رئيس التحرير
عصام كامل

خطاب الرئيس.. والعبور الحديث


خطابات الرئيس ليست مجرد كلمات تتلقفها وسائل الإعلام ويحللها الخبراء والمختصـــون، بل هي حجر العثرة الفولاذي الذي تتحطم عليه كل الخطط والمؤمرات التي تحاك للنيل من وحدة وتماسك الشعب من خلال بث أخبار وشائعات مضللة، تسعى إلى زعزعة استقرار الوطن وكسر الروح المعنوية لأبناء مصر.. خطابات تميزت بالتوقيت المناسب لطمأنة المصريين وحفظ قوة تماسكهم ووحدتهم.


يتحدث الرئيس دائمًا مرتجلا بخطاباته، تاركًا ما هو مكتوب ومجهز في إطار البروتوكولات ليتحدث من قلبه، مستشعرًا نبض الشارع المصري، متحملا مسئوليته كقائد محارب محمل بآمال وطموحات وأحلام المصريين، مناديًا ومطالبًا كل فئات وطبقات الشعب بالاتحاد والتماسك يدًا واحدة قوية متماسكة لنجاح خطة التنمية وتحقيق العبور الحديث، عبورًا لا يقل في أهميته عن العبور السابق في حرب أكتوبر 73، ذلك العبور الذي نشهد مقدماته في مشاريع تنموية حقيقية وضخمة يتواصل العمل فيها ليل نهار، لتعبر مصر وتصبح دولة ذات مقومات حقيقية لجذب الاستثمارات وتحقيق الرخاء المطلوب، يتحدث الرئيس معترفًا بأنه ليس إلهًا ولا يملك عصا سحرية، ولن ينجح بمفرده بل بكل أبناء الوطن، ويؤكد في كل مرة أنه على استعداد للتضحية بنفسه ودمه فداء لمصر ولن يتردد لحظة لو استدعى الأمر تقديم حياته ثمنًا لبقاء مصر..

تلك الخطابات المحملة بكلمات بسيطة تخرج من قلب مصري خالص يفهمها المواطن العادي والبسيط، ضاربًا بكل البروتوكولات والمراسم الرسمية عرض الحائط، خطابات تعيد شحن بطارية الصبر والتكاتف والعمل والوحدة.. فلا شك أن وحدة المصريين هي صمام الأمان الحقيقي لبقاء مصر حتى الآن.. تأتي الخطابات محملة برسائل طمأنة من الرئيس للجميع أن أثبتوا فنحن على الحق المبين وسنبقى نعمل في ظل رؤية واضحة وشاملة، مؤكدًا إصراره على المضي قدمًا في نهضة مصر وتنفيذ كل ما وعد به بكل إصرار وتحدٍ حتى نهاية حياته أو مدته.. على حد وصفه وتعبيره..

ينادي الرئيس في خطاباته على شعب مصر مخاطبًا إياهم بكلمة: يا مصريون، لا تستمعوا لمرجفي المدينة الذين يملأون الآفاق خوفًا وهلعًا وكآبة وبؤسًا ونفاقًا.. بل قال إذا أردتم الحقيقة فاسمعوها مني.. ولن أتحدث عن أمر إلا بعد إنجازه وتحقيقه، فلقد مل الشعب من كثرة الكلام دون واقع يراه أمام عينيه.. كما نبه على مؤامرات الداخل والخارج، وحدد أنه لا يخشى مؤامرات الخارج كما يخشى مؤامرات الداخل، التي لو نجحت لنال المتآمرون بالخارج ما يتمنوه ضد مصر وشعبها.

تأتي كلمات الرئيس كمدفع ماء بارد شديد القوة محملا بالتفاؤل والإنجازات ليخمد شرارات نيران مشتعلة في بدايتها.. جهزها وأشرف عليها أعداء مصر في الداخل والخارج.. واستغلوا كل إمكاناتهم في إطلاقها عسى أن تتأجج وتنجح في تحقيق مآربهم الوضيعة والغبية..

لقد كان الرئيس السيسي موفقًا في خطاباته من وجهة نظري.. فالتوقيت يأتي مناسبًا لبث روح الثقة والاطمئنان بين صفوف الشعب.. ولن يجرؤ أحد على بيع ذرة تراب واحدة من تراب أرض الوطن، فما بالكم بالتفريط في أرض الوطن؟ وهذا بالطبع قد أشاط غضب الخونة والعملاء والمتآمرين.. فظلوا طوال الليل نابحين متهكمين محللين ومتحللين من كل مبادئ الأمانة وموضوعية النقد والتوجيه.. واستمروا في تأويل الكلام على عكس مقصده أملا في حفظ شعلة نار الفتنة متقدة.. لحفظ الأمر الذي سهروا الليالي وقبضوا الأموال في سبيل إشعاله وتأجيج نيرانه.. وتأويل أحداثه، فاتقوا الله فيما تفعلون وفيما تقولون، إنكم لميتون ومحاسبون أمامه عز وجل، يوم لا ينفع مال ولا بنون.

ولكن من فضل الله وكرمه ونعمته أن خلق هذا الشعب الطيب منساقًا وراء غريزته وفطرته السليمة التي هي أشد بأسًا على الماكرين والمتآمرين، لسبب بسيطًا، إنهم بهذه الفطرة البسيطة قد فوضوا أمرهم لله وتوكلوا عليه، فقد قال الله تعالى محدثًا كل صاحب بصيرة وإيمان: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (سورة الأنفال: آية 30)

فاللهم احفظ مصر واحفظ شعبها وأدم فطرتهم السليمة.. واحفظ كل من أراد بهذه البلاد خيرًا وأيده بنصرك.. تحيا مصر وتحيا دائمًا بإذن الله.
الجريدة الرسمية