رئيس التحرير
عصام كامل

ماسبيرو.. الحيطة المايلة!!


جلست أمس أمام قناة النيل للرياضة لمشاهدة مباراة مصر وغانا استمعت إلى جانب من الاستوديو التحليلي وفجأة تم التنويه أن المباراة سوف تذاع على التردد الأرضي فقط ولن تذاع فضائيا.. وهذا معناه أنه لن يشاهدها أحد لأنه لا يوجد منزلا في مصر حاليا لديه التردد الأرضي فقد تم استبدال الإريال بالطبق الفضائي.. وحينما سألت عن السبب في عدم إذاعة المباراة فضائيا على قناة النيل للرياضة (القناة الرسمية للدولة) فكان الرد بأن اتحاد كرة القدم المصري منع التليفزيون المصري من إذاعة مباراة المنتخب المصري ومنحها حصريا لقناة فضائية خاصة..


وهنا نتساءل هل يعقل منع تليفزيون الدولة الرسمي من إذاعة مباراة منتخبها الوطني فضائيا وهو صاحب شارة البث الحصري طبقا للقانون؟ حتى لو حصل على مقابل مادي للشارة فقد تم اغتياله معنويا؟ لماذا إذا كنا نعتب على قناة الجزيرة الرياضية حينما كانت تفعل ذلك ؟

من يريد تدمير تليفزيون الدولة؟ ومن صاحب المصلحة في فقدان الثقة فيه؟ وهل ماسبيرو أصبح الحيطة المايلة لأصحاب القنوات الخاصة ؟ وهل الدولة قررت إطلاق رصاصة الرحمة عليه؟

الضرب في ماسبيرو حرام حتى وهو يتعرض للضرب ليس من حقه الدفاع عن نفسه أو حتى يتألم، وحينما يحدث خطأ بسيط من إحدى قنوات أو إذاعات ماسبيرو تقوم الدنيا ولا تقعد وتنصب له المشانق، رغم أن هناك كوارث تبثها يوميا بعض القنوات الفضائية الخاصة وأقربها الخميس الماضي..

حيث كان هناك حوار بمثابة أفعال فاضحة على الهواء ماذا حدث للقناة أو البرنامج أو الضيف أو المذيع ؟

لا شيء.

لن أتوقف كثيرا أمام الاستعانة بأجانب لنقل المباراة وحسنا فعل مجدي لاشين رئيس التليفزيون المصري حينما قرر سحب فريق العمل المصري ..

إذا كانت الدولة قد قررت التخلص من ماسبيرو فسوف تدفع الثمن ولن ينفعها إعلام رجال الأعمال، الذين ينتصرون لمصالحهم عند تعارض المصالح، رغم أنني من أشد المتحمسين للقطاع الخاص ومؤمن بأنه لا تنمية بدونه، وأن دور الدولة فقط هو الرقابة والمتابعة والتنظيم، ولكن في هذه الفترة يجب أن يكون لها ذراعا إعلامية قوية وصادقة وإذا كان ماسبيرو مريضا فيجب أن تعالجه ولا تشترك في إعلان وفاته..

عموما هذا لا يفسد فرحتنا بالفوز في المباراة تلك الفرحة التي كان يشتاق إليها وينتظرها المصريون والأهم من الفوز هو المشهد الرائع للجمهور في ستاد برج العرب 80 ألف متفرج من العاشرة صباحا حتى العاشرة مساء، ولم تحدث حالة عنف واحدة، إنه شعب يجب أن يكون في معيشة أفضل بكثير مما هو عليها الآن ويجب البناء على هذا المشهد وعودة الجماهير إلى الملاعب فهذا أفضل دعاية للسياحة والاستثمار في مصر.
الجريدة الرسمية