رئيس التحرير
عصام كامل

مداخلة «السيسي» في قمة أديس أبابا.. الرئيس: الحوادث الإرهابية تزيدنا إصرارًا على مواجهة التطرف.. يجب التنسيق بين الدول لمواجهة العنف.. الجماعات الإرهابية لا تعرف حدودًا فاصلة ولا تراعي مقدسا


قال الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، إن ما شهدته سيناء الخميس 29 يناير الجاري، من حوادث إرهابية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، يزيدنا إصرارا على مواصلة حربنا لاستئصال هذه الآفة.


جاء ذلك في مداخلة لوزير الخارجية "سامح شكرى"، في القمة الأفريقية حول البند المتعلق بتقرير مجلس السلم والأمن الأفريقي، عن أنشطته وحالة السلم والأمن في أفريقيا، وذلك نيابة عن الرئيس "عبد الفتاح السيسي".

وأكد السيسي أن مصر اتخذت موقفا حازما منذ البداية في مواجهة الإرهاب، معربا عن تقدير مصر في هذا الصدد للتعاطف والمساندة اللذين تلقتهما من العديد من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية والإقليمية.

وأشار السيسي إلى أن امتداد الإرهاب إلى مناطق مختلفة في القارة الأفريقية من أنصار بيت المقدس في مصر إلى بوكو حرام في نيجيريا، والشباب في الصومال والجماعات النشطة في منطقة الساحل، وتطور تسليح وطرق عمل هذه الجماعات، تملي علينا ضرورة تعزيز التنسيق بين دولنا فيما يتعلق بتبادل المعلومات والتدريب المشترك ونقل الخبرات لمجابهة هذا التحدى الجسيم الذي تواجهه العديد من دول القارة.

مضاعفة الجهود
وشدد السيسي على أن تحديات السلم والأمن التي تواجهها القارة الأفريقية، تملي علينا مضاعفة الجهود للتوصل لتسوية الصراعات من خلال تعزيز الآليات الأفريقية ذات الصلة، تفعيلًا لمبدأ "حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية".

وقال السيسي: "يوم بعد يوم تزداد حقيقة أن ما من بلد آمن من مخاطر الإرهاب، لأن أيديولوجية الجماعات الإرهابية لا تعرف حدودًا فاصلة ولا تراعى حرمات أو مقدسات، وتتبع منهجًا مغلوطًا يستغل جهل البعض بجوهر الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة، لدفعهم لترويع الأبرياء لتحقيق أهداف سياسية، ومن هنا يتعين أن تكون إدانتنا لهذه الأعمال مطلقة، فمن غير المقبول التسامح مع الإرهاب تحت أي ذريعة أو مبرر".

وأضاف السيسي: "إن تقرير الاتحاد يشير إلى أن حالة السلم والأمن في قارتنا الأفريقية، ما زالت تواجه تحديات عديدة لا تتصل فقط بالنمط التقليدي للنزاعات المسلحة، وإنما ترتبط بظهور تهديدات ناشئة تتمثل في مخاطر الإرهاب والقرصنة والجريمة المنظمة العابرة للحدود، كما يعرض التقرير للتحديات التي ما زلنا نواجهها فيما يتعلق باستمرار النزاعات المسلحة في عدد من دول القارة".

مكافحة الإرهاب
وأوضح السيسي أن مصر ترى أن الجهود الأمنية لمكافحة الإرهاب، يتعين أن تسير بالتوازى مع برامج للتوعية وللتعريف بصحيح الدين الإسلامى لحماية الشباب من الوقوع فريسة للجماعات الإرهابية.

واستطرد الرئيس السيسي قائلا: "أود أن أشير في هذا الصدد إلى الدور الذي يضطلع به الأزهر الشريف في العديد من دول قارتنا لنشر رسالة الإسلام السمحة ومواجهة الأفكار المتطرفة والتيارات التكفيرية، كما يتعين العمل على تجفيف منابع الإرهاب بتعزيز برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخلق فرص عمل للشباب، والذي يلجأ العديد منهم للعنف بسبب البطالة وانسداد الأفق الاقتصادي".

وجدد السيسي إدانة مصر للإرهاب واستخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية وتضامنها مع الدول الأفريقية الشقيقة التي شهدت مؤخرًا حوادث إرهابية مؤسفة، وأعرب عن تطلعنا لتعزيز التعاون مع الدول الأعضاء على صعيد مواجهة الإرهاب من خلال المحاور المختلفة التي تطرقت إليها، وللتنسيق مع المفوضية لتطوير دور الاتحاد فيما يتعلق بالتعامل مع الإرهاب وغيره من الأنماط الناشئة للتهديدات الأمنية التي تواجه دول القارة.
الجريدة الرسمية