رئيس التحرير
عصام كامل

علام خذل الجميع .. ولم يتعلم الدرس


بصراحة شديدة، كنت أتمنى أن أرى رئيس اتحاد الكرة جمال علام فور علمه بخبر حرق ونهب مقر الجبلاية يوم السبت الأسود، أن يقطع زيارته للشقيقة المغرب ويعود فى لمح البصر إلى القاهرة، لكنه خذل جموع أسرة كرة القدم المصرية برغم أن قرار الرجوع للقاهرة أمرا مقبولا وطبيعى جدا، لاسيما أن انتخابات الكاف تمت وفاز المهندس هانى أبوريدة بالعضوية بالتزكية!!

ولكن للأسف لم يتعلم علام الدرس من سابقيه وظل متواجدا فى المغرب يتابع ويشاهد حريق تاريخ الكرة المصرية من تراثها وكئوس الزمن الجميل، والتى تنهب وتسرق دون أن يحرك ساكنا وتلك هى الكارثة الثانية وكأنه رئيس اتحاد آخر غير الذى نهب وحرق بالأمس القريب.
بالطبع المواقف الصعبة لها رجالها دائما فى أى مكان وأى موقع، ووزير الرياضة العامرى فاروق أثبت بالفعل أنه وزير المواقف الصعبة، لأن قراره أثلج صدور كل الكرويين بل والرياضيين من محبى وممارسة كرة القدم، وللأسف لو كان الوزير أو حتى مسئولو الجبلاية ركبوا موجة تأجيل الدورى أو إيقاف المسابقة.. كنا ترحمنا على بطولة الدورى لأنها لن ترى النور أو الأضواء مرة أخرى وتعرضت مصر لمشاكل عديدة حدث ولا حرج، نقل مباريات المنتخب خارج البلاد وكذلك الأندية المشاركة فى بطولتى دورى الأبطال والكونفيدرالية.
ومع العامرى رجال صامدون من أعضاء الجبلاية، تقدمهم حسن فريد نائب رئيس الاتحاد وأعضاء المجلس حمادة المصرى وإيهاب لهيطة، عصام عبدالفتاح وسيف زاهر والمتناوى بذلوا جهدا فى حدود إمكانياتهم المتاحة والتجربة كانت مفيدة وقوية ولابد أن يستفيدوا منها خلال الأيام المقبلة لمواجهة أى ظروف مماثلة.
وما يزيدك حزنا على حرق وتبديد هذا الإرث الكروى العتيق من وثائق وكنوز من الصور والميداليات والكئوس من صعوبة أن تجد لها مثيلا فى بلد آخر غير مصر، منظر الرجل الذى كان يمسك بخرطوم مياه رش الزرع ليحاول إطفاء النيران المشتعلة رغبة منه فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن ذلك كان بمثابة حلم صعب المنال لأن النار التهمت كل شىء أمامها والمشهد العام للكارثة كان مبكياً.. فرغم الملايين التى يصرفها الاتحاد للأسف الشديد نسوا شراء طفايات الحرائق أو الخراطيم الخاصة بالإطفاء بها من باب الحذر الذى لا يمنع قدرا.
الجريدة الرسمية