رئيس التحرير
عصام كامل

الهلالى: إنشاء 212 مدرسة مصرية يابانية تطبق أنشطة «التوكاتسو»


عقد الدكتور الهلالى الشربينى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى مؤتمرًا صحفيًا لعرض نتائج التجربة اليابانية في المدارس المصرية، بحضور السيد تكهيرو كاجاوا سفير اليابان بالقاهرة، والسيد تيريوكى ايتو رئيس هيئة التعاون الدولية اليابانية (جايكا)، وعدد من قيادات الوزارة.


أكد الهلالى أنه في إطار نتائج زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية لدولة اليابان، تم توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين في مجال التعليم من خلال الشراكة المصرية اليابانية بالتعليم.

وتم الاتفاق على إجراء الإصلاح الشامل لقطاع التعليم العام من خلال مشروع (الشراكة المصرية اليابانية للتعليم)، والذي يتضمن جوهر الأسلوب التعليمي والإدارة المدرسية في اليابان ليتم تطبيقه في مصر بناءً على الخبرة اليابانية في التعليم والمعروفة باسم "التوكاتسو".

وأوضح الهلالى أن "التوكاتسو" هو مصطلح يعنى "التنمية الشاملة للطالب" من خلال العمل الجماعي بين الطلاب، والأنشطة الصفية واللاصفية، مما يعزز من قدرات الطفل، ويختلف حسب كل سنة دراسية.

وأشار إلى أن هناك أربعة فوائد أساسية لتطبيق هذا النظام وهى: الحد من التمييز داخل المدرسة من خلال التعاون في حل المشكلات، وتحسين المستوى الدراسي للطفل، وتنمية العلاقات الحسنة بين الأطفال، وإرتباط الطفل بالمدرسة، وزيادة الرغبة في التعلم، والتي من شأنها النهوض بالمجتمع.

بالإضافة إلى زيادة احترام الذات والثقة بالنفس، وهى ما أثبتته التجارب قبل وبعد تطبيق الأنشطة الخاصة بهذا النظام في مدارس التجربة.

وأشار الهلالى إلى أن خطة العمل في تنفيذ الاتفاقية: الموقعة بين البلدين نصت على أن تقوم الحكومة المصرية بترشيح بعض المدارس القائمة بالفعل، بالإضافة إلى بناء مدارس جديدة؛ لتكون مدارس نموذجية، ويتم تطبيق الأسلوب التعليمي الياباني بها، وتسمى (بالمدرسة المصرية اليابانية).

وأضاف أنه تم بدء العمل في تجربة أولية في مدرستين في العام 2015/2016، وتم بدء العمل بتجربة استطلاعية في (12) مدرسة تعليم أساسي قائمة بالفعل، على أن يتم التوسع في التجربة تدريجيًا ما بين مدارس قائمة وبناء مدارس جديدة.

وأشار إلى أنه جار التوسع في أعداد المدارس لتصل بنهاية العام 2017/2018 إلى (100) مدرسة جديدة، وبنهاية العام 2018/2019 إلى (200) مدرسة جديدة باسم (المدرسة المصرية اليابانية)؛ ليصل إجمالى عدد المدارس بنهاية مدة المشروع وهى ثلاث سنوات إلى (212) مدرسة.

قال الهلالى إن نتيجة تطبيق التجربة اليابانية (توكاتسو): كانت تغيير بعض سلوكيات الطلاب في مدارس التجربة الاستطلاعية من خلال تطبيق نظام توكاتسو بالصورة التالية، واكتساب الطلاب سلوكيات القيادة وتحمل المسئولية.

وأضاف أن التجربة تساهم في تقبل الاختلاف في الرأى والالتزام برأي الأغلبية، والتعاون بينهم، واكتساب الطلاب سلوكيات وقيم احترام حقوق الآخرين، وقيام التلاميذ بمساعدة المشرفين خلال وأثناء تغيير الحصص الدراسية، وتنامى احترام الوقت لدى التلاميذ بالمرحلة الابتدائية.

بالإضافة إلى تخصيص (15) دقيقة نظافة أثناء الفسحة يشترك فيها جميع العاملين بالمدرسة من (مدير- مدرسين) مع الطلاب، وتقسيم التلاميذ بالفصول إلى مجموعات عمل للنظافة على أن يكون لكل مجموعة قائد، وتتكون المجموعة من (5) أفراد على الأقل للاشتراك في نظافة الفصل بالتناوب بينهم، بخلاف أنشطة الفصل، وبناء الشخصية، وتحمل المسئولية.


