رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء حسام سويلم لـ«فيتو»: الغرب وأمريكا يمزقان الدول العربية بالإرهاب

18 حجم الخط

قال اللواء حسام سويلم، الخبير الأستيراتيجى والمدير الأسبق لمركز الدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة، إن الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا هما معقل ومصنع الإرهاب في العالم خاصة منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا في حوار مع «فيتو» أن هدفهما المشترك من نشر الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط هو السيطرة على موارده ومن ثم اكتساب سلاح قوى لمواجهة روسيا والصين.


وأوضح أن وسائل الولايات المتحدة في تحقيق ذلك تتمثل في دعم الفتن ونشر الانقسامات في معظم الدول العربية، مشيرًا إلى ما حدث في سوريا والعراق وما تنتظره اليمن من مستقبل يغلب عليه الظلام بعدما عانت من ويل الانقسام.

وكشف «سويلم» عن خطة الولايات المتحدة في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أنها تعتمد على خلق الفوضى كأسلوب لإدراك هدفها الأسمى وهو التقسيم، من خلال الاعتماد على بعض الدول المتواطئة كتركيا أو التنظيمات الإرهابية وفى الصدارة منها جماعة الإخوان، وإليكم نص الحوار:

> في رأيك من المحرك الحقيقى للإرهاب في الوطن العربي؟
أوربا والولايات المتحدة هما معقل ومصنع الإرهاب في كافة دول العالم وليس في الوطن العربى فقط، وهناك العديد من الدول الأوربية التي تتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لاحتضان الجماعات الإرهابية عن طريق تمويلها بكافة الطرق والوسائل المتاحة سواء كانت مادية أو عن طريق السلاح أو حتى من خلال عدم محاربتها في الدول العربية والأفريقية.

> ما وسائل احتضان الولايات المتحدة وأوربا للجماعات الإرهابية؟
الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا يدعمان الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط عن طريق خلق الصراعات والعمل على صنع ما يعرف بالفوضى الخلاقة، وبذل كل الجهد لتكوين منظمات إرهابية تحت مسمى المنظمات الإسلامية للإساءة إلى الدين الإسلامى والمسلمين وتصدير فكرة أن الإسلام هو منبع الإرهاب، رغم أن التاريخ والواقع يؤكدان أنهما من يوردان الإرهاب إلى منطقة الشرق الأوسط ويرعيانه ويمدانه بكل أسباب الحياة.

> ما أهداف الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا من ذلك؟
لا يخفى على أحد أن منطقة الشرق الأوسط منطقة متخمة بالثروات البترولية والمادية وكذلك البشرية، وهو ما يعنى أنها تمتلك كافة مقومات القوة، أي أن تقدمها واستقرارها سيؤثر بالضرورة على مكانة السيطرة التي تتربع عليها الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول الأوربية الكبرى الاخرى، لذلك تبذل هذه الدول كافة المساعى من أجل السيطرة على الشرق الأوسط وتفتيتها وتبديد قوتها وللأسف أنهما يجدان عندنا من يتعاطى معهم ويحقق لهم أهدافهم..

> من وجهة نظرك..ما هي خطتهم للسيطرة على الشرق الأوسط؟
هناك محاور كثيرة لا تخفى على أحد، أبرزها: نشر ثقافة الإنقسام من خلال السعى لخلق حروب أهلية كما حدث في عدد من دول الشرق الأوسط، وخلق صراعات دينية ومذهبية وتغذيتها وتأجيجها وجعلها تربة خصبة للعنف والإرهاب.

> وماذا بعد خلق الفوضى ونشر الإنقسامات؟
عندما تحدث الانقسامات وتنتشر الفوضى يسهل للولايات المتحدة الأمريكية وأوربا فكرة التحكم في الشرق الأوسط، ومن ثم استغلال كافة موارده، وتحويله إلى سلاح هجوم صالح للاستخدام من قبلهم ضد تقدم الصين وروسيا، فقوة الشرق الأوسط إذا وضعت في يد الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا ستقضى على روسيا والصين.

> إلى أي مدى ترى نجاح خطة الولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط في نشر مخططها الآثم؟
للأسف يبدو أنها حققت جزءا كبيرا من أهدافها في الشرق الأوسط، والدليل على ذلك هو نجاحها في تدمير سوريا والعراق، انتهاء بما آل إليه مصير اليمن.

