رئيس التحرير
عصام كامل

في اليوم العالمي للإيدز.. 8437 مصابا منذ عام 1986.. 82% رجال و18% سيدات.. 23 مركزا في 17 محافظة للمشورة والكشف.. إجراءات وقائية لحماية الأجنة من الأم المصابة


يحتفل العالم في الأول من ديسمبر من كل عام باليوم العالمي للإيدز، وفي مصر أكدت وزارة الصحة والسكان أنها تولي أهمية قصوى لمكافحة العدوى بفيروس نقص المناعة البشري المسبب لمرض الإيدز وتقديم الرعاية للمصابين بهذا الفيروس.


البرنامج الوطني
وأشارت الوزارة إلى أنه تم إنشاء البرنامج الوطني للإيدز عام 1986، ومنذ ذلك الوقت وضعت العديد من الخطط الإستراتيجية التي تهدف إلى الحفاظ على معدل الانتشار المنخفض وتقليل معدلات الإصابة والوفاة المتعلقة بالعدوى بفيروس الإيدز ورعاية ودعم المتعايشين مع الفيروس وذويهم.

الإطار الإستراتيجي
وتماشيا مع إستراتيجية تسريع المسار والقضاء على الإيدز كمشكلة تهدد الصحة العامة بحلول عام 2030 قام البرنامج الوطني للإيدز بوزارة الصحة والسكان بوضع الإطار الإستراتيجي 2015 –2020 من خلال أربعة إطارات.

الإطار الأول هو الوقاية، والإطار الثاني يتمثل في الفحص والعلاج والرعاية، والإطار الثالث هو تهيئة البيئة الداعمة ومكافحة الوصم والتمييز، فيما يتمثل الإطار الرابع في التنسيق والإدارة ويتم التركيز على الحد من الحواجز للوصول للخدمات الصحية للمرضى.

نقل المرض
ويعتبر الإيدز من الأمراض التي يمكن أن تنتقل عن طريق الدم أو الجنس ويأتي كنتيجة للعدوى بفيروس نقص المناعة البشري، وتتلخص طرق العدوي في العلاقات الجنسية مع شخص مصاب بالفيروس، وتبادل الدم الملوث بالفيروس أو مشاركة الأدوات والمحاقن الملوثة بالفيروس، كذلك نقل العدوى من الأم المصابة بالعدوى إلى الجنين أو الطفل أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية.

عزل المصابين
أكد الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الشئون الوقائية والمتوطنة أن الإيدز لا ينتقل عن طريق المعايشة اليومية مع المصابين مثل المصافحة ومشاركة الطعام ومشاركة الملابس، وأماكن العمل، وحمامات السباحة، ودورات المياه، والمواصلات، والعرق، والعناق، والتقبيل، ولا ينتقل عن طريق لدغ الحشرات، ولا يوجد أي داع لعزل المصابين بالإيدز بدون مبرر طبي.

مكافحة العدوى
وتتشابه تلك الطرق مع طرق العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي بي وسي (‪B،C) والعدوى المنقولة جنسيا مثل السيلان والزهري وغيرها، مما يجعل الالتزام بإجراءات مكافحة العدوى المطبقة كافٍ للحد من انتقال العدوى بفيروس نقص المناعة البشرى الإيدز داخل المنشآت الصحية.

البرنامج القومي
قال الدكتور علاء عيد، رئيس الإدارة المركزية للشئون الوقائية إن البرنامج القومي لمكافحة الإيدز يتبني هذا العام شعار "منع الوصم بالمرافق الصحية ودعم مجهودات الوقاية".

وأوضح عيد أن القطاع الوقائي بوزارة الصحة عمم العديد من المنشورات والتنبيه المشدد على جميع المنشآت الصحية بضرورة تقديم كافة الخدمات الطبية التي يحتاجها المصابون بفيروس نقص المناعة البشرى "الإيدز" الذين يترددون على تلك المنشآت في إطار من السرية والمساواة مع باقى المرضى للحفاظ على صحة وحياة المصابين بالفيروس ومنع حدوث مضاعفات أو وفاة نتيجة للتقاعس عن تقديم الخدمة لهم.

