«خرافات اعتصام رابعة».. «جبريل» يُثبت المعتصمين و«العذراء» تشجعهم.. «السيسي» يموت غرقا والاقتصاد ينهار.. «مرسي راجع للقصر».. و«حجازي» يهذي:
«الهذيان والبعد عن المنطق».. كان هو الأمر السائد أثناء اعتصام أنصار جماعة الإخوان الإرهابية في ميداني رابعة العدوية والنهضة، في فترة ما بعد ثورة 30 يونيو، وعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي.
معارك سياسية
ففي الوقت الذي اشتعلت فيه المعارك السياسية، أظهر غالبية المصريين رغبتهم في إنهاء الحكم الإخواني بمصر، فاتجهت أنظار أنصار جماعة الإخوان الإرهابية إلى ميداني رابعة العدوية والنهضة؛ حيث تجمع قادة الجماعة محاولين جمع أكبر عدد ممكن من أنصارهم، حتى إن تم ذلك من خلال ترويج الخرافات خلال الاعتصام.
وخلال فترة الاعتصام، خرجت العديد من الشائعات الخرافية التي كان هدفها بث الطمأنينة في نفوس أنصار الجماعة الإرهابية.
جبريل يثبت المعتصمين
أشهر الشائعات الإخوانية التي خرجت من منصة «رابعة العدوية»، كانت الرؤية التي سردها الشيخ جمال عبد الهادي، أحد مؤيدي مرسي، أعلى المنصة التي قال خلالها: «تواترت على ألسنة الصالحين في المدينة المنورة، أخبار يقولون فيها إنهم شاهدوا جبريل عليه السلام، في مسجد رابعة العدوية يثبت المصلين بالمسجد».
وقد استقبل المعتصمون في الميدان، خبر الرؤية بالتكبير والتهليل، رغم أنه لم يذكر من هم هؤلاء الصالحين أو كيف شاهدوا جبريل عليه السلام، وخاصة أن الوحي انقطع منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن جبريل عليه السلام لا أحد يعرف شكله أو هيئته التي كان يأتي بها للرسول.
مرسي راجع
ومن اعتصام رابعة، انطلقت الخرافة الأشهر بين أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، وهي أن «مرسي راجع للقصر يوم السبت العصر»، وهو الشعار الذي هتف به العشرات من أنصار الرئيس المعزول، خلال مظاهراتهم ومن على منصة الاعتصام.
وكانت نجلاء محمود، زوجة الرئيس المعزول محمد مرسي، قالت في كلمة لها قبل صلاة عيد الفطر أثناء الاعتصام: إن «مرسي راجع راجع بإذن الله»، وأضافت في كلمتها: «الله ينصر أولياءه وجُنده وحزبه.. ونحسب أننا من حزب الله الغالبين.. أنا ببلغكم سلام الريس ليكم، أنا لم أره ولم أسمعه، لكني أعلم جيدًا ما في قلبه لكم».
السيسي يغرق
واستكمالا لحرب «الرؤى»، فقد سرد صفوت حجازي، المحسوب على الإخوان، رؤية من على منصبة «رابعة»؛ حيث قال: «إحدى الفتيات رأت في المنام أن السيسي يجلس في حمام سباحة، وكانت الفتاة تجري عليه لتستغيث به، فقال لها لا تقلقي الرئيس مرسي سيعود إن شاء الله، سألته متى؟ قال عندما آخذ منكم الدماء التي أريدها، وهو جالس في حمام سباحة مليء بالدماء الساخنة، وفي نهاية الحلم رأته يغرق».
وقد فسر حجازي هذه الرؤية، زاعمًا أن غضب الله يزداد على السيسي، مدعيا أنه يموت غرقا.
العذراء بالميدان
وفي محاولة إلى جذب الأقباط للذهاب لميدان رابعة العدوية، الذي تغير اسمه ليكون ميدان «هشام بركات» النائب العام السابق، ادعى قادة الاعتصام أن السيدة العذراء مريم ظهرت في الميدان؛ حيث قاموا بنشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي للسيدة العذراء وهي تظهر في سماء ميدان رابعة العدوية، وسط صيحات المتظاهرين، مصحوبة بخبر يشير إلى أحد مشايخ الإخوان الذي اعتلى المنصة، وقال في خطابه للمعتصمين «والله إنني لأرى السيدة العذراء تحوم فوق سماء الميدان، وتعانق رابعة العدوية، وتقول لها: قلبي معكِ يا رابعة».
انهيار الاقتصاد
كما استعان الإخوان بالأكاذيب الاقتصادية أثناء الاعتصام لتدمير مصر؛ حيث أشاعوا في أعقاب ثورة 30 يونيو، أن الاحتياطي الأجنبي بمصر وصل إلى 6 مليارات دولار، الأمر الذي كان يهدف إلى تدمير البورصة وإشعار المصريين بأن بلادهم على حافة الانهيار.
انشقاق الجيش
وخلال الاعتصام، روج عدد من قيادات الجماعة العديد من الشائعات التي تدعي انشقاق عناصر من القوات المسلحة؛ رفضا للإطاحة بالرئيس المعزول.
وكانت أبرز هذه الشائعات، ما يدعي أن الجيش الثالث يعلن انشقاقه؛ تضامنا مع مرسي، وأن الحرس الجمهوري يرفض عزله ويحتفظ عليه؛ لحمايته من الاغتيال، بل ذهب بعضهم إلى التأكيد على أن المجلس العسكري أعدم مجموعة من قيادات الجيش؛ بسبب انشقاقهم عن المؤسسة العسكرية، فيما ادعى آخرون أن مجموعة من قيادات الجيش، قررت السفر خارج مصر لإعلان انشقاقها.
وبدوره قال صفوت حجازي، المحسوب على جماعة الإخوان، أعلى منصة رابعة: إن من ضمن المتظاهرين قيادات عسكرية كبيرة، أعلنت انشقاقها عن الجيش، مضيفا: «منعناهم من الصعود على المنصة لخوفنا على حياتهم».