رئيس التحرير
عصام كامل

أبلة فضيلة.. إذاعية قضت 24 ساعة في المحاماة (بروفايل)

فيتو

شعر المصريون بالفزع عندما علموا بخبر إلغاء برنامج "أبلة فضيلة" من الإذاعة المصرية، وحاول محبوها الاطمئنان عليها؛ فكانت إجابة المقربين منها مطمئنة، مؤكدين أنها سافرت إلى كندا للإقامة مع ابنتها هناك، وهو ما لم يعجب مطلقي الشائعات فقرروا أن يزيفوا الحقيقة ليتحدثوا عن وفاتها، ليزداد فزع محبيها إلى أن تخرج شقيقتها الفنانة "محسنة توفيق" نافية خبر وفاتها.


أسطورة الحواديت أو أشهر من قدم برامج الأطفال في الإذاعة المصرية أو أبلة فضيلة، كما اعتاد الجميع على ندائها، ولدت في4 أبريل 1929من أم تركية الأصل، اختار لها والدها الدراسة بكلية (الحقوق) بدلًا من كلية (الآداب) التي كانت تفضلها؛ فقد كانت أسرتها تُريد أن تُصبح ابنتها محامية كبيرة، بالإضافة إلى تشجيع الدكتور أسامة الباز لها.


ذكرت أبلة فضيلة في حوار لها مع إحدى الصحف، أنها بعدما تخرجت من كلية الحقوق، تم ترشيحها للعمل بمكتب، حامد باشا زكي، وفي يوم حاولت أن تصلح وديًا بين أحد المتنازعين في إحدى قضايا مكتبه الشهير، وعندّما علم بذلك قال لها: "انتي بطفشي الزباين، انتي ماتنفعيش تشتغلي محامية، وعرض عليها العمل بالإذاعة"، ولم تقض في مهنة المُحاماة سوى 24 ساعة فقط.


التحقت بالعمل بالإذاعة لتكون مذيعة ربط، لكن عندما انتقل الإذاعي محمد محمود شعبان "بابا شارو" للعمل في التليفزيون، كان عليه أن يجد بديلًا له في تقديم برنامجه للأطفال، ولأنه كان يعتبر "فضيلة توفيق" ابنته الروحية صمم أن يجعلها هي البديل.


قدمت برنامج "غنوة وحدوتة" على مدى عشرات السنوات، باسم "أبلة فضيلة" الذي اختارته خلافًا لكل مذيعات برامج الأطفال اللاتي عادة مخا يختارن اسم "ماما" لأنها تفضل أن تكون الأخت الكبرى للأطفال، وليست والدتهم.


استضافت أبلة فضيلة في برنامجها عددا كبيرا من الشخصيات المصرية البارزة على رأسهم نجيب محفوظ وأنيس منصور والدكتور فاروق الباز ومحمد عبد الوهاب وكامل الشناوى وسيد مكاوى وعبد الحليم حافظ والدكتور يحيى الرخاوى، سوزان مبارك، الموسيقار محمد عبد الوهاب.


تزوجت "فضيلة توفيق" من كبير مهندسي الإذاعة المصرية "إبراهيم أبوسريع" ولها ابنة واحدة اسمها "ريم"، والتي تقيم معها حاليًا في كندا.


وعن ذكرياتها مع الزعيم الراحل "جمال عبدالناصر"، قالت: "بعد نكسة يونيو عام 1967 أذكر أننى علمت أن الرئيس جمال عبد الناصر في طريقه للإذاعة فسألت الإذاعى جلال معوض عن سبب حضوره ؟ فقال: لا أعلم.. ووصل الرئيس جمال عبد الناصر وتجمعنا خارج الاستوديو لمعرفة مايحدث وفجأة خرج جلال معوض وهو يبكى وأخبرنا أن الرئيس جمال تنحى وعندما خرج الرئيس من الاستوديو قلنا جميعا: لا.. لا وخرج الرئيس جمال عبد الناصر محمولا على الأعناق".
الجريدة الرسمية