رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس إدارة المنافذ بوزارة الآثار: أحبطنا تهريب 60 ألف قطعة أثرية للخارج في 30 عاما

فيتو

  • وزير خارجية روسيا أول دبلوماسى خضع للتفتيش بعد ثورة يناير في مطار القاهرة
  • 42 منفذا للتصدي لتهريب قطع التراث
  • المنافذ والوحدات الأثرية خط الدفاع الأخير عن التراث والحضارة
  • دول الخليج تحولت إلى ترانزيت لتهريب وتجارة الآثار
  • أوروبا تهتم بشراء الآثار المصرية
  • التنازل عن القطع الأثرية المهربة أعفى شخصا من المساءلة القانونية

هو واحد من بين 200 أثري متخصص في التعرف على القطع الأثرية الأصلية والأخرى المزيفة ويعتبرون خط الدفاع الأخير للتصدي لتهريب التراث والحضارة المصرية القديمة التي يعتبرها العالم بأجمعه من أعظم الحضارات في 42 منفذا ووحدة أثرية على مستوى الجمهورية، يمر أمام أعينهم العديد من الطرود والمسافرين إلى شتى بقاع الأرض ومهمتهم هي الحفاظ على مقدرات البلد وحضارته قبل تهريبها للخارج وكذلك التصدى والكشف عن أي قطع أثرية تدخل إلى مصر من دول أخرى، يتعرض العاملون بالمنافذ الأثرية إلى ضغوط كبيرة في العمل وتردد الكثير من الشائعات حول تهريب الآثار ومشاركة كبار المسئولين على مر السنين في عمليات التهريب، وللوقوف على حقيقة كل هذه الأمور كان لـ "فيتو" هذا الحوار مع الأثرى أحمد الراوى، رئيس الإدارة المركزية للمنافذ والوحدات الأثرية بوزارة الآثار.


*ما هى طبيعة العمل في المنافذ الأثرية؟
بدأت فكرة إنشاء المنافذ الأثرية في سبتمبر عام 1986 بسبب السياحة في ذلك الوقت حيث كان السياح يسافرون وبصحبتهم المقتنيات والهدايا فكانت قوات الأمن تطلب تشكيل لجنة من هيئة الآثار وهذا يستغرق 3 أيام، وبدأت الفكرة في عهد الدكتور أحمد قدري رئيس هيئة الآثار في ذلك الوقت، وتم إنشاء وحدة بمطار القاهرة وكانت مهامها معاينة ما يتم ضبطه من قطع أثرية بصحبة المغادرين من مصر إلى كل الدول، وتم إضافة المغادرين والقادمين ثم تطورت المهام وتم إضافة تفتيش الطرود، وهذا ساهم في ضبط العديد من القطع المهربة وكان مطار الأقصر ثاني المطارات التي طبق فيها هذه الإجراءات وميناء رفح البري حيث ساهم الاحتلال الإسرائيلى لسيناء في إجراء الكثير من الحفائر وتهريب العديد من القطع الأثرية إلى إسرائيل.

* وماذا عن الحقائب الدبلوماسية؟
أثناء حكم المجلس العسكري وبعد سرقة 56 قطعة أثرية من مقتنيات الملك توت عنخ أمون من المتحف المصري تم اتخاذ قرار بتفتيش الحقائب الدبلوماسية وأول وزير خارجية تم تفتيشه وهو متجه إلى الجزائر في ذلك الوقت هو وزير خارجية روسيا، وذلك طبقا لاتفاقيات فيينا التي تشترط أن يكون مندوب المراسم بالخارجية موجودا وفى حضور الجمارك والأمن وكانت هذه الخطوة من أهم الخطوات التي أغلقت الباب أمام تهريب الكثير من القطع الأثرية.

* وما هي أهم المشكلات التي تواجة عمل الوحدات والمنافذ الأثرية؟
المنافذ هي خط الدفاع الأخير للتراث والحضارة المصرية ويتم ضبط قطع أثرية للعديد من الدول مثل العراق والإكوادور وليس القطع المصرية فقط ويتم تسليمها للدول التابعة لها طبقا لاتفاقية اليونسكو.

