رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. حكاية بطل مصري ذاق مرارة الهزيمة وحلاوة النصر.. «قاعود» يروي تفاصيل يوم استعادة الكرامة في أكتوبر.. 100 جندي لحمل خراطيم دك خط بارليف.. تدمير 4 دبابات إسرائيلية مخادعة بعد اندساسه

فيتو

بعد 43 عامًا على يوم نصر أكتوبر لا زالت مشاهد العبور حية في أذهان المصريين، وبالنسبة لأبطال النصر تحديدا، تظل ذكرى الكرامة دماء نابضة بالوطنية يجددها يوم السادس من أكتوبر كل عام، ومن الضباط إلى الجنود، ظلت روح أكتوبر إلهاما لكل من شارك فيها من رجال الجيش المصري، الذين أبوا إلا استرداد كرامة بلادهم، حتي لو كان الثمن حياتهم.


 "فيتو" التقت مع أحد الجنود البواسل الذي كان واحدا من أبطال معركة عام 1973، والذي روى تفاصيل يوم سطرته الأيام مخلدا في ذاكرته إلى الأبد.

مشاهد حية
برغم كبر سنه وإصابته بشلل الدماغ، لم يمانع المهندس محمد زكي قاعود 73 عامًا، البطل المصري في سرد مشاهد النصر، وكأن ذكرى أكتوبر تعيده مجددا إلى شبابه، وقد شارك "قاعود" في حروب مصر منذ عام 1967 ومعارك حرب الاستنزاف حتي أكتوبر1973 ، ليستمر جنديا في الجيش أكثر من 9 سنوات متتالية منذ عام 64 وحتى 73 والتي انتهت بالانتصار، قائلا: أتذكر جيدا أيام حرب 73، وكأنها حدثت بالأمس القريب، حيث كنت أحد جنود الكتيبة 204 اللواء الخامس مشاة بالجيش الثالث الميداني، على محور قناة السويس، وكانت مهمتنا تدمير النقط 149 في خط بارليف؛ للعبور ونقل الأسلحة للبر الثانى، وكانت كتائبنا هي الأكثر عرضة لنيران العدو، وبالفعل خسرنا الكثير من صفوفنا.

ساعة الصفر
في اليوم السادس من أكتوبر لم يكن أحد منا يعلم أي شيء عن الحرب، ولم نسمع أن القيادة السياسية تفكر في الحرب إطلاقا، إلى أن أتي قائد الكتيبة العقيد على إبراهيم مهللا ليقول لنا: "الحرب بدأت، وجاء الوقت لاسترداد شرفنا ، تلك هي اللحظة التاريخية لنا"، وساعتها قلنا لأنفسنا: "أخيرا هنحارب"، وعلى الفور قمنا بتجهيز المعدات والمهمات، وأضاف: "كنا في المواقع المجهزة للناقلات في الصباح الباكر، وفى تمام الثانية ظهرا كشفنا المعدات واتجهنا نحو العدو بإقدام وعزيمة".

أوامر الاشتباك
ويضيف بطل أكتوبر، جاءت الأوامر بالاشتباك وفجأة تطايرت الشظايا والقنابل حولنا، وبدأت الضربات الشديدة والمتلاحقة من العدو، ولكنا لم نكترث بذلك رغم سقوط شهداء وإصابة آخرين، وعلا صوتنا بالهتاف:"الله أكبر"، ذلك الهتاف الذي كان المحفز الأول لكل منا، ورغم الاشتباك العنيف والمحاولات الفاشلة للعدو لكسرنا، جاء الفرج بقوات داعمة انهالت عليهم وانتقلنا جميعًا في طريقنا لفتح ثغرات خط بارليف.

تدمير خط بارليف
وتابع قاعود: عدنا للانخراط مرة أخرى في الاشتباكات ، وكنت من الجنود المسئولين عن تدمير الخط الحاجز باستخدام خراطيم المياه لفتح الخط والسيطرة على الساتر الترابي، وكان كل خرطوم يحتاج إلى نحو مائة جندي ليتشبثوا به، من قوة دفع المياه ، وكان العدو في تلك اللحظة يستهدف الجنود ويقتلهم، ورغم ذلك كنا نتزايد ولا نبالى بالسقوط حتى تمكنا من فتح الخط المنيع والمرور للضفة الأخرى في يوم الكرامة المصرية.

خديعة إسرائيلية
ويضيف بطل أكتوبر: "كان عمري 25 عامًا وكان حماسة الشباب تؤجج مشاعر التضحية من أجل وطني، حتى صادفنى الموقف الأصعب وقت قيامي بحراسة لمربعى وجاءت 4 دبابات للعدو متسللة، لكنها كانت متنكرة بنفس اللون المصري من أجل الاندساس بيننا والإيقاع بنا وعرفت من خلال الطريقة والكلام الخطة الخبيثة لهم وواجهت الدبابات الضخمة بسلاح الآر بى جى حتى نسفناها أنا وزميل لى.

حلم الشهادة
وناشد بطل أكتوبر، الشباب أن يتنبهوا لما بذله جنود وضباط حرب أكتوبر من تضحيات حتى تنعم مصر بالاستقرار، مشيرًا إلى أنه رغم قضائه 9 سنوات في الجيش إلا أنه قابلها بصدر رحب، وكان لا يبالى بزيادتها رغم بعده عن أهله، حتى لا يفرط في تراب الوطن الذي قرر أن يفديه هو ورفاقه بأرواحهم وبعضهم نال الشهادة، التي حرم منها رغم أنه تمناها.
الجريدة الرسمية