رئيس التحرير
عصام كامل

السعودية تنتظر الحرب الكبرى خلال ساعات.. علي صالح يعزل «هادي» من منصبه ويعود لحكم صنعاء.. اتفاق تقاسم السلطة بين المؤتمر والحوثيين ينسف محادثات الكويت.. التحالف يعلن صنعاء مسرح عمليات.. وتحذ

فيتو

 أكثر من عام قضاها الجيش السعودي مدعومًا بقوات التحالف العربي في معارك دامية برًّا وبحرًا وجوًّا بهدف تمكين حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من استرداد حكم صنعاء من يد الانقلابيين، دماء سالت، وأرواح سقطت، وآمال سياسية لاحت في الأفق لحل الأزمة على يد المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في الكويت.


 باءت الحرب والسلام في "اليمن السعيد" بالفشل، ودقت طبول الحرب بين الطرفين بعد وصول جميع الأطراف إلى طريق مسدود عقب إعلان التوافق بين الرئيس الأسبق علي صالح وجماعة الحوثي.

 عزل الرئيس
 عاد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح إلى رئاسة الدولة مرة أخرى بعد خمسة أعوام من استقالته على خلفية التظاهرات التي خرجت ضده وسط موجات ثورات الربيع العربي.

 تأتي هذه العودة بالتبيعة لتوقيع صالح وجماعة الحوثي، الخميس، اتفاقًا سياسيًا يقضي بتشكيل مجلس قيادة أعلى لإدارة البلاد وتسيير أعمال الدولة "وفقًا للدستور الدائم للجمهورية اليمنية، والقوانين النافذة"، وفقًا لنص الاتفاق الذي وقع وأعلن بصنعاء.

 قال الإعلان الصادر: "وقَّع كل من المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، ويمثلهم نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام صادق أمين أبو راس، وأنصار الله وحلفاؤهم، ويمثلهم رئيس المجلس السياسي الأخ صالح الصماد، على الاتفاق الوطني السياسي الذي بموجبه ستتحدد مسئولية قيادة البلاد، وتسيير أعمال الدولة، وفقًا للدستور الدائم للجمهورية اليمنية، والقوانين النافذة".

 وعمليًا يقضي هذا الاتفاق بعزل الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي، ويمكن "صالح" من العودة لرئاسة الدولة بالتناوب عبر بوابة المجلس الأعلى المرتقب تشكيله خلال ثلاثة أيام، ويعطي إشارة البدء لإلغاء اللجان الثورية التي شكلتها جماعة الحوثي.

 نسف السلام
 أكد عبد الله العليمي، نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية وعضو الوفد الحكومي في مشاورات الكويت، أن ‏ما حدث اليوم هو إعلان الوجه الحقيقي لتحالف الانقلاب وما كان تحت الطاولة وفي الغرف المظلمة صار يعلَن عنه ببجاحة وقبح.

 وقال "العليمي" في سلسلة تغريدات له عبر موقع التواصل «تويتر»: إن الميليشيا الانقلابية أطلقت اليوم الرصاصة الأخيرة ليس فقط على مسار المشاورات بل على مستقبل العملية السياسية برمتها، وعليها تحمل تبعات ذلك.

 وأضاف العليمي: "كنا من البداية نوضح للعالم أن هذه الميليشيات لا تحترم اتفاقًا ولا تقيم وزنًا للعمل السياسي، ولقد أثبتت الميليشيات هذا اليوم صحة أقوالنا".

 وأشار إلى أن ‏هذا الموقف هو إعلان تحد للمجتمع الدولي والإقليمي ولقرارات مجلس الأمن وانقلاب صريح على المبادرة الخليجية وكل ثوابت العملية السياسية.

وأشار عضو الوفد الحكومي إلى ‏أن يتخذ الانقلابيون هذه الخطوة وهم في استضافة الأشقاء في الكويت، على أرضهم وفي ضيافتهم، فتلك رسالة سيئة جدًا في حق الأشقاء، عفوًا الكويت.

 واختتم "العليمي" تغريداته: ‏شكرًا لأشقائنا في الكويت أميرًا وحكومة وشعبًا، على كل الجهود المخلصة، المشاورات انتهت تمامًا، شاركنا وصبرنا لأجل شعبنا، وننهي المشاورات لأجله.

 مسرح عمليات
 أعلن مصدر عسكري رفيع عن إعلان التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، أن العاصمة اليمينة "صنعاء" أصبحت منطقة عمليات عسكرية خلال الساعات القادمة جراء الاتفاق بين الحوثيين والرئيس الأسبق علي صالح.

 وقال موقع «حضرموت» اليمني نقلًا عن مصدر لم يذكر اسمه إن الساعات القادمة ستكون ساعة الصفر لبدء عمليات تحرير صنعاء من الانقلابيين.

 وطالب المصدر من المواطنين توخي الحذر وعدم الوجود بالقرب من مسرح العمليات العسكرية القريبة من العاصمة صنعاء.

 انتهاك قوي 
 من جانبه وجَّه المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، انتقادات للإجراءات التي اتخذها المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم، يوم الخميس، والمتمثلة بتشكيل بما يسمى «مجلس سياسي» لحكم البلاد.

 واعتبر ولد الشيخ أحمد، في بيان، إن هذا التطور لا يتماشى مع الالتزامات التي قطعها الحوثيون وحزب على عبدالله صالح بدعم العملية السياسية التي تتم بإشراف الأمم المتحدة.

 وقال "الإعلان عن ترتيبات أحادية الجانب لا يتسق مع العملية السياسية ويعرض التقدم الجوهري المحرز في محادثات الكويت للخطر. كما إنه يعد خرقا واضحا للدستور اليمني ولبنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية."

 وأضاف أن هذا الاتفاق يشكِّل انتهاكًا قويًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي يطالب "جميع الأطراف اليمنية، ولا سيما الحوثيين، بالامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات الانفرادية التي يمكن أن تقوض عملية الانتقال السياسي في اليمن"، ويدعوهم إلى "التوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية في اليمن".
الجريدة الرسمية