رئيس التحرير
عصام كامل

حوار مع صديقى الإخوانجى


أصابتنى الدهشة عندما أتتنى مكالمة من صديقى الإخوانجى سابقا صبيحة أمس،  فبعد خوضى غمار الكتابة عن جماعة الإخوان المسلمين أضحيت من المغضوب عليهم وهجرنى الجميع، إلا أن مكالمة بعد شهور انقطاع بل وفى الثامنة صباحا لهى مسألة أدعى للحيرة. أمسكت هاتفى وأرسلت سلامى عبر الهاتف قائلا: صباح السعادة. إلا أن الرد كان سريعا ومثيرا للدهشة أكثر من المكالمة نفسها. أرسل لى صديقى عبر الهاتف بضع كلمات تنم حقيقة عن مصير مصر القادم فى ظل حكم الإخوان.

صديقى: النتيجة طلعت نعم وربنا نصرنا على المسيحيين والفلول والخونة!

أنا: وهما المسيحيين والفلول مالهمش حق يعيشوا فى البلد.

صديقى: انتم عاوزين تخربوا مصر ومش عاوزين دين ربنا يحكم.

يبدوا أن صديقى لم يتصل بى كى يسمع دفاعى، فتلك القهقات الشريرة التى طالت بطريقة مستغربة على وقار رجل متدين أكدت لى أن اتصاله لم يكن سوى لغرض واحد "إنه يفقع مرراتى على الصبح".

 أغلقت الهاتف وتخيلت الوضع، فى كل تظاهرة أو تجمع أو استفتاء دائما ما يلقى اللوم على المسيحى وكأنه نجس يخشى الاقتراب منه. دائما ما يبرر التيار الإسلامى هزائمه قائلا: "الكنيسة ادت أوامر لللمسيحيين يقولوا لأ"، "اللى عند الاتحادية مسيحيين". أسأل نفسى حينها "هما المسيحين دول شوية سياح أجانب مريحين شوية وراجعين بلدهم تانى، "المسيحى مصرى بيد أنه أراد أن يعبد إلها غير إلهك وهذا حقه بحكم الدستور الذى وضعه الإخوان أنفسهم.

توظفت منذ بضعة أشهر  فى أحد المطاعم الشهيرة بالشيخ زايد، سألنى أصدقاء العمل فى يومى الأول إن كانت ديانتى المسيحية أم الإسلام. اكتفيت بأن قلت "وانتوا مالكم دى حاجة بينى وبين ربنا"، فما كان منهم إلا أن استنتجوا الاستنتاج العجيب وهو أننى مسيحى وبدأت معاملتى على ذلك. وقال أحدهم معنفا: "مسلم وأفتخر"، لكنه فور أن انتهى من كلمته أخرج من جيب قميصه سيجارة حشيش وقال لآخر بجواره "صبح صبح ياعم الحج"، فسألت نفسى حينها "هى كلمة مسلم عند الناس دى معناها إيه؟!". وظللت لأسبوع كامل أعامل وكأننى مرض معدى من قبل هؤلاء حتى فاض بي الكيل وفى نهاية الأسبوع "حلفت على مصحف إنى مسلم"، ونظرت لصاحب سيجارة الحشيش سائلا: "ما عاكش اصطباحة".

وزاد الطين بلة أنه تم إضافة ديانة أخرى بجوار مسلم ومسيحى ويهودى، هى الديانه الرابعة التى أغفلها الدستور ألا وهى ديانة "فلولى"، فبعد أن كنا نسمع ردود الإخوان أن الكنيسة دفعت المسيحيين لحرب الإسلام أصبحنا نسمع منهم أيضا إن أحمد شفيق يدفع أتباعه لمحاربة الإسلام وأصبح شفيق بفضل الإخوان وفطنتهم السياسية نبى هذا العصر وله أتباع. هذا بالإضافة إلى أديان أخرى تعتقد جماعة الإخوان أنها أديان كرست حياتها من أجل محاربة المادة التانية من الدستور مثل ديانة "ليبراليون"، ونبيهم الشيخ محمد البرادعى وديانة "حمديون"، ونبيهم حمدين صباحى، اللى واخد السند مباشرة من عبدالناصر، بالإضافة لبعض الفرق الدينية مثل "الخوارج"، ويمثلهم عمرو موسى و"الإباضية"، ويمثلهم محمد أبوحامد.

أقف مشدوها وأقول لك الله يا مصر، فى ظل حكم جماعة جعلت الدين نقطة انطلاق لكل تصرف، لأنه مطالب من كل تلك الديانات أن تجتمع على قلب رجل واحد وتسطر دستورا توافقيا يؤكد فى المادة الثانية منه أن السيد الرئيس عظم الله أجره مرسى العياط نبى هذا العصر وكل من له نبى يصلى عليه!.

 

الجريدة الرسمية