رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «المرأة المصرية نصف الثورة».. قادت أول مظاهرة نسائية في ثورة 1919.. غزت الميادين وتصدت للظلم في ثورتي «25 يناير» و«30يونيو».. والجيش يصدر بيانا «ست

فيتو



لم تكتف المرأة المصرية، بالمشاركة في ثورات مصر، بإعداد الطعام للثوار ليتسنى لهم استكمال مسيرتهم، بل كانت تنتهي من هذا العمل لتتوجه إلى الميادين وتثور مع الثائرين، وتقف في وجه القمع والظلم من أجل أن تضمن لأبنائها حياة كريمة، فهي نصف المجتمع ونصف الثورة.


كانت بداية مشاركة المرأة في الحياة السياسية، بثورة 1919، وقادت أول مظاهرة نسائية يوم 16 مارس، خرج فيها 300 سيدة، رافعات الأعلام المصرية، معربات بذلك عن تأييدهن للثورة واحتجاجهن على نفي زعيم الأمة سعد زغلول، وتوجهت المظاهرة إلى بيت الأمة، ولكن حاصرهن الجنود الإنجليز وتصدوا لهم.

ثورة 1919
وكانت ثورة 1919 هي الشرارة الأولى التي تحررت بها المرأة واقحمت ذاتها بالحياة السياسية والنضال الوطني واستمرت "هدى شعراوي و"صفية زغلول "أم المصريين" في حمل لواء النضال من أجل تحقيق الحرية للشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي، وجاء ذلك في بيان صفية زغلول الذي ألقته سكرتيرتها بعد أن قامت قوات الاحتلال باعتقال زعيم الأمة سعد زغلول أمام المتظاهرين.

وجاء نص البيان "إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعدًا ولسان سعد فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أمًا لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".

لجنة الوفد المركزية
وتم تأسيس لجنة الوفد المركزية للنساء مكونة من هدى شعراوي، وإحسان القوصي، وفكرية حسن، وروجينا خياط، وإستر ويصا، وجميلة عطية، ووجيدة ثابت، وفهيمة ثابت، للمطالبة بمقاطعة لجنة "ملز" التي جاءت إلى مصر ومقاطعة البضائع الإنجليزية وتشجيع الصناعة المصرية، واستكمالًا لمبدأ المقاطعة طلبت هدى شعراوي إنشاء بنك وطني مناشدة طلعت حرب بدراسة المشروع.

ثورتا يناير ويونيو
وفي ثورة 25 يناير في 2011، كان دور المرأة موازيًا بل فاق في بعض المواقف لدور الرجل، فكشفت الثورة عن الوجه الخفي للمرأة الذي ظهر جليًا في ثورة يناير وهو مشهد لم يشهده المجتمع المصري منذ ثورة 1919، بل كانت الحدث الأكثر جدلًا على المستوى العربي والعالمي، وبات العالم يتحاكي بشجاعة وجرأة المرأة المصرية، التي وقفت في وجه الظلم لتبطحه أرضًا.

جرائد أجنبية
وحول هذا الإطار، تناولت صحيفة "هيرالد تريبون" الأمريكية، مشاركة المرأة بالثورة، ورسمت صورة عن دور المرأة المصرية خلال الثورة وفى الفترة التي تليها ونقلت كيف وقفت " حواء " المصرية الثائرة جنبا إلى جنب مع الرجل في ساحة ميدان التحرير تندد بالفساد والقمع والظلم وتتلقى نفس الضربات الموجعة وتنال الشهادة في سبيل الوطن، وغيرها من صحف العالم التي أثنت على دور المرأة الفعال في الثورة.

اعتداءات
ولم يكن طريق المرأة المصرية في الثورة يسيرًا بل كان يشوبه الكثير من الاتهامات والطعنات الموجعة، فاتهمت بممارسة الدعارة في الميدان بمقابل مادي، فضلًا عن تعرضها للتحرش تارة وتمزيق ملابسها وسحلها تارة أخرى، وكانت الصحيفة الأمريكية"نيويورك تايمز"، نشرت تحقيقًا حول الاعتداء واستهداف الناشطات والمشاركات في المظاهرات بموجات اعتداءات جنسية جماعية.

وخلال الذكرى السنوية الثانية للثورة، تحول ميدان التحرير إلى منطقة لا ينبغي للنساء أن تتوجه إليها، وخلال مظاهرة احتجاجية في ذلك اليوم ضد حكومة "الإخوان"، حدثت موجة من الاعتداءات الجنسية، وصل عدد ضحاياها إلى ما لا يقل عن 18 حالة، وفق تقديرات منظمات حقوق الإنسان، في حين يرى المجلس القومي للمرأة أن "العدد يزيد على ذلك بكثير".

بيان الجيش
وللمرة الأولى في تاريخ القوات المسلحة المصرية، خرج المتحدث العسكري، العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، ببيان رسمي للجيش المصري، قال فيه إن مشهد المرأة المصرية جدة وأمًا وابنة سيظل في التاريخ رمزًا على وعي المرأة المصرية، وتحديها الجسور لكل محاولات الظالمين حرمانها من دورها عبر التاريخ من العمل والنضال والمشاركة في صنع المستقبل.

بعد الثورة
ومنذ أن اندلعت ثورة يونيو، وأولت البلاد اهتمامًا بالغًا بدور المرأة ومشاركتها في الحياة السياسية، وتم تعيين سكينة فؤاد مستشارًا لرئيس الجمهورية لشئون المرأة، بالإضافة إلى أن الدستور منح المرأة مزايا عدة، ونص على أنها شريك أساسي في المجتمع والعملية الديمقراطية، ويحقق المساواة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق المدنية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، واتخاذ التدابير الكفيلة بضمان تمثيل المرأة تمثيلًا مناسبًا في المجالس النيابية، وحقها في تولي وظائف الإدارة العليا في الدولة، والتعيين في الجهات والهيئات القضائية دون تمييز ضدها، والتزام الدولة بحماية المرأة ضد كل أشكال العنف.

الجريدة الرسمية