* وكم عدد المنافذ الأثرية التي تمثل خط الدفاع الأخير لتهريب التراث والحضارة المصرية؟
نواجه عمليات تهريب التراث والحضارة المصرية بنحو 42 منفذا أثريا ومؤخرا وعد محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة بتخصيص شقة لتكون مقرا لوحدة منافذ بنويبع، وكذلك شرم الشيخ حتى نكون قريبين من مطار شرم الشيخ، ولكن في حال ضبط أي محاولة لتهريب الآثار يتم تشكيل لجنة أثرية للمعاينة، وغالبا مسيطرين على جميع منافذ الجمهورية من السلوم حتى أسوان، وهناك سيطرة كاملة بدمياط التي تمكنت الإدارة من إحباط العديد من محاولات التهريب.

*ولماذا يتم اكتشاف آثار مصرية بالخارج؟
تجارة الآثار شأنها شأن أي تجارة غير مشروعة مثل المخدرات السلاح وهذا لأن حدود مصر مترامية الأطراف وتم عقد اتفاقية مؤخرا مع الأمانة العامة للقوات المسلحة والمخابرات الحربية بشأن الصيادين في رشيد على أن يكون الصياد آمنا ويمنح شهادة تقدير بشرط تسليم القطع التي يعثر عليها لاحكام السيطرة على كل الحدود وتم تسليم 12 قطعة من جانب الصيادين لأنه أحيانا تخرج في شباك الصيد قطع أثرية وكان الصياد إما أن يخاف أن يسلمها فيتخلص منها مرة أخرى، ويلقيها في البحر أو يتصرف فيها ويقوم ببيعها.

*وكم عدد القطع الأثرية التي تم ضبطها؟
تم ضبط 3180 قطعة أثرية في 2015، و2700 في 2014، وفى 2013 أكثر من 3 آلاف قطعة، و197 قطعة فقط في عام 2011، وإجمالى عدد القطع الأثرية التي تم ضبطها في المنافذ الأثرية حسب تقديرى الشخصى نحو 60 ألف قطعة أثرية ويتم إيداعها في مخازن الآثار، لتسجيلها وعرض الصالح منها بالمتاحف.

* هل هناك خطة لحل مشكلة تكدس الأحراز في المخازن لطول فترة نظر القضايا مما يهددها بالتلف؟
هناك خطة لمتابعة القطع الأثرية المضبوطة المودعة في المخازن لعدم تعرضها للتلف وخصوصا المواد العضوية منها التي تتعرض للتلف بسرعة.

* ما هي حقيقة ضبط أحد القساوسة بعملات أثرية وبعد تبرئته أخذ القطع الأثرية؟
هذا الموضوع قيد التحقيقات في الجهات السيادية الآن حيث تم ضبط بعض العملات الأجنبية مع أحد القساوسة وأمر وزير الآثار في ذلك الوقت الدكتور أحمد عيسى، بتنازل القس عن العملات وكانت عبارة عن عملات تعود لعصر محمد على والملك فاروق، وجنيه أدريس المشهور، والمنافذ تفحص وتعاين ما يعرض عليها من الجهات الأمنية وقانون الجمارك ينص على تفتيش 10 % فقط من الطرود والحقائب ومن الوارد أن تخرج طرود بآثار وقد لا يخرج شيء والجمارك تستدعى أعضاء المنافذ الأثرية الساعة الثانية والثالثة بعد منتصف الليل لفحص بعض الطرود المشتبه بها أو المبلغ عنها.

*ما هي أشهر الحيل وأغربها لتهريب الآثار؟
تم ضبط العديد من القطع الأثرية داخل حقائب الملابس، وضبط قطع أثرية مهربة للأردن داخل أجولة بصل، وشحنة متجهة لتايلاند عبارة عن مناديل وشيش وقيمة الجمرك لها كبيرة جدا، وبعد إزالة المناديل تم ضبط 3 صناديق تحتوى على قطع أثرية، وشحنات أدوات صحية لدبى والتي تعتبر من أكبرالضبطيات وكانت تحتوى على نحو 2000 قطعة أثرية، وتم الحكم فيها بسبع سنوات، ودائما يتم البحث عن القطع غير المسجلة وتم ضبط شحنات فحم بداخلها قطع أثرية، كما لجأ المهربون إلى تقليد الآثار لتهريب القطع الأصلية بداخلها وهذا حدث في واقعة محاولة تهريب تمثال الكتلة داخل قناع توت عنخ أمون مقلد، كما أن لصوص الآثار يحاولون تحويل مصر إلى ترانزيت ويتم مواجهة ذلك بكل حزم، وسويسرا كانت محطة ترانزيت لتهريب الآثار وحاليا أصبحت دبى الدولة الترانزيت لتهريب الآثار لكثرة تهريب الآثار إليها.

