رئيس التحرير
عصام كامل

حماة الصداقة 2016.. تدريبات على تكتيكات جديدة بين مصر وروسيا بالصحراء الغربية.. مشاركة 15 طائرة و700 مقاتل.. تهدف إلى اكتساب خبرات جديدة وتنفيذ المهام الصعبة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مصر.. مركز العالم العربي، والرقم الصعب في المعادلة العربية والإقليمية تواجه في وقتنا الحالي العديد من المخاطر، وعلى رأسها محاربة الإرهاب، الذي انتشـــر خلال السنوات الماضية في عديد من الدول المحيطة بالمناطق الحدودية، وأصبح يشكل تهديدًا لأمنها القومي.


ومن هذا المنطلق تبنت الدولة المصرية إستراتيجية جديدة في التحديث العسكري لمواجهة المخاطر، كما أنها فتحت الأفق والتعاملات على جوانب متعددة من أجل التطوير العسكري في كل الأسلحة والمعدات، وعدم الاعتماد على مصدر واحد في تمويل السلاح، واضعة في اعتبارها أن الجماعات المتطرفة تطور أدواتها بشكل مستمر بمساعدة بعض الدول والأجهزة؛ من أجل زلزلة كيان الدولة المصرية.

المناورات العسكرية

وبدأت عمليات تفعيل الإستراتيجية الجديدة من خلال التواصل مع الجانب الروسي، والاتفاق على التعاون المشترك في العديد من المناورات العسكرية، إلى جانب التعاون معها في إمداد الجيش المصري بالمعدات الحديثة، وذلك بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم البلاد، والذي فتح سبل التعاون مع روسيا بشكل كبير، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات العسكرية، حيث تسلمت القاهرة من موسكو منظومة صواريخ «إس – 300 بي إم» الروسية المضادة للصواريخ الباليستية، والمعروفة أيضًا باسم «أنتاي – 2500».

لنشات الصواريخ

كما تسلمت القوات البحرية لنشات الصواريخ الهجومية، RKA 32 من طراز "مولينيا"، حيث أهدته روسيا لمصر، كما أن صفقة طائرات «كا-52» المروحية، والتي تعمل على حاملتي الطائرات المصرية من طراز "الميسترال" جمال عبدالناصر، وأنور السادات لا تزال قيد الدراسة.

حماة الصداقة

وشهد الصحراء الغربية المصرية، واحدة من أشهر المناورات العسكرية المشتركة بالمنطقة، والتي عرفت باسم «حماة الصداقة 2016»، بين قوات المظلات المصرية وقوات الإنزال الجوي الروسي، التي تقوم بعمل مناورة مشتركة بمصر وأفريقيا من أجل استفادة الدولتين تدريبيًا وتكتيكيًا على المهام المختلفة بمنطقة العلمين، وتحديدًا بقاعدة اللواء محمد نجيب العسكرية بنطاق المنطقة الشمالية العسكرية، والتي انتهت منتصف الأسبوع الجاري.

التدريبات والتكتيكات التي اتسمت بالجدية والإصرار، وعزيمة بين الدولتين شهدت العديد من التحديث والتطوير في أساليب مختلفة لدى البلدين، حيث استخدمت 15 طائرة مروحية من بينها طائرات شحن عسكرية روسية من طراز «إيل 76»، إضافة إلى عربات قتالية وأكثر من 700 مقاتل.

كما أدى رجال المظلات المصرية والإنزال الجوي الروسي القفز بالعتاد والمعدات من الطائرات على ارتفاع أكثر من 2000 قدم، وتم تبادل الأسلحة بين المتدربين المصريين والروسيين أثناء عمليات إطلاق النار، حيث أهدى المقاتلــون الروس للقوات المصرية المشاركة رشاشات من طراز "أ كا إس-74" وقواذف القنابل "غي بي-34"، و"غي بي-25"، فيما قام الجنود الروس بتجريب إطلاق النار لأول مرة من البندقية المصرية طراز "إم 4".

تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه المناورة تسهم في استخدام طرق جديدة في مواجهة الإرهاب، بصورة أكثر عمقًا من أجل انتشار القوات وكيفية التمركز في المناطق المختلفة من حيث الطبيعة والتوازن، وخاصة للقوات الروسية التي تقفز لأول مرة في عوامل جوية جديدة عليها وأيضًا معها بنادق الجيش المصري من طراز "إم 4".

كما تهدف أيضًا إلى توحيد المفاهيم، وثقل مهارات القوات المصرية والروسية، إلى جانب التوصل إلى أنسب أسلوب للتعاون في استخدام القوات لتنفيذ الأهداف المخططة بدقة وكفاءة عالية، مما يؤكد قدرة وجاهزية العناصر المنفذة على التخطيط الجيد لإدارة أعمال قتال مشتركة، ويحقق المزيد من التقارب والتفاهم أثناء تنفيذ كل المهام.

تنوع السلاح

من جانبه، قال اللواء ناجي شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، نائب مدير إدارة المخابرات الحربية الأسبق: "حماة الصداقة" تعتبر واحدة من التدريبات المشتركة التي تنفذها القوات المسلحة، والتي تتنوع من سلاح لآخر مثلما يحدث في عمليات تنوع السلاح، ومعظم التدريبات التي أجرتها مصر مع الدول الأجنبية تتم على سواحل البحــر، ولا تتم في عمق الدولة حتى لا يتم كشف مسرح العمليات المصري.

نائب مدير إدارة المخابرات الحربية الأسبق، تابع حديثه قائلا: «لابد من عدم الخلط بين التدريبات المشتركة والحرب على الإرهاب، كما أن محاربة الإرهاب تقوم به القوات المسلحة من أجل مساندة الشرطة المدنية في مهامها الرئيسية خاصة في مواجهة الإرهاب، والقوات المسلحة إحدى أدوات قوة الدولة الشاملة التي تنفذ تعليمات الدولة المصرية التي تكلف بها، ومنها مساندة قوات الشرطة في القضاء على الإرهاب».

اللواء ناجـي شهود، أنهى حديثه بقوله: «التدريبات المشتركة تهدف إلى اكتساب خبرات جديدة مع الدول الكبرى، والاستفادة منها في العمليات المختلفة».
الجريدة الرسمية