وأشار الهلالى إلى أنه في إطار هذا التعاون يشمل الجوانب الرئيسية منها: تدريب (550) معلم في اليابان، بخلاف التدريب داخل الوطن، وتقديم منح لدراسة الماجستير والدكتوراه في التربية في مجال المشروع، وإعداد دليل يشمل أكثر من (200) نشاط عن كيفية تطبيق (التوكاتسو)، وتعديل اليوم الدراسي ليتضمن أنشطة المشروع، وتفعيل التدريب بين المعلمين داخل المدرسة.

وفيما يتعلق بالتعليم الفنى قال الهلالى إنه تم التوافق بصفة نهائية على مكونات المشروع فيما يخص ثلاث مدارس في بورسعيد والتي ترتبط اثنتان منها بنظام التعليم المزدوج مع مصنع (سوميتومو)، وترتبط الثالثة مع ذات المصنع ببرنامج تدريب للطلاب والمعلمين لمدة أسبوعين في السنة.

وأضاف الهلالى أن الخطط المستقبلية في التعاون تتضمن إنشاء مدرسة العربي توشيبا على النظام الياباني كمدرسة فنية داخل مصنع قويسنا وتبدأ في العام الدراسى 2018/2019 وجار العمل بها، ومدرسة للتعليم المزدوج جديدة خلال عام 2017/2018 بين مدرسة العبور الصناعية ومصنع Unicharm)) للمنتجات الصحية، وجار العمل بها.

ومن جانبه أشار السفير اليابانى إلى أن زيارة السيد رئيس الجمهورية لليابان أثمرت عن الاتفاق على الشراكة بين البلدين وقد كان التركيز في مجال التعليم، حيث إنه مجال هام بين البلدين، ونحن نبذل الجهود لتنفيذ الخطط المتفق عليها.

وأكد أن التعاون بين البلدين يتمتع بالريادة حيث إن أول جامعة يابانية أُنشئت خارج اليابان كانت في مصر بمنطقة "برج العرب"، وأن التعاون في مجال "التوكاتسو" هو الأول من نوعه في مصر خارج نطاق دولة اليابان.

ومن جهته قال أيتو: أن هيئة التعاون الدولى اليابانية (الجايكا) تعمل منذ السبعينات من القرن الماضى بالتعاون مع الحكومة المصرية؛ لدعم المشاريع التنموية في مصر، موضحًا أنه تم بالفعل تنفيذ (10) أنشطة توكاتسو في (12) مدرسة بالقاهرة، والجيزة، لافتًا إلى أنها ترتكز على أربعة عوامل أساسية وهى: (أنشطة الفصل، ولجنة الطلبة، وأنشطة النادي، وأنشطة المدرسة).

وأضاف أيتو أن الجانب اليابانى يأمل أن يتم تطبيق نموذج التوكاتسو في 200 مدرسة إضافية في مختلف المحافظات خلال الأربع سنوات القادمة تحت مظلة المشروع المشترك،

وأشار إلى أنه الجايكا في عام 17/18 ستوفر تدريب للمدربين من الجانب المصرى؛ لمساعدتهم في نقل الخبرة اليابانية في التعليم، للمعلمين، ومديرى المدارس؛ من أجل تطبيق النموذج اليابانى بشكل منضبط وفعال.

وردًا على بعض الأسئلة قال الوزير: نحن بصدد بناء مدارس جديدة في كل محافظات الجمهورية؛ لتكون مراكز تنوير في المنطقة المحيطة بها، ويتم من خلالها نقل الخبرات لمزيد من المدارس في نطاق محيطها الجغرافى.

وأكد الهلالى على أن هذه المدارس حكومية، وأن بنائها يتم وفقًا لمعايير، منها زيادة مساحة الفصول، والملاعب لتناسب تطبيق أنشطة التوكاتسو، مشيرًا إلى أنه تم مراجعة تصميمات نماذج هذه المدارس مع الجانب اليابانى، من خلال هيئة الأبنية التعليمية.

وأشار الهلالى إلى أن هذا المشروع لا يشمل الجوانب المعرفية حيث يتم تطبيق المناهج المصرية، ويشمل "التوكاتسو" جوانب الأنشطة التربوية المكملة للمنهج "التوكاتسو"؛ لإعداد شخصية متكاملة للطالب، ويكون لديه توازن في كل جانب من الشخصية، ويتم حاليًا إعداد دليل لهذه الأنشطة.

بالإضافة إلى إعادة ترتيب اليوم الدراسى بالمدارس؛ لممارسة الأنشطة، لتتحول المدرسة إلى مكان جاذب للطالب.
الجريدة الرسمية