رئيس التحرير
عصام كامل

امتحان ضياء رشوان


أظن أنه امتحان صعب لنقيب الصحفيين، الزميل العزيز ضياء رشوان.. أقصد اعتصام زملائنا فى صحيفة التحرير، وفى صحيفتى العالم اليوم ونهضة مصر.. سبب الاعتصامات فى التحرير هو مطالبة الزملاء بالتعيين بعد مرور أكثر من عامين على عملهما.


أما فى صحيفتى نهضة مصر والعالم اليوم، فالسبب هو عدم صرف المرتبات منذ شهر نوفمبر الماضى، وعدم صرف المكافآت منذ شهر يونيو الماضى.. أما لماذا هذه الاعتصامات امتحان للأستاذ ضياء؟..

قبل الإجابة لابد من ذكر أن النقيب وأعضاء المجلس يقومون بجهد مشكور، ولكنه ليس كافياً لمساندة الزملاء فى هذه الصحف، فالأمر يحتاج إلى أكثر من هذا بكثير.

أما لماذا هذا امتحان للنقيب الجديد؟..

فالأسباب كثيرة، أولها وأهمها أن رئيس تحرير صحيفة التحرير هو الزميل الكبير إبراهيم عيسى ورئيس مجلس الإدارة هو الأستاذ إبراهيم المعلم الناشر المعروف، ومالك الصحيفة هو الأستاذ أحمد هيكل، ابن الأستاذ محمد حسنين هيكل، وهو غنى عن التعريف.

 ومالك صحيفتى نهضة مصر والعالم اليوم، أو على الأقل الشريك الأكبر هو الزميل الكبير عماد الدين أديب.. وكل هؤلاء تربطهم بالأستاذ ضياء صداقات ومعرفة قديمة، أى أن هناك حرجا، هذا أولاً.. وثانياً أن الاثنين عيسى وأديب الآن من ذات المربع السياسى للأستاذ ضياء، أى المعارض للسلطة الحاكمة، وانتقادهما ربما يصب لصالح الإخوان ويظهرهما أمام الرأى العام بشكل سلبى، وربما هذا يؤثر عليهما سياسياً وعلى مصداقيتهما.

السبب الثالث.. هو أن جريدة التحرير يتولى فيها موقع نائب رئيس التحرير الزميل كارم محمود، وهو سكرتير عام النقابة، وأحد كُتابها الكبار الدائمين هو الزميل جمال فهمى، والاثنان صامتان تماماً، وكأن اعتصام الزملاء يحدث فى بلد آخر غير مصر، وهذا يضيف حرجاً جديداً على النقيب، والزملاء فى المجلس، وربما يؤثر ذلك سلباً على تحالفاته داخل مجلس النقابة.. فماذا سيفعل إذا وقف الزميلان كارم وفهمى سندا لعيسى ضد الزملاء المعتصمين.

هذا الموقف يذكرنى بما حدث فى جريدة العربى منذ سنوات طويلة.. فقد ظللنا لشهور طويلة لا نتقاضى أجراً، وتخلى عنا الزميل عبد الله السناوى رئيس التحرير ورئيس التحرير التنفيذى الزميل عبد الحليم قنديل، وكان الموجع أكثر هو تخلى الزميل والصديق العزيز جمال فهمى عنا، وكان وقتها عضواً بمجلس النقابة ودوره وواجبه هو الدفاع عن حقوقنا، فى حين أنه كان يتضامن مع أى زميل يعمل فى أى مؤسسة حكومية، مثلما تضامن وتظاهر أمام مجلس الشورى من أجل بعض الزملاء فى أخبار اليوم، لأن حوافزهم قللها الأستاذ إبراهيم سعدة، فى حين أننا لا نتقاضى رواتب "أصلاً".. وتخلى عنا أيضاً الأستاذان جلال عارف، ويحيى قلاش "سكرتير عام النقابة" وقتها، والسبب أن جريدة العربى ناصرية معارضة لمبارك، وهما ناصريان يعارضان مبارك، وكان الأغرب أن اللجنة التى أرسلتها النقابة للتضامن معنا، كان فيها الأستاذان أحمد النجار، بعد تظاهرنا واعتصامنا فى النقابة، ولم تفعل شيئاً، ولم تتخذ أية إجراءات ضد الأستاذين عبد الله السناوى وعبد الحليم قنديل.

ذات الموقف يتكرر الآن مع الأستاذ ضياء.. فهل سيفعل مثلما فعل جلال عارف؟!.
 
أرجوه أن يغير الطريقة، فالأولوية الأولى له كنقيب وطبعاً لأعضاء المجلس هى الدفاع عن حقوق الصحفيين.. والمهمة الثانية هى النضال من أجل حرية الصحفيين، كل الصحفيين، ضد السلطة الحاكمة، أياً كانت إخوانية أو غير إخوانية، أعرف أن النضال ضد السلطة الحاكمة أكثر جاذبية وأسهل، والمهمة الثانية أصعب وتعرضه للحرج الإنسانى والسياسى.

ولكن أتمنى ألا يقع فى الفخ، وتصبح الثانية هى مهمته الأولى والأخيرة، وهذا لا يحتاج منه أكثر من أن يذهب إلى الزملاء المعتصمين فى هذه الصحف بنفسه ويدير تفاوضاً يصون حقوقهم ويصون أيضاً حقوق مُلاك هذه الصحف، وهو محظوظ لأن الزميلين الكبيرين عماد أديب وإبراهيم عىسى محترمان، ولا نريد منه معاداتهما، ولكن يدير تفاوضاً هادئاً حتى يحصل زملاؤنا على حقوقهم.. فهذه هى مهمة النقابة والنقيب.
 
هل سيفعل ذلك؟..
 
أظنه سيفعل.


الجريدة الرسمية