بالفيديو والصور.. سكان العشش بشارع درب الحصر في حي الخليفة بالسيدة عائشة «أحياء في تعداد الأموات».. مسئولو الحي «ودن من طين والتانية من عجين».. وأحد الأهالي: «العشش بتاعتنا وص
شارع ضيق وجدران تستند على أعمدة من الخشب المنصوبة علي الأرض «عمليات التنكيس»، وأشعة الشمس والمطر تتسرب لهم عبر الشقوق الموجودة في الجدران والأسطح، واقع يوحي بكارثة إنسانية متوقعة عن قريب بشارع درب الحصر بحي الخليفة بالسيدة عائشة.
أصحاب العشش، التي صدرت لها قرارات إزالة منذ عام 1992، استغلوا واقع الجهل للفقراء للقيام بعرضها للإيجار من أجل الحصول علي الأموال اللازمة لعمليات البناء والتشييد، مهملين إمكانية سقوط تلك المنازل علي المواطنين ودخولهم في عداد الضحايا بسبب جشعهم.
«فيتو» رصدت آراء ساكني شارع درب الحصر بحي الخليفة لمعرفة معانتهم خاصة في فصل الشتاء، وإمكانية تركهم لعششهم قبل سقوطها.
«العشش بتاعتنا»
قال مجدي علي، أحد مستأجري العشش بشارع درب الحصر، إن معظم منازل الحي صدر لها قرارات إزالة منذ عام 1992، مشيرًا إلي أن محافظة القاهرة سلمت لأصحاب العقارات شققا في المدن الجديدة تمهيدًا للبدء في عمليات الإزالة، موضحًا أن أصحاب المنازل استغلوا فترة تراخي الحي عن تنفيذ قرارات الإزالة للقيام بعرضها للإيجار بثمن قليل للفقراء يصل إلي 150 للغرفة الواحدة نظرنًا لتهدم أجزاء كبيرة منها، مؤكدًا أنهم وقعوا علي عقود إيجار منذ استلامهم للغرف لعدة أعوام قادمة.
«خدوا اللي حيلتنا»
وأضاف أن أصحاب المنازل طالبوا الساكنين بضرورة إخلاء المنازل حاليًا، تمهيدًا لبدء عمليات الإزالة بعد دفعهم المبالغ المطلوبة للتوقيع علي عقود الإيجار، متسلحًا بالقانون لإجبار الساكنين علي ترك غرفهم، ورفع عدد من القضايا بالمحاكم لإجبار المستأجرين علي تنفيذ القرارات، مشيرًا إلي أن أصحاب المنازل رفعوا عدادات الكهرباء الخاصة بهم من العقارات، ما اضطرهم لتوصيل الكهرباء لغرفهم بطرق غير شرعية بهدف الإنارة، متسائلًا عن وضعهم في حال حكم القضاء بمغادرة عششهم، دفعهم كل ما يمتلكون نظير الحصول علي الغرفة، قائلًا "إيه وضعنا لو صاحب البيت طردني أنا وعيالي من البيت بعد ما خد منا كل اللي حيلتنا».
«استغلال الجهل»
فيما قالت حنان رزق حسن، إحدي الساكنات، أن أصحاب المنازل مارسوا معهم عده طرق لدفعهم للتخلي عن غرفهم منا قطع المياة والنور وإبلاغ مسئولي الحي عن وقائع سرقة كهرباء بطرق غير شرعية من جانبهم، مشيرة أن أصحاب العقارات استغل جهلهم بقرارات الإزالة للحصول علي أملاكهم نظير الحصول علي الغرف قائلة "صاحب البيت استغل إني معرفش حاجة عن البيت وخد منى 10 آلاف جنية إيجار للأوضة ومضيت علي عقد بتسع سنين ودلوقتي عايز يطلعني من البيت، أروح فين أنا وأولادي ويا ريت يديني فلوسي وأنا أمشي"، وجمعت ما تبقي من ملابسها الممزقة داخل أحد الأشولة تمهيدًا لتنفيذ عمليات الإخلاء الذي تنتظره اليوم قبل غدًا.
«الفقر السبب»
وأشارت «أم محمود»، إحدي الساكنات، إلى أن غالبية سكان تلك الغرف من الطبقة الفقيرة قائلة «لو معايا فلوس مكنش حد فينا قعد هنا»، لافتة إلي أن حالهم لا يختلف كثيرًا عن الشارع في فصل الشتاء، وأن أصحاب العقارات تدخلوا مع مسئولي الحي للعمل علي إيقاف تنفيذ قرارات الإزالة نظير الحصول علي مبالغ مالية معينة، متمنية تدخل المسئولين للحفاظ علي حياتهم قبل أن تصبح جثثا أسفل الأنقاض.
