رئيس التحرير
عصام كامل

«السيسي» من الرياض.. يطالب بزيادة التبادل التجاري بين الدول العربية واللاتينية.. يحذر من خطر الإرهاب والتطرف.. يستعرض تطورات الأوضاع المصرية والفرص الاستثمارية.. يدعو لدعم القضية الفلسطينية

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي
18 حجم الخط

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية المنعقدة في الرياض، استعرض خلالها تطورات الأوضاع الداخلية والمشروعات الكبرى في محور قناة السويس، بالإضافة إلى عرض الرؤية المصرية لأزمات الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية.


وأعرب الرئيس "السيسي" عن خالص سعادته بانعقاد أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

أول مرة
وقال "السيسي"  إنه يشارك لأول مرة في أعمال هذه القمة التي يوافق انعقادها مرور عشر سنوات منذ انعقاد القمة الأولى للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في برازيليا مايو 2005.. مضيفا أنه يثق بأن توافر الإرادة السياسية والأرضية المشتركة من المبادئ والقيم الإنسانية الحضارية والثقافية وتشابه النماذج التنموية الاجتماعية والاقتصادية تمهد الطريق أمام هذا المنتدى إلى الانطلاق نحو آفاق رحبة من التعاون.. ودعم العلاقات بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.

حجم التبادل التجاري
وأضاف "السيسي" أن التطور الملموس الذي تشهده زيادة حجم التبادل التجارى بين دول المجموعتين من 6 مليارات دولار فقط عام 2004 إلى أكثر من 33 مليار دولار.

وأكد أن ذلك دليل حقيقى على نمو التعاون بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، ورغم ذلك ما زالت هناك حاجة ماسة للارتقاء بمستوى وآفاق التعاون لتحقيق طفرة نوعية في العلاقات بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.. تسهم في تحقيق رفاهية شعوب الدول العربيـــة ودول أمريـــكا الجنوبيـــة علــــى حـــد ســواء.. وذلك في ضوء ما يملكه الطرفان من إمكانيات وفرص واعدة في كل المجالات.. والمكانة التي تحتلها دول الإقليمين في الاقتصاد العالمى.. وهو ما يحتم علينا العمل لمزيد من التنسيق والتعاون بين القطاع الخاص في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية.. خاصة أن القطاع الخاص يمثل الأداة الفاعلة لزيادة التبادل التجارى والاستثمارى بين بلداننا.

المنطقة العربية
وتابع "السيسي" بأن المنطقة العربية بها تطورات سياسية غير مسبوقة تتعرض بموجبها كيانات مؤسسات دول المنطقة لتهديد حقيقى، كما تجابه بعض دول المنطقة خطر التفكك والانقسام وتهديد أسس ومبادئ العيش المشترك بين مكونات شعوبها.. وقد حاولت جماعات تتبنى أيديولوجيات متطرفة فرض رؤيتها وفكرها الجامد.. لتغيير هوية بعض الدول العربية.. ومن بينها مصر.. بما كان سيدفع تلك الدول نحو هاوية الفوضى والانقسام.. إلا أن شعب مصر حسم أمره ومصيره.. برفضه لهذه المحاولات التي لم تكن تهدف سوى الإضرار بمصر وشعبها.

الاستحقاق الثالث
وقال "السيسي": تشهد مصر حاليا الاستحقاق الثالث والأخير لخارطة الطريق، وهو استحقاق الانتخابات البرلمانية، تمهيدا لبدء البرلمان الجديد لأعماله نهاية العام الجارى.. واقتصاديا تشهد مصر انطلاقة حقيقية في عدد من المشروعات القومية الكبرى.. تستند إلى فرص واعدة لجذب الاستثمارات الأجنبية.. ولعل افتتاح قناة السويس الجديدة في السادس من أغسطس الماضى.. وبعد عام واحد فقط من بدء الحفر.. لهو دليل على الإرادة الحقيقية التي يتحلى بها أبناء الشعب المصرى لإعادة بناء دولتهم.

الاستثمار
وأوضح "السيسي" أن مصر تتطلع إلى التواصل مع المستثمرين من دول أمريكا الجنوبية.. لتعريفهم بما يقدمه الاقتصاد من فرص استثمارية واعدة.. لاسيما بالمشروعات القومية التي يتم تنفيذها حاليا.

