رئيس التحرير
عصام كامل

محو الأمية في مصر بين الحقيقة والوهم.. الدولة تخصص 567 مليون جنيه سنويا لتعليم الكبار.. فصول وهمية بالقرى.. و80% من الحاصلين على شهادات الهيئة لا يقرأون


"محو الأمية" حلم تسعى إليه مصر منذ سنوات، ومع بداية كل عام جديد يتم الإعلان عن محو أمية مليون مصري من ضمن 17 مليون، وعلى الرغم من هذه النسبة إلا أن التقارير الحديثة أثبتت أن معدل الآمية في مصر يشهد ارتفاعا ملحوظا وليس انخفاضا.


ويأتي ذلك في الوقت الذي تبلغ فيه ميزانية محو أمية كل فرد نحو 400 جنيه من الميزانية السنوية لهيئة محو الأمية وتعليم الكبار، بإجمالي 567 مليون جنيه سنويا، وفق ما ذكره أسامة فراج "رئيس هيئة محو الأمية"، الأمر الذي يثير التساؤل حول سبب ارتفاع الأمية في مصر، بالرغم من هذه الميزانية الضخمة التي تنفق عليه.

2.5 مليون أمي
وأكدت الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، في تصريحات صحفية، أنه في إطار البروتوكول الموقع بين الوزارة والهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بهدف الوصول إلى محو أمية المستفيدين من برنامج "تكافل وكرامة".

وفحصت الوزارة أكثر من 8 ملايين ملف للأسر والأفراد المتقدمين للبرنامج وتصنيفهم طبقًا للحالة التعليمية على مستوى محافظات الجمهورية، والتي أسفرت عن وجود 2.5 مليون شخص يعانون من الأمية من إجمالي عدد المتقدمين وتم إعداد قاعدة بيانات بها وتسليمها للهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار لبدء تفعيل البروتوكول ومحو أميتهم، مؤكدة أن الهدف تحقيق شعار "لا أمية مع تكافل وكرامة".

التعبئة العامة والإحصاء
في حين أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أصدر تقريرا في سبتمبر الماضي، أوضح فيه تزايد نسبة الآميين في مصر، فبلغ معدل الأمية في مصر 29.7%، مقابل 27.1% في الدول العربية، مضيفا أن عدد الأميين في مصر منذ عام 2006 حتى العام الجاري، بلغ نحو 17 مليون نسمة.

استئجار متعلمين
وعن سبب عدم تأثر نسبة الأمية في مصر برغم من توفير ميزانية تقدر 567 مليون جنيه سنويا لمحوها، وتضارب الأرقام بين الحين والآخر، يقول الدكتور مصطفى رجب، الرئيس السابق للهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار: إن 80% ممن يحصلون على شهادات محو الأمية لا يقرأون ولا يكتبون.

وأضاف أنه قدم للرئيس عبد الفتاح السيسي ومن قبله الرئيس السابق المؤقت عدلي منصور أرقاما زائفة لمن محوا أميتهم.

وأضاف أن تزايد نسبة أمية المصريين، يرجع إلى فساد فصول محو الآمية، ويتم استئجار متعلمين، ليحلوا محل أميين مسجلين في الكشوف الحكومية الرسمية لهيئة محو الأمية، ليجتازوا الامتحان بعد حصولهم على مقابل مادى متفق عليه مع المدرس المسئول عن الفصل يتراوح ما بين 90 إلى 100 جنيه.

المتسربين من التعليم
كما أكد رجب، أن السبب الثاني وراء ارتفاع نسبة الأمية، هو تسرب مئات الأطفال من المدارس، للعمل في الورش والمصانع والأماكن الخارجية لجلب لقمة العيش لأسرهم.

وأوضح أن المتسربين من المدارس الإعدادية والابتدائية يمثلون نسبة أكبر من النسبة التي تقوم هيئة محو الآمية بالقضاء على أميتهم.

فصول وهمية
أما طارق نور الدين، وكيل وزارة التربية والتعليم الأسبق، أكد في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن شهادات محو الآمية تتم على الورق فقط، وفي بعض المناطق يتم بيع الشهادات.

وأشار إلى وجود فصول محو أمية وهمية في بعض قرى ونجوع المحافظات، ويتم تسجيل أسماء زائفة بها من المرغوب محو أميتهم، ويتم تكريمهم كل عام دون التأكد من هويتهم، وبالتالي تكون النتيجة إهدار مال عام، مقابل محو أمية لأفراد ليسوا أميين.
الجريدة الرسمية