رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل خطة «داعش» وإيران لتدمير السعودية.. اجتماع سري بطهران بين الحرس الثوري وخامئني لوضع مخطط الفوضى والتفجيرات.. «داعش» أداة الانتقام مقابل أموال الملالي.. وتفجير القطيف ردا على


تفجيرات أحد المساجد التابعة للطائفة الشيعية، بمحافظة القطيف السعودية، قد تفتح الأفق لتكشف حقيقة تنظيم "داعش" الإرهابي، وتلقى الضوء على العلاقات الخفية بين إيران وهذا التنظيم الذي ولد من رحم القاعدة، الموالية لطهران.


وما يدلل على هذا الطرح أن التفجير جاء متزامنا مع تهديدات أطلقها المرشد الإيران على خامنئي، ضد المملكة، وشعور الإدارة الإيرانية بالهزيمة أمام العنفوان العسكري السعودي، الذي ظهر جليا في أزمة اليمن.

"داعش" يتوعد السعودية

وفي بيان صادر عن تنظيم الدولة الإسلامية، تداوله أنصاره على موقع التواصل الاجتماعي تويتر عقب الهجمات، أكد "داعش" أنه «لن يترك كافرا في جزيرة العرب».

ليس تهديد «الدولة الإسلامية» للمملكة العربية السعودية بجديد. فقد أعلن التنظيم نيته مهاجمة كل من المملكة العربية السعودية واليمن في نهايات عام 2014. وعلى مدى هذا العام، تصاعدت أنشطته في كلا البلدين من أجل زيادة الاضطراب الإقليمي، وتقويض التحالف العربي الذي تقوده السعودية. ويبدو أن الهجومين اللذين وقعا كان هناك تنسيق بشأنهما، ما يعكس تسارع وتيرة حملة «الدولة الإسلامية» المستمرة لزعزعة استقرار المملكة العربية السعودية والوصول إلى السلطة في اليمن.

وكان لتنظيم القاعدة في العراق، نواة «الدولة الإسلامية» خلايا لتجنيد المقاتلين الأجانب في المملكة العربية السعودية، والتي ربما اعتاد استخدامها لشن أي هجوم. ومنذ نوفمبر 2014، حاول أنصار «الدولة الإسلامية» في المملكة العربية السعودية القيام بالعديد من الهجمات، بما في ذلك المؤامرة الفاشلة لتفجير السفارة الأمريكية في الرياض مارس 2015.

كما تم الربط بين نشطاء «داعش» وعدة عمليات إطلاق نار من سيارات استهدفت ضباط الشرطة في الرياض، كان آخرها تفجير انتحاري يوم 8 مايو الجاري.

ويحمل ما حدث في حي قديح توقيع الدولة الإسلامية، ما يؤجج التوترات الطائفية من خلال مهاجمة أماكن العبادة الشيعية بالمتفجرات. ويدعم إعلان «داعش» مسئوليته عن الهجوم إعلان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في الآونة الأخيرة أنه لن يهاجم دور العبادة.

إيران تتوعد السعودية

وعقب بدء السعودية غاراتها على جماعة الحوثيين في اليمن، خرج العديد من القادة الإيرانيين يتوعدون السعودية بالحرب وعدم الاستقرار، بل سقوط حكم الأسرة الحاكمة.

فقد زعم القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد على جعفري، أن السعودية دولة خائنة، مدعيا في سياق تصريحاته أن نظام آل سعود في طريقه إلى الانهيار والسقوط.

وتوعد قائد الحرس الثوري الإيراني، المملكة بالانهيار، قائلا: "الآن حيث تجرى هذه الهجمات على اليمن ينبغي وضع هذه الاعتبارات جانبا، واليوم فإن نظام آل سعود أصبح آيلا إلى الانهيار والسقوط".

وفيما يشبه التهديد الصريح، أكد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي أن «السعودية ستتلقى الضربة فيما يحدث في اليمن ويمرّغ أنفها بالتراب»، مضيفًا أن أمريكا «ستتلقى هي الأخرى ضربة وتهزم في اليمن».

ورأى خامنئي، أن السعودية «أخطأت باعتدائها على اليمن»، مضيفًا أن المملكة أسّست لـ«بدعة سيئة في المنطقة».

توافق طهران والإرهاب

تصريحات القادة الإيرانيين وبيانات تنظيم "داعش" متوافقة تماما وتسريع وتيرة العمليات الإرهابية ضد السعودية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية جاء مع ارتفاع وتيرة التهديدات الإيرانية، وهو ما وضع تساؤلا حول التوافق بين "داعش" وطهران في الهجوم على السعودية، رغم الاختلاف الأيديولوجي بين الطرفين، بل إن قادة "داعش" يرفعون شعارات القتل والذبح والتهديد لإيران لكن بدلا من مهاجمة إيران يوجهون العمليات إلى الرياض، وهي حسب قادة إيران والمراجع الشيعية الإيرانية نتاج المذهب الوهابي وهو المذهب الرسمي للمملكة العربية السعودية.

والعمليات الإرهابية تهدف إلى تقويض مساعي السعودية لتحقيق الأمن الداخلي، وتشجع على تفاقم التوترات الطائفية في البلاد، وتزيد من التعقيد أمام قيادة المملكة لقوات التحالف التي تقودها لمواجهة النفوذ الإيراني، من خلال إجبار الرياض على حماية السكان الشيعة في المملكة كجهد من الأمن الداخلي.

فضح اجتماع سري

وفيما يعتبر كشف المستور عن التوافق بين إيران و"داعش"، كشف الدبلوماسي المعارض والمستشار السابق بوزارة الخارجية الإيرانية، “فرزاد فرهنكيان” أن التفجير الإرهابي في مسجد القديح في محافظة القطيف يأتي مقدمة لبعض المخططات الإيرانية ضد السعودية، وتنفيذا لتوجيهات المرشد الأعلى على خامنئي.

وأضاف في مقال له في مدونته الشخصية: تم اجتماع يوم الثلاثاء الماضي وعقد بين قائد الثورة خامئني وقيادات الحرس الثوري وجهاز المخابرات الإيراني وقد انتهى إلى الأمر ببدء الأعمال الإرهابية ضد السعودية عبر تنظيم القاعدة وتنظيم داعش ومن يؤيدهما في داخل السعودية.

ووفقا فرزاد فرهنكيان، فقد منح خامنئي الصلاحيات الكاملة لقادة الحرس الثوري الإيراني بفتح جبهة على حدود السعودية الشمالية عبر الميليشيات الشيعية العراقية والتي تدار من إيران لتخفيف الضغط على الحوثيين في الجنوب في نفس الوقت الذي سيقوم به تنظيم داعش بأعمال إرهابية في السعودية خلال الاسابيع القادمة.

وتوقع المعارض الإيراني فرهنكيان أن تكون مناطق البترول والأماكن الأمنية في مقدمة من سيتم استهدافها حسب معلومات من مصادر نتواصل معها في الحرس الثوري الإيراني.
الجريدة الرسمية