رئيس التحرير
عصام كامل

مجنونة يا «سجاير».. نفاد مخزون السجائر والشركة تطالب الحكومة بفرض ضريبة.. شعبة الدخان: 20 مليون جنيه أرباح التجار يوميا بسبب تعطيش السوق.. «حماية المستهلك»: «الشرقية للدخان

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أزمة شديدة يشهدها سوق السجائر في مصر بعد نفاد مخزون السجائر بالشركة الشرقية للدخان، والتي تستحوذ على 75% من حجم السوق، وإصرار التجار على تعطيش السوق، الأمر الذي أدي إلى ارتفاع بعض أنواع السجائر من الفئة المتميزة نحو 10 جنيهات.


نفاد المخزون
من جانبه كشف محمد عثمان، رئيس مجلس إدارة شركة الشرقية للدخان «إيسترن كومباني»، أن مخزون السجائر الحالي لا يتجاوز اليوم ونصف، لافتا إلى أن المخزون من المفترض أن يتراوح بين 7 و21 يوما.

وأضاف أن الإنتاج أصبح الفترة الحالية "اليوم بيومه"؛ حيث يوجه الإنتاج مباشرة للبيع، مرجعا ذلك لجشع التجار.

واستطرد عثمان أنه مع الطلب المتزايد أصبحت الشركة غير قادرة على تغطية طلبات السوق المتزايدة، منوها إلى أن التجار يشترون كل الإنتاج ويقومون بتخزينه لرفع الأسعار.

وأكد أن الحل ليس في مضاعفة الإنتاج إذ أن التجار على أتم الاستعداد لشراء أي كمية، موضحا أن الطاقة الإنتاجية لها حد لا يمكن تجاوزه.

وطالب رئيس مجلس إدارة شركة الشرقية للدخان «إيسترن كومباني»، الدولة بفرض ضريبة القيمة المضافة على السجائر للخروج من هذا المأزق.

وأضاف أن وزارة المالية أخطأت عندما أعلنت نيتها رفع أسعار السجائر قبل صدور قرار رسمي بذلك، مشيرا إلى أن هذا الإعلان دفع التجار لتخزين السجائر وخفض المعروض منها لعلمهم بارتفاع أسعارها في الفترة المقبلة.

وتابع عثمان أن الارتفاعات التي حدثت خلال الفترة الماضية في أسعار السجائر ذهبت إلى جيوب التجار، وحرمت منها خزينة الدولة التي أعلنت نيتها فرض ضرائب جديدة على السجائر.

10 جنيهات
ووصف إبراهيم إمبابى، رئيس شعبة الدخان التابعة لغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، نفاد مخزون السجائر الحالي بشركة الشرقية للدخان وتعطيش السوق بـ"المسخرة".

وتابع أن أسعار السجائر من الفئة المتميزة ارتفعت نحو من 8 إلى 10 جنيهات في العلبة الواحدة، بسبب غياب الرقابة، مطالبا الأجهزة الرقابية بمصادرة البضاعة المخزنة من السجائر لدى التجار.

وأشار إمبابى، إلى وجود مجموعة من التجار يمارسون أعمال البلطجة تجاه الموزعين للحصول على كميات كبيرة جدا من السجائر، ومن ثم تخزينها ورفع السعر بالسوق المحلي، وتحقيق أرباح ضخمة تصل إلى 20 مليون جنيه يوميا.

وتساءل رئيس شعبة الدخان التابعة لغرفة الصناعات الغذائية: أين الحكومة مؤكدا أن استمرار الوضع على ما هو عليه يؤكد غياب الحكومة بشكل كامل؟!

وأشار إلى أن الحكومة لا تحصل على أي عائد جراء هذه الزيادة في أسعار السجائر، وهو الأمر الذي لا يوصف إلا بكونه غير منطقي بالمرة، مطالبا الحكومة بسرعة التدخل وضبط الأسواق باي طريقة.

أعباء على المستهلك
وفي السياق ذاته توقع أسامة سلامة، رئيس رابطة تجار السجائر، أن يؤدي نفاد مخزون السجائر بالشركة الشرقية للدخان جراء تعطيش التجار للسوق إلى المزيد من الارتفاع في أسعار السجائر خلال الفترة المقبلة.

وأضاف أن الزيادة الحالية في الفئة الدنيا من السجائر والتي تشمل "كليوباترا- مونديال- بوسطن" تبلغ ما بين جنيه و1.50 جنيه، أما الفئة المتوسطة والتي تشمل "روزمان- LM"، ارتفعت ما بين 4 و5 جنيهات، فيما بلغ الارتفاع في الفئة المتميزة التي تشمل المارلبورو 10 جنيهات.

وطالب "سلامة" بضرورة حسم موقف الدولة فيما يخص قانون الضريبة على القيمة المضافة وإعلانها نيتها التطبيق من عدمه، حتى لا تستمر الزيادة في الأسعار بهذه السرعة التي تشكل المزيد من الأعباء على المستهلك، كذلك ينبغي مراقبة الأسواق وعدم ترك الأمر لعملية العرض والطلب فقط.

وأكد أن الزيادة في أسعار السجائر لن تؤدي لإقلاع المدخنين عن التدخين، لأنها سلعة مرتبطة بـ "المزاج"، متوقعا أن يؤدي الارتفاع إلى الاتجاه لشرائح أدنى وللسجائر المهربة التي لا تلتزم بالضرائب للدولة.

ومن ناحيتها أكدت سعاد الديب، عضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك التابع لوزارة التموين، أن الشركة الشرقية للدخان لديها سياسة تعكس من خلالها استراتيجية الدولة، وبالتالي لا يمكن لها أن تشتكي من نفاد مخزون السجائر لديها، مشيرة إلى أن الشركة غير مجبرة على بيع كل المخزون.

وأضافت أن الشركة الشرقية للدخان من المفترض أن يكون لها مخزون محدد لا يمكن لرصيدها من الإنتاج أن يقل عنه، لافتة إلى أن الشركة هي المتحكمة في ذلك.

وأوضحت أن ما يحدث مضاربات في سوق محلي غير منظم، مؤكدة أن كل جهة تلقى بالمسئولية على غيرها لتبرئة نفسها.

وأشارت إلى أن كل من الموزعين والتجار والشركة والدولة أطراف في دائرة رفع الأسعار التي تضغط في نهاية الأمر على المستهلك.

وأضافت عضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك التابع لوزارة التموين، أن الوضع الحالي ليس في مصلحة الشركة الشرقية للدخان التابعة للدولة، والتي تحقق أرباحا كبيرة تضاف إلى مدخلات الموازنة العامة، مطالبة الدولة بسرعة التدخل لضبط الأسواق ومنع المحتكرين من زيادة الأسعار.

وكانت الشركة الشرقية للدخان أكدت في بيان لها أنها تعمل بكامل طاقتها المعتادة، وأن معدل إنتاجها اليومى وما تضخه بالأسواق وعلى مستوى الجمهورية ثابت ولم يتغير، كما أن أسعار البيع للمستهلك للسجائر المحلية أو المستوردة لم تشهد أي تغيير.

ويبلغ إجمالى الإنتاج على مستوى الجمهورية بين ‮‬250 ‬و260 ‬مليون سيجارة‮ ‬يوميًا، منها ‬190 ‬مليون سيجارة إجمالى إنتاج الشركة القومية للدخان والباقى للشركات الأجنبية في السوق المحلى.
الجريدة الرسمية