رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. مغامرات «المافيا الحمراء» في ربوع روسيا.. أنجبها الفقر المدقع في موسكو.. استعان بها «ستالين» في حربه ضد «هتلر».. أخذت وضعها في عهد «بريجنيف».. الثورة ا

فيتو
18 حجم الخط

"المافيا الحمراء" أو "براتفا" هو مصطلح يطلق على عناصر تنظيم إجرامي، نشأ في فترة الاتحاد السوفيتي السابق، بعد ظهور التنظيمات الإجرامية في روسيا في عهد القياصرة.


المافيا الروسية

وبهذا يمكن القول إن "المافيا الحمراء"، المافيا الروسية، يرجع تاريخها لبدايات عام 1700، في شكل من أشكال اللصوصية وأعمال السرقة؛ لأن معظم السكان في هذا الوقت كانوا فلاحين يعيشون في فقر مدقع، ومن يتمكن من سرقة الجهات الحكومية يرتفع شأنه بين القوم، ويصبح بالنسبة لهم "روبن هود".

الثورة البلشفية
وعندما قامت الثورة البلشفية، عام 1917، كانت عناصر المافيا الروسية في أشد نشاطها، وحاول "فلاديمير لينين"، ثوري روسي ماركسي، إبادتهم بعد تعرضه لعملية سرقة من قبل عصابة من قطاع الطرق، ولكنه فشل واذدهرت المافيا في عهد "جوزيف ستالين"، القائد الثاني للاتحاد السوفيتي.

معسكرات الاعتقال
وخلال عهده "ستالين"، أرسل ملايين المجرمين إلى معسكرات الاعتقال، ومعسكرات العمل السوفيتية، حيث كونوا عصابة تدعى "فوري في زاكون"، وميزوا أنفسهم بوشم معقد لا تزال عناصر العصابات الروسية تستخدمه.

غزو هتلر
وبعد غزو "هتلر" للاتحاد السوفيتي، خلال الحرب العالمية الثانية، كان "ستالين" في حاجة ماسة لمزيد من الرجال للقتال من أجل الأمة، لهذا عرض على السجناء حريتهم حال انضمامهم للجيش.

خوض الحرب
وبالفعل دخلت أعداد كبيرة في الجيش وشاركوا في الحرب، وبعد انتهائها أعادهم "ستالين" إلى السجن، أما من رفض الانضمام للجيش، أطلق عليهم "السوكا"، الساقطين، وفُصلوا عن الآخرين في السجن، حيث شكلوا عصابات بالتعاون مع مسئولي السجن، ومع مرور الوقت، تعاركت العصابات مع بعضها البعض بين عامي 1945 و1953 بتشجيع من مسئولي السجن، اعتقادًا بأنها أفضل وسيلة للتخلص من السجناء.

إطلاق سراحهم
وبعد وفاة "ستالين"، تم الإفراج عن 8 مليون سجين من معسكرات الاعتقال؛ ليكونوا عصابات جديدة، من أهم مبادئها التعاون مع الحكومة إذا لزم الأمر؛ ولأن الفساد كان مستشريا في الحكومة السوفيتية، أخذ المجرمون وضعهم، خاصة في عهد "بريجنيف"، الرئيس الفعلي للاتحاد السوفيتي بين عامي 1964 و1982، عندما ازدهرت الشركات الصغيرة غير القانونية وانتعش السوق السوداء.

أما "ميخائيل غورباتشوف"، رئيس الدولة في الاتحاد السوفيتي، خفف في الثمانينات من القرن الماضي القيود على شركات القطاع الخاص، ما أتاح لها بالازدهار قانونيًا، ولكن كان الاتحاد السوفيتي قد بدأ في هذا الوقت بالانهيار.

تأثير السوق الحر
وبعد انهيار الاتحاد، ظهر اقتصاد السوق الحر، وبدأت التنظيمات الإجرامية بتولي الاقتصاد الروسي، وقدم العديد من الجنود السابقين بالجيش وقدامى المحاربين في الحرب الأفغانية مهاراتهم لزعماء العصابات.

وكان زعماء العاصبات يعقدون اجتماعاتهم في الفنادق والمطاعم قبل انحلال الاتحاد السوفيتي، حتى تقرر عصابة "فوري في زاون" من سيحكم ماذا، ووضع خطط للسيطرة على الدولة ما بعد الشيوعية.

المافيا الحمراء
وحتى بعد بزوغ فجر القرن الحادي والعشرين، ظلت المافيا الروسية على قيد الحياة وبصحة جيدة، خاصةً بعد إطلاق سراح الكثير من السجناء من بينهم "مارات بالأجولا"، و"فياتشيسلاف إيفانكوف" و"جوناثان بوتشيفال سلوكوفيتش"، عام 2004.

وتمكنت "المافيا الحمراء" من السيطرة على بعض المناطق حول العالم برئاسة "أليك سيمتشاك" وعصابته التي تخصصت في سرقة وترويع السياح ورجال الأعمال جنوب ولاية فلوريدا الأمريكية.

ويعتقد أنه اعتبارًا من عام 2009، وصلت المافيا الروسية إلى أكثر من 50 دولة، وفي عام 2010 بلغ عدد أعضائها 300 ألف لص.
الجريدة الرسمية