بالفيديو والصور.. معاناة أهالي «زرزارة» بأسوان.. مأساة مستمرة منذ 20 عامًا.. مطالب بإنشاء وحدة صحية ومدرسة ومخبز.. ولدغات الزواحف تهدد حياة السكان
تعتبر منطقة زرزارة التابعة لقرية غرب سهيل بمحافظة أسوان من المناطق المنسية، والتي يعيش أهلها في مستوى منعدم من الخدمات، وبالرغم من بساطة مطالبهم ومشروعيتها، إلا أنه لم يلتفت لهم أي مسئول لتقديم يد العون.
ولم يدخل تلك المنطقة أي مسئول حكومى للقاء الأهالي والاستماع إلى مشكلاتهم ومطالبهم منذ 14 عامًا في عهد المحافظ الأسبق اللواء سمير يوسف، حتى استجاب محافظ أسوان الحالي اللواء مجدى حجازى لدعوة الأهالي ولقائهم في مقر جمعية تنمية المجتمع بزرزارة في الأيام القليلة الماضية واستمع إلى مشكلاتهم ومطالبهم.
بطالة الشباب
ويعاني أهالي زرزارة من العديد من المشكلات التي تعتبر عائقًا لهم في عيش حياة كريمة، ومن أبرزها عدم وجود وحدة صحية، أو مدرسة، أو مخبز، بجانب النمل الأبيض الذي دمر منازلهم، فضلًا عن ارتفاع نسبة البطالة بين شبابها، وشكواهم من تعدى بعض الأشخاص عليهم بسبب عدم تملكهم للأراضي.
ورصدت «فيتو» أبرز مشكلات أهالي زرزارة للتعرف عليها لعرضها على المسئولين:
قال عبد العاطي محمود بغدادي من أهالي زرزارة، إن المياه لا تصل إلى المنطقة ويعيش الأهالي على الطرق البدائية من خلال تخزين الجراكن، حيث تصل مدة أنقطاع المياه إلى 5 أيام متواصلة، وكذلك الكهرباء التي تنقطع بشكل مستمر وبالرغم من تكرار الشكاوى وعرضها على المسئولين في السنوات الماضية إلا أن ذلك كان دون جدوى.
انعدام الخدمات
وقال زكريا عبدالتواب أحد أهالي زرزارة، إنه يسكن في المنطقة منذ نحو 12 عامًا ولم يحدث أي تحسن في الخدمات خلال تلك الفترة ومعاناة الأهالي مستمرة.
وأضاف: «مشكلة المنطقة أنها جبلية ومرتفعة عن مستوى النيل والطريق الأساسى لها غير ممهد ومرتفع، ما يدفع سائقى السيارات الأجرة إلى عدم الموافقة على دخول المنطقة أو اللجوء إلى رفع قيمة الأجرة لتصل إلى خمسين جنيهًا، وخاصة أن المنطقة ليست لها أي مواصلات أخرى».
الوحدة الصحية
وأشار إلى أن مشكلات القرية تتلخص في عدم وجود خدمات وخاصة الوحدة الصحية حيث تتعرض حياة المريض إلى الخطر حتى يصل إلى أقرب مستشفى على بعد عدة كيلو مترات من المنطقة، لافتًا إلى أن المنطقة مليئة بالزواحف الضارة والكثير من الأهالي والأطفال يموتون بسبب عدم إسعافهم من اللدغات، وناهيك عن النمل الأبيض الذي أصاب البيوت بالتصدعات والتشققات ما يعرضها للانهيار في أي وقت.
وقال حمدان محمد حامد أحد الأهالي، إنه يسكن في المنطقة منذ تأسيسها من نحو 20 سنة، وهى مهمشة ومهملة، حيث طرقها غير ممهدة والمياه دائما غير متوفر بالرغم من قرب النيل منها والكهرباء تنقطع عنها بأستمرار، وفى حالة حدوث حريق لا تستطيع سيارة الإطفاء الوصل للمكان المقصود مبكرًا ولا حتى سيارات الإسعاف بسبب الطرق.
وطالب حامد محافظ أسوان بتمهيد الطريق لإنقاذ أهالي زرزارة من العديد من المخاطر التي تلحق بهم.
مدرسة ابتدائي
وقال عبد الناصر جابر من أهالي زرزارة، إنه مطلوب إنشاء مدرسة ابتدائي لتقليل المشقة على الطلاب، حيث إن أقرب مدرسة تبعد عن المنطقة عدة كيلو مترات.
وأشار إلى أن المستوى التعليمى ضعيف، مطالبا بإقامة وحدة صحية، والقضاء على النمل الأبيض الذي دمر المنازل، فضلًا عن سقف بيوت القرية بالخرسان لحمايتها من مخاطر السيول والأمطار، لأن معظمها من الجريد أو الصاج.
تملك الأراضي
وقالت فاطمة حسنين إبراهيم: إنها تعيش بزرزارة منذ 25 عامًا في منزلها المقام على قطعة أرض بوضع اليد، وطالبت الحكومة بتقنين أوضاع الأهالي وتمليكهم تلك الأراضى مقابل مبالغ مالية لأن هناك بعض الأشخاص يعتدوا عليهم مبررين أنها أرضهم وبلدهم.
قافلة طبية
وفي ذات السياق وافق محافظ أسوان مجدى حجازى على تنظيم قافلة طبية لمنطقة زرزارة من مديرية الصحة تضم 10 تخصصات علاجية مدعمة بمعامل الأشعة والتحاليل والأدوية للكشف على المواطنين وعلاجهم مجانا ورش المبيدات ضد الحشرات الضارة، وسيتم فتح منفذ لمشروع جمعيتى لطرح السلع الأساسية والغذائية مع فتح منفذ آخر لبدال تموين لصرف المقرارات التموينية ونقاط الخبز وذلك في حالة توفير أهالي المنطقة لأماكن تستوعب هذه المنافذ الخدمية،و إنشاء مخبز بلدى بعد إنهاء التراخيص الخاصة بذلك.
كما قرر "«حجازي» دعم المنطقة بإحدى المنافذ المتحركة التابعة لمؤسسة «مصر بلدنا» للسلع الغذائية والتموينية ومنتجات اللحوم من أجل تغطية احتياجات المواطنين منها، خاصة أنها يتم بيعها للجمهور بأسعار مخفضة تحت شعار «معًا ضد الغلاء»، وشدد على تخصيص أتوبيسين من مشروع النقل الداخلى التابع للمحافظة لنقل المواطنين من غرب سهيل إلى وسط مدينة أسوان والعكس بعد شكوى أهالي المنطقة من ندرة وسائل المواصلات وخاصة في الفترة المسائية.
إنارة الطرق
وقال محافظ أسوان: إنه سيتم دراسة توفير اعتمادات مالية لتلبية مطالب أهالي المنطقة المتعلق برصف وإنارة الطريق المؤدى إليها بطول 500 متر، بجانب دراسة مشكلة الصرف الصحى التي تعد من المشكلات الأساسية التي تواجه أهالي القرية نظرًا لاعتمادهم على نظام البيارات والكسح لمياه الصرف الصحى مما تسبب في تصدع منازل القرية البسيطة المبنية بالطوب اللبن.
