البابا فرانسيس: روح الإكليروسية هي شر حاضر
اعتاد البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، أن يغرد خارج السرب متبعا أسلوب المكاشفة سواء في الأمور المتعلقة بالأحوال الشخصية أو الزواج وغيرها بما يواكب مجريات العصر مع الحفاظ على صحيح الإيمان.
فجر بابا الفاتيكان خلال عظته في القداس الإلهى أمس في "بيت القديسة مرتا" بالفاتيكان في الذكرى السابعة والأربعين لسيامته الكهنوتيّة بحضور مجلس الكرادلة التسعة وحذّر الأب الأقدس الرعاة من بعد الديانة عن الوحي الإلهي.
وقال فرانسيس: إن روح الإكليروسيّة هي شرّ حاضر اليوم أيضًا في الكنيسة وضحيّته هو الشعب الذي يشعر بأنّه مُهمّش ومُستَغَل، والشعب المتواضع والفقير الذي يؤمن بالرب هو ضحيّة الذين "يفلسفون الديانة" و"تغويهم الإكليروسيّة" والذين سيتقدمهم العشارين والبغايا إلى ملكوت السماوات.
استهلّ الأب الأقدس عظته انطلاقًا من الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجيّة اليوم من القديس متى والذي يتوجّه فيه يسوع إلى الأحبار وشيوخ الشعب ويوبِّخهم على عدم إيمانهم وقال: لقد كانوا يملكون السلطة القانونيّة والأخلاقيّة والدينيّة وكانوا يقرِّرون كلّ شيء.
واستشهد بأن رؤساء الكهنة قد قرّروا أيضًا أن يقتلوا لعازر، ويهوذا ذهب إليهم ليتباحث معهم وهكذا باع يسوع، لقد كانوا يتحلّون بموقع يسمح لهم بالتسلُّط والاستبداد تجاه الشعب لدرجة أنّهم استعملوا الشريعة لصالحهم.
واستطرد:" أنهما غيّروا الشريعة مرّات عديدة إلى أن وصلوا إلى خمسمائة وصيّة، فكان كل شيء منسّق ومنظّم من خلال هذه الوصايا؛ وبالتالي كانت شريعة مبنيّة بشكل علمي لأن هؤلاء الأشخاص كانوا حكماء ويعرفون كلّ شيء لذلك كانوا يقومون بجميع هذه التباينات".
وأكد أن لقد كانت شريعة بدون ذكرى لأنّهم كانوا قد نسوا الوصيّة الأولى التي أعطاها الله لإبراهيم: “سر أمامي وكن كاملًا” لا بل كانوا قد توقّفوا عن المسيرة ويراوحون مكانهم بقناعاتهم وبالطبع لم يكونوا كاملين.
أضاف البابا فرنسيس يقول لقد نسوا أيضًا الوصايا العشرة التي أعطاهم موسى إياها واستغنوا عنها بالشريعة التي صنعوها: شريعة معقّدة تفلسف الأمور ومبنيّة على الأحكام والسوابق القضائية وبهذه الطريقة محوا الشريعة التي صنعها الرب، وبالتالي أصبح ضحيّتهم، على مثال يسوع، الشعب الفقير والمتواضع الذي يثق بالرب، فهُّمشوه وظلموه.
مردفا:" أن الشّعب كان يتعرّض للاستغلال من قبل هؤلاء المتعجرفين والمتكبّرين وأحد ضحايا هذا الإقصاء هو يهوذا".
وأشار إلى أن يهوذا خائنا وكانت خطيته كبيرة وعاد وندم وشنق نفسه ولكن الرعاة لم يقبلوه لأنهما نسوا معنى أن يكون المرء راعيًا، ولقد كانوا يملكون السلطة وبالتالي فلسفوا الدين كما يحلو لهم وعلّموا الشعب تعليمهم الخاص وشريعتهم الخاصة ثمرة ذكائهم ولا ثمرة الوحي الإلهي.
وتابع:" أن شرّ الإكليروسيّة لأمر سيئ جدًّا! لقد تغيّرت الحقبة ولكننا نجد النسخة عينها لهؤلاء الأشخاص، والضحيّة هي نفسها الشعب المتواضع والفقير الذي ينتظر الرب، لقد سعى الآب دائمًا كي يقترب منا، وبالتالي أرسل ابنه إلينا، ونحن الآن ننتظره بفرح لياتى يوم القيامة".
