رئيس التحرير
عصام كامل

قضية اللبان.. ورحيل دميان.. ومعجون الأسنان!


في الوقت الذي تواترت فيه تقارير صحفية عن وفاة مواطن بمدينة القوصية يدعى "دميان أبو يوسف" جراء دهسه في رحلة الحصول على كيلو سكر مدعم، ذهبت لإحدى الصيدليات وطلبت من الدكتور الصيدلى شراء معجون الأسنان الذي استخدمه كضرورة صحية، وفوجئت أن المعجون وصل 20 جنيها، اشتريته وعدت إلى البيت محدثا نفسى عن تلك الأسعار التي تتحرك دون ضابط أو رابط عن غلاء فاحش ينهش بطانات الجيوب التي تكاد تكون خاوية، وما أن لبثنا يومين أو ثلاثة حتى هزت الأركان قضية اللبان مدير المشتريات بمجلس الدولة، ذلك الرجل الذي فاق كل تصور حيث ألقت الرقابة الإدارية القبض عليه وفى حوزته ما يتجاوز الـ150 مليون جنيه ما بين جنيهات ودولات وريـالات وذهب بعد تسجيلات تدينه بتلقى رشاوى وهي ضربة موجعة من رجالات الرقابة الإدارية وتصديا حازما يستهدف وقف نزيف الفساد الإداري.


أعتقد أن إصرار الرئيس السيسي على المضي قدما في تفعيل عمل الأجهزة الرقابية وإعطاء الضوء الأخضر بأنه لا أحد فوق المساءلة سيكون له مردود جيد من عدة نواحى أولا زيادة الثقة في الرغبة الحقيقية في تطهير مؤسسات الدولة من الفسدة والمرتشين الذين تجاوزت ثرواتهم وتضخمت دون محرم ولا مانع، ثانيا أن تفعيل عمل الأجهزة الرقابية يحفظ للدولة حقوقها فكل رشوة يتم دفعها تضيع على الدولة فرص حقيقية في ترسيخ العدالة والتنمية.

أن القضاءعلى الفساد ركيزة أساسية تتطلبها ظروف المرحلة الراهنة وآلية حتمية للحفاظ على ثروات البلاد وتجفيف منابع الفساد من شانه توطيد ثقة الشعب في جدية النظام في محاربة الفساد بكافة أشكاله وعلى الأجهزة الرقابية القيام بدورها المنوط به في إطار الدستور والقانون بما يكفل صيانة ممتلكات البلاد وعدم أعطاء الفرصة للأفراد أو الكيانات للتربح على حساب الدولة.

وفى ذات الليلة من القبض على اللبان استضاف معتز الدمرداش في برنامجه 90 دقيقة أرملة وتعول 4 أولاد تدعى "جميلة" تشكو الغلاء والبلاء والمرض وحاجتها لتدخل جراحى عاجل لإزالة المرارة وهنا ظهرت شهامة المصريين وانهالت الاتصالات من الراغبين في مد يد العون للسيد المعيلة، فهناك رجل طاعن في السن تعدى الـ70 اتصل ليقول إنه يمتلك 20 ألفا كان قد جهزهم لأداء العمرة وعرض التبرع بنصف المبلغ لصالح السيدة وأسرتها، وهناك من اتصل وقال إنه يمتلك ألفين وتبرع بنصف ما يملك هذه هي شهامة البسطاء التي تظهر في وقت الشدائد وتعكس معادنهم.

وحتى نعبر لغد أفضل علينا أن نتحول لدولة منتجة في ظل بزوغ بارقة أمل نحو مشروعات جديدة زراعية وصناعية في أماكن متفرقة بالقرب من قناة السويس الجديدة ومنطقة جبل الجلالة والفرافرة ولابد من التوجه نحو إنتاج السلع الضرورية والاستغناء عن استيراد السلع غير الضرورية وتدشين مشروعات قومية تستقطب أيادي عاملة مصرية مع تحفيز الاستثمار والسياحة وفتح آفاق جديدة للتسهيلات الممنوحة للجادين.
الجريدة الرسمية