رئيس التحرير
عصام كامل

بالأرقام..صفقات السلاح الفرنسي تضع مصر ضمن القوى الكبري....«ميسترال» تنضم للقوات المسلحة قبل رحيل 2016.. ومفاوضات لتزويدها بـ50 طائرة تمساح روسية.. والقوات البحرية تتسلم أول غواصة عسكرية

مقاتلات رافال الفرنسية
مقاتلات "رافال" الفرنسية

>> «البنتاجون» يجهز صواريخ الغواصات لمصر
>> تدريبات بحرية مشتركة بين دول البحرين الأحمر والمتوسط لتأمين الحدود المصرية
>> بدء تصنيع سفن حربية بترسانة الإسكندرية بالتعاون مع ألمانيا

>> البحث المصري اليوناني عن طائرة «مصر للطيران» ثمرة تدريبات «الإسكندرية 2016»


سباق مع الزمن دخلت قيادات القوات المسلحة فيه لتطوير المنظومة العسكرية وتزويدها بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا، ضمن إطار عام لإعداد جيش يرهبه أعداؤه، ومن هنا كان نطقة الانطلاقة نحو صفقات سلاح بمليارات الدولارات أعادت لمصر وضعها الإقليمي والعالمي في فترة وجيــزة.

على مدى عامين، أبرمت مصر عددًا من صفقات السلاح لتنويع مصادر تسليحها جيشها، وكان أبرز هذه الصفقات التعاقد على 24 طائرة من طراز «رافال» الفرنسية وفرقاطة بحرية متعددة المهام من طراز فريم والميسترال والغواصات، بجانب متابعة العديد من المناورات والأنشطة التدريبية للوقوف على مدى جاهزية واستعداد القوات في التدريب القتالي لكل أفرع وتشكيلات ووحدات القوات المسلحة، كان أبرزها المناورة (ب 2014)، والتي تعتبر أضخم مناورة تعبوية أجرتها القوات المسلحة، ثم المناورة البحرية «ذات الصواري».

الرد المصري فيما يخص المعونة الأمريكية كان سريعًا، وبدا قرار تنويع مصادر السلاح والدخول إلى عالم التطوير واضحًا للجميع، والأهم من ذلك خروج القوات المسلحة المصرية من عقيدة الدفاع إلى الشق الهجومي.

ملف التدريب المشترك، بدأته القوات المسلحة مع عمليات تنويع تدريباتها المشتركة مع العديد من دول العالم، وكان العالم العربي في مقدمة كل ذلك، وفي 2016 كانت مناورة «اليرموك 2»، والتي عرفت بأكبر مناورة جوية في المنطقة بين مصر والكويت، حيث أجريت تدريبات مشتركة منها تنفيذ العديد من طلعات التعارف والاستطلاع لمختلف الطرازات من المقاتلات المشاركة.

وعلى نطاق التدريبات المشتركة البحرية كانت للقوات البحرية المصرية نصيب الأسد في إجراء المناورات والتدريبات المشتركة، حيث أجرت العديد من المناورات بعد تطوير الأسلحة المختلفة بها من «الفرقاطات والغواصات»، ما جعلها تقبل على التدريبات مع الدول العربية والأوروبية المختلفة، ومنها التدريبات المشتركة مع اليونان «إسكندرية 2016»، وأثمر ذلك عن عمليات البحث المشتركة التي أجرتها قوات مصرية ويونانية عن الطائرة المصرية التي سقطت في البحر المتوسط الأسبوع الماضي.

أما «الاستعداد القتالي»، فشمل أعمال الاستطلاع البحري للأهداف المعادية، وجـرى تنفيذ عدة تشكيلات بحرية أظهرت قدرة الوحدات البحرية لمصر واليونان على اتخاذ أوضاعها بدقة وسرعة عالية، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش ومكافحة إحدى السفن المشبوهة واقتحام بؤرة إرهابية وتطهيرها والسيطرة على أعمال الإعاقة والشوشرة الإلكترونية المعادية.

وشهدت التدريبات تأمين الوحدات البحرية ضد طيران العدو باستخدام أسلحة الدفاع الجوي والمدفعية، وأظهرت مدى الدقة في إصابة الأهداف التي تتمتع بها عمليات البحث عن الغواصات المعادية بالاستعانة بطائرات الهليكوبتر مختلفة الطرازات التي تعمل مع القوات البحرية والتي نفذت العديد من المهام والطلعات الجوية ليلا ونهارا.

