رئيس التحرير
عصام كامل

برهامي: اختلاف الصحابة سياسيا أو علميا لا يؤثر على قيمتهم


قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن اختلافات الصحابة - رضي الله عنهم - ومَن بعدهم في الأمور الاجتهادية "سواء السياسية أم العلمية"؛ فهي لا تقدح قطعًا في نقل الدين عنهم؛ لأنها في دائرة غير دائرة الثوابت في العقيدة والعمل والسلوك.


وأضاف برهامي في فتوى له على موقع صوت السلف التابع للدعوة السلفية، أن المسلمين أجمعوا على تواتر القرآن كما وعد الله بحفظه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9)، فهو وصل إلينا ولمن قبلنا، ويصل إلى مَن بعدنا كاملًا حرفًا حرفًا، وكلمة كلمة، والصحابة -رضي الله عنهم- لم يختلفوا في ذلك قط، وأما تحريق المصاحف فقد كان في طريقة الكتابة، وترتيب السور، والعمل عند تعدد القراءات، وهي كلها مِن القرآن؛ فهو اختلاف تنوع، لكن احتاجوا إلى أن يرسم ويرتب بطريقة واحدة؛ لمنع اختلاف الناس في ذلك، فرُسم هذا المصحف المعروف بالرسم العثماني، وبهذا الترتيب للسور، وحُرق ما سواه باجتهاد وافقه عليه عامة الصحابة.

وتابع: "أما ابن مسعود -رضي الله عنه- فكان يحب أن يرتب مصحف ويرسمه على قراءته، ولا يرى الجمع على رسم واحد، ولا شك أن الأمة قد أجمعت على صحة ما فعله عثمان -رضي الله عنه-، ومصلحته العظيمة في تيسير حفظ القرآن؛ فليس للاختلافات التي يبنهم أثر في ذلك".

واستطرد: "أما مَن ألبوا على عثمان -رضي الله عنه- وثاروا عليه؛ فليس فيهم أحدٌ مِن الصحابة -رضي الله عنهم-، وإنما هم مجموعات مِن الغواة المنحرفين الظالمين الذين لا يُعتد بهم في علم ولا في سياسة، بل هم من المفسدين فلم يؤخذ عنهم شيء، والسُّنة قد حفظتْ بعلم الإسناد الذي لم يوجد له في أمم العالَم مثيل مِن تتبع الرواة واحدًا واحدًا، ورد رواية الضعيف والمجهول؛ فضلًا عن الكذابين والوضاعين، والبحث في اتصال الإسناد بيْن الرواة؛ إضافة إلى النظر إلى المعاني والمتون، ومقارنتها بالثوابت؛ كتابًا وسنة متواترة أو متلقاة بالقبول، وإجماعًا".
الجريدة الرسمية