رئيس التحرير
عصام كامل

الأهلي.. وأمريكا.. والبلطجة !


دائما أشعر بأن الأهلي وأمريكا وجهان لعملة واحدة، فإذا كان الغرب عامة وأمريكا يشكون الظلم والخوف من الإرهابيين المسلمين الوحشيين، بالرغم أنهم تربيتهم وأبناء جلدتهم، فالأهلي يشكو دائما من ظلم التحكيم دائما، أمريكا تضرب أي بلد في العالم حفاظا على أمنها القومى، والأهلي يخطف أي لاعب من أي نادٍ بالقانون أو بأى وسيلة حفاظًا على أمنه الكروى وخشية أن يتألق هذا اللاعب ويهددهم في الدوري.


من حق أمريكا أن تؤكد على حقوق الإنسان الأمريكى، والغربى، بما تراه لأبنائها، بما فيه القتل والتمثيل بالأبرياء، والأهلي يؤكد على حق أبنائه في التجاوز على الحكام والإعلام "واللى مش عاجبه يضرب رأسه في الحائط "..!

تخيلوا رؤساء أمريكا جميعهم بلا استثناء، وهم يقفون ويشكون من تهديدات الأمن القومى الأمريكى والعالمى، تشعر أن أمريكا والغرب كله وكأنه فأر مذعور وأسامة بن لادن مثلا أقوى من ألمانيا الهتلرية، ألمانيا التي اجتاحت العالم، تخيلوا الأمريكان وهم يتحدثون عن الكيان الصهيونى، وكأنه ضحية القمع والإرهاب العربى، بالرغم من أن الكيان الصهيونى، لا يعبأ بأى قوانين، أو قواعد، أو أي حقوق للإنسان، ولا يعتبر العربى إنسانًا أساسا، ولهذا لا غرابة فى أن يحصل السفاح مناحم بيجن بطل مذابح فلسطين 48، على نوبل للسلام، وأيضا السفاح الهمجى نتنياهو يتقدم مسيرة زعماء العالم في باريس ضد الإرهاب، الغريب لو نظر أحد إلى "النتنياهو" لشاهد دماء العرب أطفالا وشبابا وشيوخا تسيل من يديه..!

سؤال قد يحير القارئ..ماهى العلاقة بين هذا أو ذاك ؟

العلاقة أن من يملك القوة إلى حد الجبروت، يقول ما يشاء ويصدقه الناس و"طظ" فيمن لا يصدق، أمريكا تصدع العالم بأخطار الإرهاب، وهى تموله وتحتضنه وتربى زعماءه، طالبان وأسامة بن لادن والزرقاوى والبغدادى وكل هذه الرموز التي لا تمت للإسلام بصلة هي شخصيات أمريكية الصنع، تستخدمها في الوقت المناسب أحيانا تمولها..وتارة تسلحها.. وأحيانا أخرى تدخل بسببها خطرا عليها..إلخ ولا أحد يكذب أمريكا، لم تخرج ولو مرة واحدة الأمم المتحدة لنفى تصريح أو قرار أمريكى..ولا حتى بالتحفظ عليه..! لأنها أمريكا القوية صاحبة النفوذ والقوة والمال والإعلام..!

كل هذا علاقته بالأهلي صاحب الرصيد المصرى بلا منافس في حصد البطولات، وجمع الألقاب، ومع هذا يخرج هو وإعلامه يشكون من ظلم التحكيم وأنه تحكيم موجه إلى الفريق الأبيض، لم أرَ ولم أسمع مسئولا واحدا يرفض هذا أو يقلل من قيمة الكلام غير المسئول من إدارة تعلم جيدا أنه لولا الحكام ما ذهبت نصف البطولات على الأقل للأهلي، الأهلي الأمريكى يهدد أنه لن يلعب إلا بحكام أجانب، واتحاد الكرة يقول سمعا وطاعة للقوى الجبارة الأهلي الأمريكى، ولا أحد يتحدث لمواجهة هذا التعسف الأحمر، وكلنا نتذكر فضائح جوزيه وقلة أدبه على الحكام المصريين والأفارقة وعلى اتحاد الكرة، ولكنه مدرب "الكبير أوى" الأهلي..!

متى يسود العالم الخلق والعلم بدلا من البلطجة التي لاتعرف سوى القوة بلا أخلاق، ولا أستطيع أن أنسى كلمة عالمنا مصطفى مشرفة: العلم بلا أخلاق..بلطجة مدمرة..!!
الجريدة الرسمية