* وماذا عن مساهمة الرئيس مبارك وأسرته في تهريب الآثار؟
الرئيس مبارك هو الذي أوقف أهداء الآثار لرؤساء الدول وكل ما يقال عن مساهمة مبارك وأسرته "جمال وعلاء وسوزان" في تهريب الآثار ليس صحيحا على الإطلاق، والفضل يعود للدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق في الحفاظ على الملكية الفكرية للآثار المصرية.

* هل هناك مواسم لتهريب الآثار؟
العاملون بالمنافذ الأثرية معهم الضبطية القضائية، وأغلب الشكاوى تكون كيدية لإحداث شوشرة على بعض الركاب، وأغلب القطع التي تسرق من المساجد الأثرية يتم تخزينها لمدة عام أو عامين ثم يتم تهريبها للخارج.

* هل تم إحباط ضبطيات متجهة لقطر؟
قطر شأنها شأن أي دولة ولكنها تهتم بصناعة القطع المقلدة من أحجار شق الثعبان لتزيين الميادين بها.

* ما هي أكثر الدول التي يتم تهريب الآثار إليها؟
بالنسبة للمخطوطات التراثية والإسلامية والعملات تهرب بكثرة لدول الخليج، وأوروبا تهتم بالآثار المصرية واليونانية الرومانية والفرعونى، وبروكسل تهتم بالآثار اليهودية.

*وما هي أشهر الضبطيات؟
من أشهر الضبطية التي قامت بها إدارة المنافذ والوحدات الأثرية هي ضبطية العين السخنة في 2006 وهى أكثر من 2000 قطعة وكانت متجهة إلى الإمارات وتم إيداعها في قصور الرئاسة لأهميتها وبعد ثورة 25 يناير 2011 ترددت شائعات عن اختفاء محتوياتها وأثبتت اللجان المشكلة من وزارة الآثار وجودها في مكانها ولم يغيب منها قطعة واحدة، وضبطية العتبة وضبطية بدر المتجهة إلى الإمارات سرير الملك فاروق 1993.

* كيف يتم التفريق بين الأثر المزيف والأصلي؟
يتم تدريب الأثريين وأعضاء المنافذ الأثرية على أهم العناصر التي يتم على أساسها التفريق بين القطع الأثرية الأصلية والمقلدة وذلك من خلال نسبة الأملاح بالقطعة نوعية الحجر نسبة الصدأ والتكلس والعامل الأهم هي الخبرة، ودراسة صفات وسمات كل عصر وحقبة تاريخ.

* كم عدد العاملين بالمنافذ والوحدات الأثرية؟
يعمل بالوحدات والمنافذ الأثرية نحو 200 مفتش أثرى من أصحاب الخبرة وكل ضبطية يتم فحصها من أكثر من لجنة من الفنيين والخبراء، وسلمت المنافذ قطعا أثرية لليمن والسعودية وفلسطين، وتتعاون المنافذ مع المتحف الجيولوجى والمحميات الطبيعية.

* ولماذا لم تتوقف عمليات تهريب الآثار بعد كثرة المنافذ والوحدات الأثرية؟
تهريب الآثار موجود منذ قديم الأزل وهذه القطع تخرج تباعا والإشكالية الكبرى أن العديد من الدول الأجنبية تجارة الآثار بها مشروعة وكل متاحف العالم قائمة على الآثار المصرية وكانت وزير التعاون الدولى الدكتورة فايزة أبو النجا تساهم وتدعم أي قضية استرداد آثار.
الجريدة الرسمية