«العاشقان» قصة لـ«محمد الأعصر»
كانت بين مُفتَرق الطُرق ودائمًا ما هِيَ فِى أحوالِ قلبِها وحيواتِها حين تهوى الطُرق لا تهتدِى لِما يهوَى قلبُها مُعتَقِدَه انتهاء الطريق مُخطئه فِى سوءِ ظَنِ قلبِها ولطالما تنوِى التعقُل ولكِنها أُنثَى الهوَى تعشقِ الجَوَى أملًا يُحيي نسيم الهوَى مُناديًا لِلجفا أن إنجلِى وأسعِد هذا القلبِ الشَجِى.
لم ينامُ القلب وساءَ الظَنَّ بِـالبُعد وصارَ يسيرُ فِى رِقة الحُب أسيرًا مُهتديًا لِـجمالِ الود واليوم لم يَكُن كعادةِ اليوم بل كان قيثارةُ الشوق زاهيًا مُستيقِظًا بِـأمر الحُب هائمًا حبيبًا يُشعِلُ القُرب قائلًا سلامًا سلامًا حبيبُ القلب مُناديًا لها فــِى رِبوعِ البُعد أنا قادِمٌ قادِمٌ يا ملاك الوجد يا مَن ملكتِ زِمام العَهد أنا هُنا فِـى القلب أُبعَثُ كَي أنول العَهدْ.
حدثتها نَفسُها ماذا يا مَن خاب الظَن فيكَ يا قلب وزاد فيكَ الحُب وهام الفِكر وتواتَرت خواطرِى تترا تبحثُ عنك يا مَن حَوَى الهوَى وأسدل على العُمر الأرق فِى رِقة سيرَتك يا حبيب وما مِنك هل تسطِع إمتلاك مشاعِرِى وهِيَ لكَ سنين سَنا ومِنها سال السُهد يتراءى القُرب يُشعِل نار البُعد قُرب.
نعم قدَّسَت ذاك المُفتَرق لِما هداها لِقلبِها ولِلحبيب وأسعد نسائمُ الوعد الرشيد فِى الصباح الجميل معترِفًا لها بِتلك الخبايا والأناشيد تارِكًا لها المزيد والمزيد فَـتنهَل مِن الحب علاماتِ الشوق فِى بُعد القريبِ البعيد ولطالما احتضنت قلمها الواعِد الحَالِم فِى إحساس القَمر العاشق ليلًا سارِقًا سِحر الوعيد.
ماذا فِى الوجدِ بينهُما أن يُسَمَى والعِشقُ يُعَذِب الحُبِ ومُتظاهِرًا أنَّهُ أعمَى يستجدِى عطفَه فـ إذا أتَى تنَهَّمَ وصار هو المعنَى أسيرًا كما الليلُ يهوَى شِراعًا فِى البحرِ يسعَى يشُق السما شَقَّا والندَى على خَدِها يَسعَى أن أفيضِى لهيبَ القلبِ وما حَوَى وادعِى الزهور يومًا وابعثِى قلبِى مِن قيد الوقتِ يا هَوَى.
ما هذا الجمال وهل يُباغِتُهُ الفُراق ويُكتَبُ لهُ الفناء ويتوارَى بعيدًا كما السماء أم سيبقَى خالِدًا يروِى العِناق سائلًا عَن عيون السماء أنجُمًا تتلئلئ كالريحان تفوح مِنها الذكرَى بِالأيام وتسمعُ أنين البُعِد فِى قلوبِ العاشِقان.
ما أن إهتزت الأرض وأمطرت السماء وسَبَقَ الندَى حدود الأحباب وتقارب الحبيب وفرِحَت مَن كان العُمر لها فِى مُفتَرَقَ الطريق تُغَنِى لِلطريق أن تراقص فأنا بِأحضانِ الحبيب وكُنت لِى مُجرد طريق أوصَلنِى وصار الوجدُ نهايتَهُ القريب أملًا يُرَفرِف كالطير الشريد حين لَقَى وليفَه مُقَدِمًا لهُ العُمر السعيد.
ما السبيل لِلعاشقان وقد باتت الحروف تتراقَص كما الأقحوان يتمايل لِمُداعبة النسيم والعيون لها نظراتِ العاشقين والحُب بين أوراق الحبيبِ شِعرًا مِن ياسمين يُهيبُ بِألوان الربيع الرزين ويشدوا صوت العبير ويحيَى بِالقلبِ السنين يُداعِب ملامِح الزمانِ الجميل عِشقًا يهوَى تشابُك الندَى بِالجبين.
و ما الهَجر فِى عِشقِها إلا تدبُرا وشوقٌ يُلهِبُ قلبُها ومُهاجِرٌ أنا فِى أورِدتُها وتلابيبُ الهوَى تشتكِى عِناقً على بُعدِى ومناجَاتِها والحياء يكوِى حالِى وحالُها ولكِن هل يَنبُت الزهر إلا بِالسقاه ولِى أنا إنباتُ زَهرُها وبين قُدسية ذاك المُفتَرق مِن طريقُها سنحيا ويحيَى وَهج العاشِقان أرضُها.
تذكَّرت المُفتَرق كان مَبْكَى مُفتَرَض وتغير الزمان مُبتَهِج وزارت ذاك المُقتَرِف أن حَسُنَ الظَنَّ وزاد البُعد وصلًا يعتَرِف بِأنا عاشِقان وهُنا المُفتَرَق قُدِّس بِالهَوَى مكانًا وزمانًا يعترِف شوقًا وهَامَ لُقًا كالمُحتَسِب يزيدُ شوقُهُ كَي يُرَتِل أي الذكر ويقتَرِب.
ماذا بعد أن اجتمع الحُب وزال الفَرق وهَوَت النفس وبات الوجد يحتَضِنُ القلب ذاكِرًا الحُب طريقًا كلهُ وَرد لا فيه شوك بل يملؤهُ الشوق مُنتشيًا كما الطير السماءُ لهُ بيت والهواءُ فيه السَبق بين شمسِه يتلألأ وفِى إنتظار الليل يهوَى الشَفَق حديثً لِـ العُمُر يُغَنِى لِـ الأمل أن هذا حبيبِى يا ليلُ فاقترب واحمِل لِلعاشقين سلام فِى المُفتَرق وقدِس أرواحَنا لمحةً كما الفَجر ينطلق.
