحنس، وذا سيرة صالحة فاختاروه بطريركًا في 20 نوفمبر عام 849 ميلادي، وعاصر عهد المتوكل؛ وحينما جاءت أيام الصوم الكبير تذكر أيام الوحدة والبرية ودعا لله وبعدها بأيام معدودة وافته المنية تزامنا مع الفصح في 17 أبريل 851 للميلاد بعد خدمة سنة و4 أشهر و28 يومًا.

وفي أيام الصوم صعد إلى البرية ليقضيها هناك، فتذكر حياته الأولى في البرية فسأل الله قائلًا: "أنت تعلم يا رب أنى لا أزال أهوى الوحدة، وليس لي طاقة على هذا المركز الذي أنا فيه" فقبل الرب دعاءه وتنيَّح بسلام بعد عيد الفصح بعد أن قضى على الكرسي سنة واحدة وأربعة أشهر وثمانية وعشرين يومًا، ودفن بدير أبومقار.

8 شهور على كرسي الباباوية
وشهد القرن 12 رسامة البطريرك الـ 71 في عداد البطاركة وهو البابا ميخائيل الثالث وخدم في الفترة 1145 م - 1146 م، كان راهبًا ناسكًا في دير مقاريوس ولبث في البرية إلى سن الشيخوخة.

لما خلا الكرسي المرقسي، رُشح ثلاثة رهبان، وألقوا قرعة بينهم ووقعت عليه فنصبوه بطريركًا في 29 يوليو 1145 م، وإصابة المرض فذهب إلى دير القديس مقاريوس وهناك رحل بعد أن أمضى ثمانية شهور، ووضع جثمانه بدير الأنبا مقار.

ميخائيل الرابع
أما البابا ميخائيل الرابع البطريرك الـ 92 بالكنيسة، تعود مواليده إلى سمالوط بالمنيا، رسم بطريكًا في 7 فبراير 1477 م، فخدم الكنيسة عاما وثلاثة أيام، وعاصر الملك قايتباي أبو النصر الأشرف، وتوفى في 10 فبراير 1478م ودفن ببابلون الدرج.

زلزال الرحيل
في القرن العشرين، كان البطريرك الـ 114 في تعداد الباباوات هو مكاريوس الثالث، وهو ابن المحلة الكبرى، وكان راهبا باسم عبد المسيح بدير الأنبا بيشوى، وبعدها رسم باسم الأنبا مكاريوس مطرانا لأسيوط، اختير بطريكًا في 13 فبراير 1944 ميلاديًا، وعاصر الملك فاروق الأول، وخدم الكنيسة سنة واحدة و6 أشهر و19 يومًا، ووافته المنية 31 أغسطس 1945، ودفن في بابلون الدرج (مصر القديمة).

وتصادف حدوث زلزال في القاهرة وقت الدفن شعر به الجميع فتأثرت نفوس المؤمنين لمشاركة الطبيعة بالحزن على انتقال القديس الطاهر.
الجريدة الرسمية