رئيس التحرير
عصام كامل

رشاد خليفة.. خاتم المرسلين 1


نحو «23» عاما كاملة.. مرت على اغتيال الدكتور رشاد خليفة فى مسجد «توسان» فى الولايات المتحدة الأمريكية الذى اعتبره العلماء مرتدا عن الإسلام، منذ أن زعم أنه رسول الميثاق الذى تتحدث عنه الآية «81» من سورة آل عمران، وأنكر السنة النبوية، مكتفيا بالقرآن الكريم مصدرا واحدا للتشريع.


ورشاد خليفة.. هو صاحب المعجزة العددية فى القرآن الكريم، كما ادعى، والتى بنيت على الرقم «19»، والتى قوبلت بالرفض والاستنكار من جميع علماء المسلمين.

ولد خليفة، الذى ادعى أن صلاة المسلمين هى صلاة المشركين، فى إحدى قرى محافظة الغربية «وسط دلتا مصر» فى 19 نوفمبر العام 1935، وهاجر إلى الولايات المتحدة فى العام 1959 للدراسة، وتخصص فى مجال الكيمياء الحيوية، وتجنس بالجنسية الأمريكية، واغتيل فى مسجد «توسان» بولاية شيكاغو فى 31 يناير العام 1990 بعد إصدار فتاوى بإهدار دمه.

فى العام 1974 استخرج رشاد علاقة بين الرقم «19» والقرآن الكريم بشكل عام، وكلماته وحروفه بشكل خاص وقام بتأليف العديد من الكتب، فيما يتعلق بالرقم 19 والقرآن الكريم، وقال: إن فى القرآن آيتين: 128-129 وقال إنهما آيتان شيطانيتان أضيفتا للقرآن من أجل تمجيد محمد عن طريق نعته بصفة تذكر فى القرآن فقط لوصف الله، ألا وهى الرحيم، وقال: إن تلك الآيتين مدسوستان على القرآن الكريم وأثبت ذلك من خلال الرقم 19.

زعم رشاد خليفة أنّ الله قد أظهره على سرّ العدد «19» فى القرآن الكريم، ويعتبر ذلك دليلا على أنّ الله قد اختاره رسولا.

يقول رشاد فى رسالته إلى الرؤساء والملوك: «والذين لا يستحقّون رسالة الله ممنوعون من حق الوصول إلى القرآن»، أى أنه يعتبر الوصول إلى بعض أسرار القرآن الكريم دليلا على الاختيار الربّانى.

يستشهد رشاد بالقرآن الكريم ليدلل على منطقه هذا: «.. ومنهم من يستمع إليك، وجعلنا على قلوبهم أكِنّةً أن يفقهوه، وفى آذانهم وقرا، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها...» (الأنعام: 25 ) من قال إنّ الكفار لم يفهموا معانى القرآن الكريم؟! بل هو بلسان عربى مبين، ولكنهم لم يفقهوه: «فهم لا يفقهون». هم إذن لم يفهموا الفهم المؤدى إلى الاعتبار والاتعاظ والالتزام بشريعة الله، وذلك نتيجة انحرافهم، فهل معرفة أنّ عدد سور القرآن الكريم هو 114 سورة، ومعرفة أنّ هذا العدد هو من مضاعفات العدد 19، هو الفقه؟! يبدو أنّه لم يفقه قوله تعالى: «وإن يروا كل آيةٍ لا يؤمنوا بها»؟! فشتّان بين من رأى ومن فَقِه.

ويستشهد رشاد بآية أخرى:«وإذا قرأتَ القرآنَ جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا، وجعلنا على قلوبهم أكنّةً أن يفقهوه وفى آذانهم وقرا» (الإسراء:45،46) واضح أنّه يستدل بهذه الآية على طريقة استدلاله بالآية السابقة، وكأنّه لم يفطن إلى أنّ مثل هذا الاستدلال يعنى أنّ كل مستشرق درس الإسلام وتبحّر فى علومه واستخرج من درره، لابدّ أن يكون مسلما مهتديا، وهذا يعنى أيضا أنّ شخصا مثل الوليد بن المغيرة يُعتبر مهتديا أيضا، فقد وصف القرآن الكريم وصفا جميلا، وعبّر عن تذوّق رفيع لإعجازه، وعلى الرغم من ذلك، فقد قال القرآن الكريم فى حقّهِ: "ثم عبس وبسر* ثمّ أدبر واستكبر* فقال إن هذا إلا سحرٌ يؤثر* إن هذا إلا قول البشر* سأصليه سقر* وما أدراك ما سقر* لا تبقى ولا تذر* لواحة للبشر* عليها تسعة عشر" (المدثر: 22-30) إنّ هذه الآيات من سورة المدّثر، والتى ورد فيها العدد «19»، تتحدث عن موقف الوليد بن المغيرة، الذى لم يُغن عنه امتداحه للقرآن الكريم شيئا، ولو قرأ رشاد خليفة الآية «31» من سورة المدّثر، والتى تُبيّن الحكمة من ذكر العدد 19، لوجد:« ... كذلك يُضلّ اللهُ من يشاء، ويهدى من يشاء»، فلا المعرفة هدت، ولا المدح عصم.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية