رئيس التحرير
عصام كامل

"ثقافة الاختلاف"

فيتو

خلق الله تعالى الخلق على أساس الاختلاف فى كل شىء.. آدم وحواء أب واحد وأم واحدة وأبناء يعمرون الأرض مختلفين فى كل شىء من طباع وعادات وتقاليد وصفات جسدية ونفسية و قدرات متفاوتة وفى اللغات بين الناس إلى اختلاف اللون والطول والتفكير وحتى البصمات من بصمة اليد إلى بصمة العين إلى بصمة الجينات الوراثية.

يقول الله تعالى :

"وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ " الروم (22)

      هذا الاختلاف هو أهم أسباب الاتحاد  لا التنافر والرفض فوجهات النظر تجاه موقف معين لها احتمالان الأول وهو الموافقة والثانى وهو الرفض.. لو وافق الجميع أو رفض الجميع كانت الصورة غير كاملة ولها مخاطرها وعليه فلابد من أن ننظر دائما إلى الوجه الآخر الذى لا نراه حتى نتمكن  من تكوين صورة متكاملة للأمور  ولا تتكامل هذه الصورة سوى بالإيمان بوجود الاختلاف بيننا.

      إلا أن الكثير من الناس لا يؤمنون بحكمة وجود الاختلاف وتنطوى هذه المخاوف على حجم  التهديدات والضغوط التى يتعرضون لها :

      فكلما قلت الضغوط والقوى المؤثرة والتهديدات زادت الفرص إلى النقاش والقدرة على الاتصال الفعال بين الناس وإعطاء الوقت للإنصات للآخر للوصول  إلى صورة متكاملة لقرار حكيم يتم توقع تبعاته السلبية والإيجابية والاحتياط لها وهذا من أسس  المجتمعات الديمقراطية.

 

       وكلما زادت الضغوط والقوى المؤثرة والتهديدات عليهم  زاد الاتجاه إلى  رفض الاختلاف لعدم القدرة على القيام باتصال فعال بين الناس لضيق الوقت أو للانفعال الزائد فيفضل الإنسان من يتوافقون معه فى الرأي و هذا أساس المجتمعات البيروقراطية.

علينا أن نتقبل الرأى الآخر والتسامح ونبذ التعصب والعمل على إيجاد أرضية مشتركة تحقق الصالح للجميع وهى أساس تحييد الاختلافات فى كل نقاش.

 

 

الجريدة الرسمية