وأشار إلى ضرورة الالتزام التام بتطبيق إجراءات مكافحة العدوى طبقا للدليل القومى في هذا الشأن، حيث إن حق الحصول على الرعاية والعلاج مكفول قانونا لكل المواطنين طبقا لنص المادة (18) من الدستور المصرى بدون تمييز لأى سبب ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة، ولا يوجد نص قانونى أو لائحة تحول بين وصول المصابين بالإيدز لجميع الخدمات الصحية المتاحة بالوزارة.

كرامة المصابين
ويقوم البرنامج بتحديث وإطلاق السياسة الوطنية لمنع الوصم والتمييز تحت شعار "التخلص من الوصم والتمييز داخل المنشآت الصحية"، وذلك تضامنا مع الشعار العالمي للاحتفالية الخاصة باليوم العالمي للإيدز 2016 لدعم كرامة وحقوق المصابين بفيروس نقص المناعة البشري والإيدز ودعم الخدمات الصحية التي تقدم لهم.

معدل الانتشار
وأكد الدكتور محمد جنيدي مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية أن مصر تعتبر دولة ذات معدل انتشار منخفض جدا للإصابة (أقل من 0.01 %) وهو ما تؤكده بيانات منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة للإيدز.

ويبلغ عدد المصابين التراكمي 8437 مصابا (جميع الحالات المسجلة منذ 1986 - أحياء ووفيات) حتى نوفمبر عام 2016، منهم 6882 متعايشا على قيد الحياة بنهاية نوفمبر 2016، نحو 82% من المصابين من الرجال و18% من السيدات أي ما يعادل 1239 سيدة، وأكثر من 75% من المصابين في الفئة
 العمرية من 15 إلى 50 سنة.

الأدوية المضادة
أشار الدكتور وليد كمال مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز إلى أن البرنامج يوفر العلاج بالأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشري لكل من يحتاجها من المتعايشين طبقا للدليل الوطني للرعاية والعلاج بمعدل تغطية 100% من المتعايشين المسجلين، كما يتم صرف العلاج لــ 2940 مصابا في نوفمبر 2016، وقد تم زيادة عدد مراكز تقديم الرعاية الإكلينيكية وصرف العلاج إلى 13 مركزا بمحافظات مختلفة ومركز خاص باللاجئين.

كما يتم تنفيذ برنامج وقاية الطفل من أم مصابة لجميع السيدات الحوامل المصابات بالفيروس ونجح البرنامج في تحقيق 
نسبة 100% لوقاية الأطفال منذ عام 2014، وتوفير حزمة من خدمات المعلومات والمشورة الصحية والاختبار المعملي من خلال 23 مركزا للمشورة والفحص الاختياري بإجمالى 17 محافظة في إطار من السرية والخصوصية التامة، بالإضافة إلى خدمات الإحالة للمصابين ولمراكز التأهيل.

أعراض الإيدز
تظهر معظم أعراض مرض الإيدز في المراحل الأخيرة للمرض، ولكن الاكتشاف المبكر يمنع حدوث مضاعفات للمرض ويجعله أكثر فاعلية وجدوى للعلاج، ويحصل المصاب على الرعاية الطبية والإكلينيكية.

وتتمثل الأعراض الأخيرة لمرض الإيدز في نقص المناعة لدى المريض ويكون ضعيفا ومنهكا وتعرضه للإصابة بأمراض في الجهاز التنفسي والسعال المستمر وأمراض الجهاز الهضمى ونزلات معوية وإسهال وقيء وارتفاع في درجة الحرارة والإصابة بالدرن، وصعوبة في البلع والإصابة بأنواع نادرة من السرطان ولو تمكن المرض من الجهاز المناعى للإنسان يصعب القضاء عليه.

علاجات المرض
وتعمل علاجات مرض الإيدز على تقوية جهاز المناعة وعدم تكاثر الفيروس داخل جسم الإنسان ولكنها لا تؤدى للشفاء التام أو القضاء على الفيروس وهى أدوية مضادة للفيروس، ومتوفرة مجانا بجميع مراكز العلاج التابعة للبرنامج الوطنى لمكافحة الإيدز وساهمت في تحويل مرض الإيدز إلى مرض مزمن يتم التعايش معه ويعيش كإنسان طبيعي، ولكن هذه الأدوية أيضا لا تمنع الفيروس من إمكانية الإصابة والانتقال لإنسان آخر سليم من خلال طرق الإصابة.
الجريدة الرسمية