> في رأيك ما هي المخططات المستقبلية للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط؟
هناك تنسيق إيرانى أمريكى قديم لتقسيم العراق لأنه سيفيد الطرفين، وتحقيق هذا السيناريو سيلقى بظلاله على سوريا التي يوف تواجه نفس المصير، كما أن دول الخليج مدرجة على سيناريو التقسيم.

> كيف تمد الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا الجماعات الإرهابية بالأموال والسلاح؟
تركيا هي الممر الرئيسى للإرهاب في الشرق الأوسط، وذلك من خلال إمدادها للجماعات الإرهابية بالأفراد والسلاح والأموال، واقرب مثال على تدعيم تركيا للإرهاب ما اعلنته من تدعيم لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر.

> ما رأيك في مقولة أن تنظيم «داعش» صناعة أمريكية؟
أوافق عليها بشدة، فهى أقرب للواقع والعقل، والدليل على ذلك هو موقف الولايات المتحدة عند بداية ظهور تنظيم «داعش» عندما أعلنت أنها لن تعلن الحرب على هذا التنظيم لأن خطره بعيد عن الولايات المتحدة الأمريكية ولن يمس مصالحها في شئ، ولكن عندما شرع هذا التنظيم الإرهابى في تقطيع رقاب عدد من الصحفيين الأمريكيين بدأت تتحرك على استحياء؛ حيث قامت بالتدخل الجوى دون الدخول في الحرب الفعلية على أرض الواقع وهو ما يعنى عدم رغبتها في محاربة تنظيم «داعش» الإرهابى بشكل واقعى وفعال وحقيقي.

> وماذا عن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بجماعة الإخوان الإرهابية؟
أكبر دليل على العلاقة بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان الإرهابية، ما حدث عندما سأل عضو الكونجرس الأمريكى أوباما عن دعم الإخوان بـ8 مليارات دولار، وجاء رد الأخير بأنه لم يمدهم سوى بـ 4 مليارات فقط، أما الـ4 الأخرى فكانت في صورة تسهيلات في الاتصالات والإعلام وغيرها، فهل كان هذا الدعم الأمريكى حبًا في سواد عيون الإخوان أم كان من أجل مصالح أمريكا؟ إن الحقيقة التي لا تقبل شكا هي أن الإخوان هم أداة الولايات المتحدة في تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير.

> ما رأيك في دعوات البعض وعلى رأسهم البرلمان الأوربى بالإفراج عن أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية؟
دعوة البرلمان الأوربى للإفراج عن أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، لا تعكس وجهة النظر الحقيقية للدول الأوربية التي كويت بنيران الإرهاب، إنما جاءت هذه المطالبات بعد تلقى بعض أعضاء البرلمان الأوربى للرشاوى من قبل قيادات الإخوان لإقرار هذه الاتهامات ضد النظام المصري، وهؤلاء الأعضاء يلعبون دور السمسار السياسي، وتوصياتهم بشأن مصر لا قيمة لها ولا تقدم الجديد حول العلاقات بين القاهرة والاتحاد الأوربي.

> وماذا عن مخططات الولايات المتحدة الأمريكية الخاصة بمصر؟
سبق لى أن تحدثت عن حصول المخابرات الروسية على وثيقة أمريكية تستهدف النيل من مصر،و تتحدث عن وجود مؤامرة أمريكية تهدف إلى تورط الجيش المصرى في حرب أهلية بين الجيش والشعب المصري، تنتهى بتفكك الجيش المصري، ونصت هذه الوثيقة على أن أمريكا قلقة من الجيش المصري، بعد إسقاط طائرة تجسس أمريكية بين مصر وليبيا من قبل الجيش المصري»، ولكن الجيش المصرى نجح في كشف تردد طائرة التجسس وتم إسقاطها بتكنولوجيا مصرية بعد فك شفرة الطائرة، ولم يكن أمر سقوط الطائرة هو كل ما يقلق الولايات المتحدة الأمريكية وإنما قضية تنمية سيناء والتي ستصبح خطرًا على أمن إسرائيل أعز أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه ليست المؤامرة الوحيدة التي تستهدف مصر من قبل الولايات المتحدة، إنما هناك مؤامرة أكثر قبحا من المخطط تنفيذها خلال الذكرى الرابعة لثورة يناير تستهدف «نشر الفوضى والتي ستقوم بها جماعات إرهابية بليبيا، هذا إلى جانب الاستعانة بعدد من الحركات الثورية مثل 6 أبريل لزيادة الاضطرابات في الشارع، من خلال إنشاء تحالف معها يضم حركة كفاية وحركات أخرى.
الجريدة الرسمية