رئيس التحرير
عصام كامل

دولة اللادولة


فى دولة اللادولة لاشيء مؤكدا...لا إحصائيات ولا حقائق ...كل شيء ضبابى وقاتم... فى دولة اللادولة تقل شعبية الإخوان... ويفوزون باكتساح باسم الدين فى دولة اللادولة تزيد شعبية التيار المدنى... ويزداد التخريب والعنف باسم الثورة فى دولة اللادولة كل شىء وعكسه صحيح وممكن ومقبول .


شائعات لا حصر لها معروف هدفها وهو زعزعة أمن البلاد ....وبالرغم من هذا تروج لها عقول تصورناها يومًا مثقفة ...واختزلت مشاكل مصر وأزماتها فى حمادة المسحول لنكتشف بعد ذلك أنه بلطجى مأجور ...فعل ضد الإنسانية ولكن استخدمت للتغطية عليه نفس الأساليب القديمة وهو الأمر الذى يبدو منطقيا، فأساليب الشرطة لن تتغير بين يوم وليلة والشهيد محمد الجندى الذى تضاربت الأقوال حول وفاته بحادث سيارة أم من التعذيب قصة أخذت أكثر من حجمها الطبيعى لغياب الشفافية .

وانتخابات الطلبة بالجامعات والتى تتوالى نتائجها على لسان كل تيار على هواه وكأنه الأقوى وألصق بالتيار الآخر كل العار .. وكأن النتائج عندنا لا تعرف حقائق وثوابت.

وما أدرى عن أى نوع من الديمقراطية يتحدثون ...وما أدرى بأى ديمقراطية ينادون ... والجميع يستخدم أساليب هدم الديمقراطية من أساسها ... الديمقراطية لا تعنى أنك الفائز إذن لايوجد غيرك على الأرض وتتصنع أنك لا ترى ولا تسمع المعارض لك لأنه الخاسر... الديمقراطية لا تعنى أنك الخاسر فافعل ما بوسعك لتشويه الفائز فى عيون الناس وتدمره لتأخذ مكانه بأى ثمن ... الديمقراطية أن تهنئ الفائز وتعارضه وتقومه وتعمل على الأرض لتفوز فى الجولة التالية.

ولنراقب فرنسا تلك الدولة المتأصلة منذ سنوات طويلة فى الديمقراطية ونتعلم منها ....فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة تقارب اليمين واليسار فى النتائج وصعد اليسار فى شخص الرئيس أولاند إلى كرسى الرئاسة ...اليمين الممثل فى ساركوزى انسحب شاكرًا شعبه أن أتاح له فترة حكمه ومعتذرًا عن أخطائه ومتمنيًا لأولاند فترة حكم موفقة وعاد ليجلس على كرسى المواطن الفرنسى بعد أن كان جالسًا على رأس الدولة .

وأولاند كانت أولى كلماته فلنشكر ساركوزى على ما قدمه فى فترة حكمه ولنبدأ عهدًا جديدًا من المساواة والحرية...هكذا يتعامل رؤساء الدول المتقدمة ولكن هذا لا يعنى أن اليمين سيقف مكتوف الأيدى ..سيسعى ويعمل على الأرض جاهدًا لينتزع السلطة من اليسار فى الانتخابات القادمة ويبدأ عمله من اللحظة التالية لفشله لسنوات من العمل المضنى تؤهله للفوز فى الجولة القادمة فى الوقت الذى يزحف فيه اليمين المتطرف الذى حصل على 20  بالمئة فى سابقة من نوعها لم يحصل عليها من قبل وقد يحقق فى الانتخابات الفرنسية القادمة نسبة أكبر وربما ينافس هو أيضًا على كرسى الرئاسة ولهذا فالصراع بينهم سيصبح على أشده وعلى كل منهم أن يعمل على الوصول إلى وعى وإدراك المواطن الفرنسى العادى الذى لا يبحث إلا عما يبحث عنه أى مواطن فى أى دولة فى العالم وهو الحياة الكريمة وفرص العمل فى ظل أزمة اقتصادية تجتاح أوروبا كلها .

أولى مبادئ الديمقراطية أن تسمع الطرف الآخر ..أما أن يسد كل طرف أذنيه ولا يسمع إلا صوته فهذه ديكتاتورية من الطرفين ..يتغنون بديمقراطية هم جميعًا أبعد ما يكونون عنها .

الجريدة الرسمية