القوات البحرية التي تشهد تنوعًا أيضًا في مصادر سلاحها، مؤخرًا، شاركت كذلك في تدريب مشترك مع البحرية الإماراتية «خليفة 2» ثم تدريبات «رمسيس 2016»، ومناورة «تحية النسر 2016»، الذي نفذته عناصر من القوات البحرية المصرية والأمريكية والإماراتية، واستمر عدة أيام بنطاق المياه الإقليمية بالبحر الأحمر.

شملت التدريبات إدارة أعمال قتال بحرية مشتركة، شملت أعمال الاستطلاع البحري وتنفيذ أعمال هجومية ودفاعية بمشاركة العديد من الوحدات والقطع البحرية، وتضمن التدريب تنفيذ أعمال حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها وتنفيذ تدريب أنسب الأساليب لمكافحة الغواصات، وتنوعت التدريبات المشتركة في المجال البحري ما بين دول البحرين الأحمر والمتوسط، وحرصًا منها على التواصل مع الدولة المصرية التي تسير بخطى واضحة نحو التسليح.

وشهدت القوات المسلحة أعمال تطوير واضحة في العديد من الأسلحة مع الجانب الفرنسي، ووصلت الصفقات العسكرية إلى ما قيمته 2.5 مليار يورو، ومنها شراء «الفرقاطة فريم»، وهي قطعة حربية بطول 142 مترًا مضادة للغواصات وللسفن وللطائرات، وبها مهبط للمروحيات ومنصة صواريخ أرض-جو ومنصة صواريخ مضادة للسفن و19 طوربيدًا بحريًّا، وترددت معلومات بأنها صفقة تمت مع الجانب الفرنسي مقابل مليار يورو.

وتسلمت مصر أول غواصة مصرية بحرية حديثة من طراز (209/1400)، والتي تم بناؤها بترسانة شركة تيسين جروب الألمانية، وتعد الغواصة بمثابة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية ودعم قدرتها على حماية الأمن القومي المصري.
ودشنت البحرية المصرية ولأول مرة مؤخرًا البدء في صناعة السفن الحربية، حيث تم تدعيم القوات البحرية بأحدث القطع والمعدات، ونجحت شركة ترسانة الإسكندرية البحرية بقطع أول لوح معدني لتصنيع أول سفينة حربية من طراز (GOWIND) في مصر لتكون المرة الأولى التي يتم بناء وحدة حربية كبرى ذات تكنولوجيا عالية بمصر والشرق الأوسط، ويأتي هذا الحدث كأول خطوة في بدء تصنيع أول 3 سفن حربية من طراز (GOWIND) بشركة ترسانة الإسكندرية طبقًا للعقد الذي تم إبرامه مع الجانب الفرنسي العام الماضي.

بدورها، تسلمت القوات المسلحة المصرية دفعتين من طائرات الرافال الجديدة من فرنسا (6 طائرات رافال)، وهي من أحدث المقاتلات العالمية، ضمن صفقة 24 طائرة من الطراز نفسه، وتتمتع هذه المقاتلة برادار AESA بمدى أكثر من 200 كيلومتر، وتبلغ حمولة التسليح 9 آلاف و500 كيلوجرام على 14 نقطة.

ودعمًا لمنظومة الدفاع الجوي، أرسلت روسيا إلى مصر منظومة صواريخ «إس-300 بي إم»، حسبما أعلنته موسكو منذ فترة، وهذه الصواريخ قادرة على مكافحة الصواريخ «الباليستية» و«التكتيكية متوسطة المدى»، ويبلغ مداها 195 كيلومترًا، وبإمكانها تدمير الأهداف حتى ارتفاع 27 كيلومترًا، ومجهزة برادارات قادرة على تتبع 100 هدف والاشتباك مع 12 هدفا في نفس الوقت وتستغرق دقائق لتشغيلها.

وخلال العام الجاري، تتسلم مصر أيضًا حاملتي الطائرات «ميسترال»، وتتمتع بقدرات هجومية وبرمائية عالية، وتعتبر من أحدث السفن الهجومية البرمائية، التي تخدم في صفوف القوات البحرية الفرنسية، وتتمع بمنظومة صاروخية متطورة للدفاع الجوي مزودة بأحدث الرادارات الحديثة التي يمكنها كشف الأهداف والتعامل معها على مسافات بعيدة.

