رئيس التحرير
عصام كامل

فضائح المدارس الدولية.. إجبار الطلاب على تحية أعلام أجنبية.. تزوير شهادات الدبلومة الأمريكية.. انتشار العلاقات المحرمة والتحرش الجنسي.. غرق الأطفال في حمامات السباحة.. والإهمال في تعلم اللغة العربية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

المدارس الدولية ليست الطريق الأمثل للتفوق العلمي كما يعتقد بعض أولياء الأمور، فرغم أنها تعمل على تنشئة طلاب بمهارات لغوية قادرة على المنافسة في مجال العمل، إلا أنها شهدت العديد من الفضائح على مدى السنوات الماضية.


وكان آخر تلك الفضائح رفع إحدى المدارس الدولية التابعة للسفارات «الألمانية- الفرنسية، والكندية» أعلام دول أخرى غير العلم المصري وإجبار الطلاب على تحيته، فضلًا عن التقليل من شأن مصر أمام الطلاب، وعدم إبراز أهميتها، الأمر الذي أدى بدوره إلى إصدار قرار من الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم، بإحالة صلاح عمارة مدير عام التعليم الخاص بالوزارة إلى التحقيق؛ بسبب تغاضيه عن هذا الأمر.

سحب التراخيص
كما تم سحب تراخيص 4 مدارس دولية لوجود مخالفات وتزوير في الشهادات، فضلًا عن غلق 10 مدارس إداريا لوجود مخالفات، مالية وإدارية وخاصة في زيادة المصروفات الدراسية ومخالفة الحد المسموح به لرفع المصروفات، بالإضافة إلى وضع 16 مدرسة خاصة ودولية تحت الإشراف المالي والإدارىي.

تزوير الشهادات
وكشفت وزارة التربية والتعليم، في أكتوبر 2015، عن فضيحة تعليمية أخرى في المدارس الدولية التي تمنح شهادات معادلة للثانوية العامة مزورة، وأكدت الوزارة تفشي ظاهرة تزوير شهادات الدبلومة الأمريكية التي تمنحها المدارس الدولية الخاصة.

فضائح جنسية
وفي ديسمبر 2014، حذر مركز البحوث التربوية من وجود حالات تحرش جنسي، وعلاقات محرمة في المدارس الدولية بمصر بين الطلاب، أو بين الطالبات والمعلمين.

ورصد المركز حمل عشرات الطالبات وإجهاضهن، ووقوع 50 أخريات ضحية للتحرش الجنسي، الأمر الذي أقر به نائب رئيس المركز حسام الدمنهوري بالظاهرة، وكشف عن أن المركز تلقى ما يقرب من خمسين استغاثة من أولياء أمور طلاب في المدارس الدولية؛ ما بين تحرش جنسي ولفظي وانفلات أخلاقي، وخاصة في مدارس «رويال أكاديمى، وإيجيلز، ومصر الدولية»، تفيد بوقوع عمليات إجهاض للطالبات، مشيرا إلى أن الحالات التي تعرضت لذلك اعترفن بعلاقات آثمة مع زملائهن ومعلميهن.

واعترف الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، الأسبق، في عام 2013، بعدم رضائه عن أداء المدارس الدولية، مؤكدا أن رقابة الوزارة على تلك المدارس تكاد تكون منعدمة، مرجعًا عدم تمكن الوزارة من الرقابة على المدارسة الدولية، إلى القصور الذي يشوب القانون 233 لعام 2001 والذي يقضي بأن تقتصر رقابة الوزارة على المدارس الدولية فقط في ضرورة تدريس اللغة العربية والدراسات الاجتماعية.

غرق الأطفال
كما تفشي الإهمال في إحدى المدارس الدولية، وعدم الاعتناء بتلاميذها، وغرق الطفل محمد حسين بالصف الثاني من رياض الأطفال، بحمام سباحة مدرسة "رويال هاوس سكول"، في أبريل 2013، الأمر الذي أثار ردود أفعال غاضبة من قبل أولياء الأمور والمطالبة بسحب مصروفاتهم؛ خوفًا على أطفالهم.

تكافؤ الفرص
وقال كمال مغيث، الخبير والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية: إن المدارس الدولية تهدر فكرة تكافئ الفرص بين المتعلميين المصريين، مضيفًا أنه في ضوء ترهل الدولة، وانعدام رقابتها على المدارس الدولية، ظهرت حالة من عدم الانتماء من قبل الطلاب للوطن، وتزايد الانتماء للدول الأجنبية.

وأضاف«مغيث»، أن اعتقاد الكثير بكون التعليم الخاص أفضل من الحكومي، اعتقاد خاطئ، مؤكدًا أن التعليم ليس بالإمكانيات المادية، وأشار إلى أن عظماء مصر أمثال أحمد زويل وطه حسين وغيرهم تعلموا في مدارس حكومية.

الشخصية العالمية
أما على الصعيد النفسي، قال أنور حجاب، أستاذ الطب النفسي: إن المدارس الدولية تعمل على بناء «الشخصية العالمية»، والتي تعني نظرة الإنسان لوطنه بنظرة العالم وليس من منظور حبه لها كأنه إنسان أجنبي، الأمر الذي بدوره يعمل على تقليل الولاء والانتماء للوطن.

وأضاف أستاذ الطب النفسي، أن المدارس الدولية تعمل على خلق الأنا العليا لدى الطالب وتفضيل مصلحته الشخصية ولو على حساب وطنه، فضلًا عن ضعف اللغة الأم «اللغة العربية»، وتكوين شخصية دينية ضعيفة، في إشارة إلى زيادة معدل التطرف، ملقيًا مسئولية ضياع التعليم بمصر على الدولة بالكامل وليس على وزارة التربية والتعليم فقط.
الجريدة الرسمية