رئيس التحرير
عصام كامل

«يوسف وهبي.. سنوات المجد والدموع» يروي أسرار مبدع وهب عمره للفن

يوسف وهبى
يوسف وهبى

يعد الفنان الراحل يوسف وهبي واحدًا من جيل العمالقة في عالم الفن، والذي استقر اسمه في قلوب عاشقيه ممن بحثوا عن تفاصيل حياته ومشواره الفني كونه مدرسة متفردة في التمثيل لزملائه وتلامذته، حتى المراحل الأخيرة في حياته، كانت مسار بحث واهتمام متابعي الفنان الشهير.


 بدورها أصدرت الكاتبة راوية راشد، كتابًا جديدًا عنوانه «يوسف وهبي: سنوات المجد والدموع» الصادر عن دار الشروق، ولم تكتفِ المؤلفة بمذكرات وهبي «عشت ألف عام»، ولكنها نوعت مصادر معلوماتها بتدقيق الجمع والتوثيق، علاوة على اهتمامها بالصور النادرة من حياة الفنان الراحل.

وكتبت الكاتبة عن الفنان الراحل: "كانت الأيام الأخيرة ليوسف وهبي محملة بالذكريات فقط، ذكريات كثيرة عاش تفاصيلها لحظة بلحظة ويومًا بيوم، وكانت الذكريات تتزاحم أمام عينيه فتسلبه الراحة والنوم، وهو يلهث في تتبعها بدون إرادته فيعتريه إعياء ويهرب منه النوم".

وتتابع راوية: "كان الرجل قد جاوز الثمانين من عمره، ولم يعد يملك غير ذكريات تُفقده الراحة والسكينة في أيامه الأخيرة، فقد كانت تعتريه فترات من يقظة تجعل نومه متقطعًا فيشعر بإعياء وتوتر، وهو ما يُعرف باسم مرض اضطراب النوم".

ويقول محمد يوسف، ابن شقيق وهبي: "لقد سافر يوسف وهبي إلى جنيف للعلاج من صعوبة النوم عام 1974، وهناك قال له الطبيب السويسري إن سنين حياتك بكل تفاصيلها تفوق قدرة العقل على وقف شريط الأحداث فيستعيدها بدون إرادتك في أثناء النوم فتصاب باليقظة، ولابد أنك عشت أحداثًا كثيرة، فرد عليه يوسف وهبي قائلًا: لقد عشت ألف عام".

وتواصل الكاتبة سرد تفاصيل الأيام الأخيرة في حياته، فتقول "في السنوات الأخيرة اعتزل يوسف وهبي الفن والناس، ولم يبقَ إلى جواره إلا زوجته سعيدة هانم، التي عاشت معه أكثر من خمسين عامًا، والتي لم تترك يده لا في لحظات الوهج والتألق، ولا في لحظات الغروب والانزواء".

كما تطرقت الكاتبة لقصة حب يوسف وهبي لزوجته ورغبته في تعويضها عما فعلته معه، فذكرت أنه بنى لها أربعة قصور صغيرة وأهداها لها ولبناتها اللاتي اعتبرهن بناته أيضًا لأنه حُرم من نعمة الإنجاب، وعن ذلك قالت الكاتبة "كانت البنات ينادونه دادي، فكان سعيدًا بهم بعد أن ملئوا عليه الحياة وعوضوا زوجته سنوات فراقها عنهم".

وكشف الكتاب، عن مأساة تعرض لها يوسف وهبى في أيامه الأخيرة وتتعلق بفقدانه لابنة زوجته "بثينة" التي أحبها كثيرًا، وعن تفاصيل حادث وفاتها تقول الكاتبة: "في إحدى الرحلات ألقت بنفسها من شرفة الفندق فماتت في الحال، ولا أحد يعرف تفاصيل الحادثة، وقال يوسف وهبي إنها اختل توازنها وهي مسنودة على حافة الشرفة فسقطت، وحاول هو الإمساك بها لكن القدر قد سبقه ولقيت الفتاة حتفها".

وكشفت الكاتبة عن تأثير الحادثة المشار إليها في يوسف وهبي، مؤكدة: "سقط يوسف وهبي من سلم فيلته، وأجريت له عدة عمليات لإصلاح مفصل الحوض في مصر وإنجلترا، لكن الآلام النفسية والجسدية بعدها لم تفارقه لسنوات، فاضطر إلى التوقف عن العمل لعدم قدرته على الوقوف ساعات طويلة على المسرح أو أمام كاميرات السينما، وأن يقتطع جزءًا كبيرًا من بيته الحديقة وثلاث فيلات ليؤجرها لأحد المستثمرين ليعينه العائد من التأجير على نفقات المعيشة، بينما يحتفظ بفيلا صغيرة ليعيش فيها مع زوجته".

وفى عام 1979 اختاره المخرج يوسف شاهين ليؤدى أحد الأدوار في فيلم «إسكندرية ليه»، ورغم صغر حجم الدور فقد أداه يوسف وهبي بخبرة كل سنين الفن فأبهر الجميع بأدائه، وحصل على جائزتي النقاد والجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي، وعن ذلك الدور تقول رواية راشد: "في حفل افتتاح الفيلم حضر هو وزوجته، وظل الجمهور يصفق له أكثر من عشر دقائق، ووقف هو للمرة الأخيرة يُحيي جمهوره وتلاميذه ومحبيه والدموع تنهمر من عينيه"، وفى يوم السابع عشر من أكتوبر عام 1982 رحل يوسف وهبي عن عالمنا.

الجريدة الرسمية