«ميسترال» قادرة على حمل 16 مروحية كاملة التسليح، ومزودة كذلك برشاش من العيار 12.7 ملم، ومدعمة برادار ملاحي متطور، وهوائي اتصالات مع الأقمار الصناعية، ورادار جو أرض، ومنظومة توجيه للأسلحة المختلفة الموجودة على سطح السفينة، ويبلغ طولها 199 مترًا وعرضها 32 مترًا وسرعتها تصل إلى 18.8 عقدة في الساعة، ويمكنها حمل 70 مركبة مدرعة، ويصل عدد الطاقم الخاص بها إلى 180 شخصا، بالإضافة إلى 450 راكبا، من الممكن أن يصل عددهم في الحالات القصوى إلى 900 راكب، كما تصل حمولة ووزن السفينة ميسترال يصل إلى 22 ألف طن، ومزودة ببرج للطيران وآخر للقيادة على مساحة 850 مترًا مربعًا.

وتتمتع الصفقات العسكرية بصواريخ طراز «UGM-84L»، المضادة للسفن والتي تُطلق من الغواصات، حيث تحصل عليها مصر لتتمكن الغواصات المصرية التي يجرى بناؤها من قِبل شركة «كروب» الألمانية من تسلمها، ولا تزال هناك 4 غواصات أخرى في الطريق، بحسب أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون».

تمثل «الطائرة التمساح» واحدة من أقوى صفقات السلاح لمصر، حيث تحصل مصر على 50 طائرة حربية من طراز «كا-52»، والتي تم تصنيعها خصيصا للمستيرال، وكانت ترغب روسيا في شرائها قبل فرض عقوبات عليها من الاتحاد الأوروبي، ولكن مصر نالت الصفقة، وهذه الطائرة المعروفة باسم التمساح خضعت لتطوير خاص لتسخير إمكانياتها الفائقة مع طبيعة العمل على الميسترال، والسرعة القصوى لها تصل إلى 350 كيلومترًا/الساعة، بينما سرعة الانطلاق 260 كيلومترًا/ الساعة.

يد التطوير امتدت بسرعة إلى ترسانة الإسكندرية البحرية، لتبدأ في تصنيع سفن حربية جديدة، ضمن الاتفاقية الموقعة بين مصر وفرنسا لتسليمها 4 سفن «كورفيت» من طراز جويند، وتضم الصفقة تصنيع ثلاث منها في الإسكندرية، وتتميز هذه السفينة الحربية بضمها سلاحًا مضادًا للغواصات، وقاذفين (ثلاثي الأنابيب للطوربيدات وأنظمة دفاع جوي)، وتحتوي على 12 حاوية إطلاق عمودي لصواريخ ميكا وصواريخ أستر 15، وتضم السفينة 8 صواريخ هاربون آر جي إم 84، أو صواريخ أكزوسيت، تستخدم في العمليات ضد السفن الحربية.

وتمتاز «كورفيت» بوجود مهبط للمروحيات، ووجود حظيرة داخلية للطائرات المروحية، التي تزن أقل من 10 أطنان، وقدرتها على نقل طائرات دون طيار لأعمال المراقبة والاستطلاع الجوي.

«اللواء بحري أركان حرب محسن حمدي، رئيس اللجنة العسكرية للإشراف على انسحاب إسرائيل من سيناء عضو الفريق المصري في مفاوضات استرداد طابا» قال إن مصر تشهد هذه الأيام قوة عسكرية إضافية متطورة وتطويرا واضحا في الكفاءة القتالية والتدربية، واستعادت دورها الريادي في المنطقة، وهناك إقبال عالمي على القاهرة لكسب التعاون معها.
اللواء حمدي طالب بمزيد من التنوع في صفقات السلاح، وتنفيذ مناورات مع البلاد المختلفة وكسب خبرات جديدة وتدريبات متنوعة في مختلفة العمليات، خصوصًا أن جميع دول العالم الآن تتشوق للتعاون مع مصر؛ لأن هذا التطور النوعي الذي استعادت فيه مصر مكانتها العربية والإقليمية يساعد على تحسين المستوى السياسي، على حد قوله.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية