رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الزراعة: كل إمكانياتنا لتحقيق التكامل العربي الزراعي المشترك

فيتو
18 حجم الخط

قال الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن وزارة الزراعة، في مصر تضع كل إمكانياتها من خبرات علمية وبحثية في خدمة المركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضى القاحلة لتحقيق أهدافه المنشودة من أجل تحقيق التكامل العربي الزراعي المشترك.


جاء ذلك خلال كلمته الافتتاحية في اجتماعات الجمعية العمومية، الدورة 33 للمركز، والتي تستمر فعالياتها حتى غدًا الأربعاء، بمشاركة وحضور16 من وزراء الزراعة العرب.

فضلًا عن ممثلي عدد من المنظمات والمؤسسات الدولية، منها المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة "إيكاردا"، المكتب الإقليمي للشرق الأدنى لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، وممثلي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وأشار فايد إلى ضرورة رفع وبناء القدرات في مجالات البحوث الزراعية وصيانة واستغلال الموارد الطبيعية من مصادر مائية وأرضية ومراعى وغابات والعمل على مكافحة الجفاف وإنتاج أصناف عالية الإنتاجية مقاومة للملوحة والحرارة المرتفعة في ظل ندرة الموارد المائية والتغيرات المناخية التي يشهدها العالم.

أكد وزير الزراعة على اهتمام مصر بكل أشكال التعاون العربى البناء مع المركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضى القاحلة "الأكساد" باعتبارها إحدى الدول المؤسسة له منذ نشأته عام 1971.

وأوضح فايد أن المنظمات العربية المتخصصة في دعم مسيرة العمل العربى المشترك تقوم بدور مهم كقواعد مركزية تهتم بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية، خاصة المركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضى القاحلة "أكساد"، وما يقدمه من إنجازات علمية تطبيقية مهمة تسهم في تنمية الموارد الزراعية الطبيعية في الدول العربية وتدعم الأمن الغذائى العربى، فضلا عن دوره الفعال في نقل التقنيات والخبرات وتطوير معارف وقدرات العاملين في المجالات الزراعية العربية.

وقال الوزير إن الأمن المائى يعد بعدًا استراتيجيًا للأمن الغذائى في الوطن العربى بنى عليها المركز العربى استراتيجيته في ضوء الدراسات الشاملة التي أجراها عن حالة التوازن بين الموارد المائية المتاحة والطلب على الماء في الوطن العربى حتى عام 2030.

ونبه وزير الزراعة إلى أن هناك العديد من التحديات التي تواجه المنطقة العربية يأتي على رأسها ندرة المياه والتي تواجه تفاقمًا شديدًا وغير مسبوق، لافتًا إلى أن حصة الفرد من المياه العذبة انخفضت بمقدار الثلثين، عما كانت عليه خلال الأربعين عامًا الماضية.

وقال فايد إنه من المتوقع أن يصل هذا الانخفاض إلى نحو 50% بحلول عام 2050، خاصة مع الزيادة السكانية المضطردة التي تواجه البلدان العربية، فضلًا عن الأثر السلبى لتغير المناخ والجفاف والتدهور الكبير في جودة المياه، مشيرًا إلى أن الزراعة تستهلك فعليًا ما يزيد على 85% من موارد المياه العذبة، الأمر الذي يجعلها تواجه العديد من التحديات الفترة المقبلة، مما يتطلب المزيد من تضافر الجهود بين بلدان المنطقة.

وأشار وزير الزراعة إلى أن مصر شرفت برئاسة الجمعية العمومية للمركز العربى خلال عامى 2014 و2015، احتل خلالها المركز مكانة متميزة كبيت للخبرة، حيث تمكن المركز خلالها من تحقيق نجاحات كبيرة في تنفيذ الاتفاقيات وعقود الخبرة التي التزم بها، لافتًا إلى أن عدد المشاريع التي نفذها المركز خلال تلك الفترة بلغ نحو 44 مشروعًا ونشاطًا أسهمت جميعها في توفير التمويل اللازم للمركز لتنشيط وتفعيل الأبحاث والدراسات والمشروعات التي يقوم بها إلى جانب مساهمات الدول العربية في تمويل خططه البحثية والتنفيذية.

وطالب فايد في ختام كلمته البلدان العربية أعضاء المركز بضرورة التكاتف لتحقيق آمال المنطقة العربية في التنمية المستدامة، وتحقيق الأمن الغذائى ورفاهية العيش من خلال استغلال الإمكانيات العلمية والبحثية لدعم مسيرة تطوير البحوث الزراعية والمساهمة في تعزيز الأمن الغذائى والاستخدام الرشيد للموارد المائية.

ومن جانبه أكد الدكتور رفيق على صالح، المدير العام للمركز، أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لتحقيق تنمية زراعية حقيقية بالمنطقة، من أجل تأمين الغذاء لشعوب البلدان العربية والقضاء على الفجوة الغذائية التي تعانيها هذه البلدان، الأمر الذي يتطلب وجود استراتيجيات تعتمد على تطوير البحث العلمي وتنسيق الجهود بين بلدان المنطقة.

وأضاف صالح أن المركز العربي أنجز خلال الفترة الماضية عدد من الملفات المهمة يأتي على رأسها خطة واستراتيجية الأمن المائي، والإدارة المتكاملة للموارد المائية، فضلا عن العمل على رفع كفاءة الري في الدول العربية، وعدد من المشاريع الرائدة في مجال مكافحة التصحر في أغلب الدول العربية.

وأكد الدكتور محمد إبراهيم، الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على ثبات مسيرة العمل العربي المشترك، والدور الذي يبذله "أكساد" من أجل تحقيق ذلك، لافتًا إلى أن المركز خلال الفترة الماضية حقق إنجازات مهمة على المستوى العربي، يأتي على رأسها نجاحه في تطوير البحث العلمي الزراعي لاستنباط أصناف جديدة تتحمل الظروف المناخية المختلفة، خاصة مع نقص وندرة المياه التي تعاني منها المنطقة الفترة الحالية.

بينما أوضح المهندس فيصل سعود الحساوي، رئيس المجلس التنفيذي للمركز، أن هناك عددا من القضايا المهمة التي تواجه المنطقة العربية منها التغيرات المناخية والتصحر والجفاف، والتي تتطلب تضافر الجهود والتنسيق بين الدول العربية لمعالجة تلك القضايا الملحة، لافتًا إلى أنه تم البدء في تنفيذ مشروع لرفع كفاءة الري بمشاركة ١٣ دولة عربية، للمساهمة في الحد من أزمة نقص المياه التي تعانيها المنطقة.
الجريدة الرسمية