ثقل أمريكا الجنوبية
وقال "السيسي": إن مصر تدرك أهمية وثقل دول أمريكا الجنوبية الصديقة.. ارتباطا بحجم الروابط التاريخية بين الجانبين.. وتقدر مواقفها الداعمة لقضايانا العربية خاصة القضية الفلسطينية.. ونثق بأنها ستواصل دعمها.

القضية الفلسطينية
وأشار "السيسي" إلى أن القضية الفلسطينية لا تزال تمثل جوهر الصراع في الشرق الأوسط.. والعامل الرئيسى لغياب الاستقرار في المنطقة.. مضيفا أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية.. وإعلان استقلال الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.. على حدود الرابع من يونيو 1967 على أساس حل الدولتين.. سوف يسهم في تحقيق الاستقرار المأمول في الشرق الأوسط.. ويبعث أملا جديدا لشبابها في مستقبل أفضل.

الإرهاب
وقال: إن الجهود المبذولة في إطار مكافحة الإرهاب.. لن تؤتى ثمارها إذا ما اقتصر التعامل على المعالجة الأمنية والعسكرية دون مراعاة العوامل الأخرى التي تسهم في تأجيج ظاهرة الإرهاب.

كما أشار إلى أن مصر أدركت أن مكافحة الإرهاب تتطلب تعاملا شاملا.. ينطوى على معالجة حقيقية للأبعاد الاقتصادية.. والتعليمية.. والثقافية.. تصحح ما لدى الشباب من مفاهيم مغلوطة.. وتبث لديهم الأمل.. وتستوعب طاقاته.. وتتيح له الفرصة للمساهمة الجادة في بناء الدولة.

الشباب
وقال: "وانطلاقًا من ذلك، حرصت مصر خلال الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة.. على إطلاق مبادرة "الأمل والعمل HAND".. لمواجهة قوى التطرف والإرهاب.. والتي تهدف إلى تحفيز واستيعاب طاقات الشباب.. وتنمية مهاراتهم.. وتأهيلهم لتقلد مناصب قيادية.. بما يحول دون استقطابهم من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة.. أو تضليلهم من خلال أفكار مغلوطة وأوهام زائفة.. وهو الأمر الذي يتطلب منح الأمل للشباب واستثـمار طاقاتهـم فــى مسـيرة البنــاء والتنميـــة.. ولا يرتبط ذلك بسياسات التوظيف فقط.. ولكنه يمتد أيضا إلى مجالات التعليم والبحث العلمى والفنون.. لما توفره من بيئة مستقرة تسهم في توجيه الأفراد والمجتمعات بعيدا عن التطرف والعنف والإرهاب.. وتحثهم على احترام الثقافات الأخرى.. وخصوصيات كل مجتمع.

الأمن والاستقرار
وتابع بأن تحقيق الأمن والاستقرار يعد من أولويات السياسة الخارجية لمصر.. التي تواصل جهودها ومساعيها الدءوبة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمات القائمة في كل من سوريا.. وليبيا.. واليمن.. وتحقيق تطلعات شعوب هذه الدول.. والحفاظ على وحدة أراضيها وتدعيم كياناتها ومؤسساتها.

آلية التعاون
وقال: "أود الإعراب عن تطلع مصر لأن يمثل اجتماع اليوم نموذجا وتجسيدا حقيقيا لتفعيل آلية التعاون بين دول الجنوب.. وهو التعاون الذي يتطلب منا العمل على تفعيله.. والاستفادة منه على ضوء اتساع الفجوة الحضارية والتنموية.. بين دول الشمال والجنوب".

صفحة جديدة
وقال: "كما أتمنى أن يكون اجتماعنا هذا.. خطوة أولى نحو تدشين صفحة جديدة في العلاقات العربية مع دول أمريكا الجنوبية.. وأثق أن هناك العديد من الأفكار والأطروحات.. التي تمكن مناقشتها في إطار هذه القمة.. أو في الإطار الثنائى لتعزيز العلاقات بين الجانبين.. والارتقاء بها إلى آفاق أرحب.. بما يلبى طموحات شعوبنا".

ووجه "السيسي" فى ختام كلمته الشكر مجددا للملك سلمان بن عبد العزيز.. خادم الحرمين الشريفين.. على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.. وحسن تنظيم القمة.. متمنيا للجميع كل التوفيق.
الجريدة الرسمية