رئيس التحرير
عصام كامل

« فن النميم » أحد كنوز الأدب الشعبي في صعيد مصر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

«فن النميم » هو كنز من كنوز الأدب الشعبي في صعيد مصر وخاصة أسوان أتى من السودان عن طريق القوافل التجارية للجمال من طريق درب الأربعين إلى مدينة دراو وهو نتاج دمج الشعر الشعبي السوداني « الجردلو، المربع ».

وعن هذا الفن يقول الباحث في الأدب الشعبي « فيصل الموصلي» أن أغاني محمد منير من كلمات الشاعر «عبده أبو حديدة » التي يقول فيها
قالتلي بريدك يا ولد عمي
تعا دوق العسل سايل على فمَي
على مهلك عليْ ما بحمل الضمي
على مهلك على أنا حيلت أبوي وأمي
هي من صميم هذا الفن. الذي نشأ في أسوان في عرب العقيلات والجعافرة منذ قرون، وهو شعر ارتجالي، ينسج في لحظة الإلقاء في الافراح غالبا ولا تصاحبه ألة موسيقية على الإطلاق فيما يسمي « الجلسة » الشعرية ويكثر في مناسبات كحفلات الزفاف، وليالى الحنة، وحفلات الذهاب والعودة من الأراضي الحجازية.

وأحيانا تقام أمسيات النميم في موالد الأولياء والصالحين، حيث يقوم إثنين من الشعراء بهجاء بعضهم البعض على غرار جرير والفرزدق، وتبدأ الجلسة بمدح الرسول ثم الدخول في شعر الغزل ثم يشكر العريس والعروسة لو في الأفراح، وفن النميم من الفنون القولية يتكون من أربع شطارات متحدة ويعتمد على الجناس التام.

ويقال إن مصطلح النميم اشتق من نمنم الشيء أي زخرف الشيء، والمنمنم هو الشيء الذي كثرت نقوشه وزينته، ففي فن النميم يحاول كل شاعر أن يكون إبداعه بليغا ومعبرا ومزخرفا بالمفردات والمحسنات.

ويقول الشاعر أحمد أبو الامين « الريحاني». 
سألت آيه الاسم قالوا البنات
أم صباعين كما البلح الرطب نعمات. 
لما ندهت علينا بيدها النعمات
نعم نعمين تلات اربع خمس نعمات
وأشار الموصلي إلى أن مشاركة شعراء النميم أيضا في الاحداث التاريخية للوطن مثل ثورة يوليو بشعرهم حيث قال الشاعر محمد أبو الأمين في حادثة عزل الملك فاروق.

أل كان في السرايا الفاخرة
مثل نسبة لي أهل القلوب الطاهرة
لما جالو « أبو نجيب » أبو قلب زي الصخرة
قاله الساعة ستة قوم تغادر القاهرة
فاروق الملك قال حب مصر قتلني
و«على ماهر » يقوله الثورة ليك باعتني
أنت تمضي على التنازل كلمة أوعي تتني
«المحروسة » وقفة على الرصيف مستني
ومن أشهر شعراء فن النميم الشاعر « شحات أبوعثمان» والشاعر «عبده أبوحديدة » والشاعر« جادو النور» ومن الجيل الحالي «زين العابدين النجار»و«عزت حسين موسى» و« أحمد الأمين».
الجريدة الرسمية