رحلة البحث عن حقنة «الجلطة».. نادرة الوجود بالمستشفيات الحكومية والخاصة.. وزير الصحة يؤكد توافرها.. المريض يحتاج 3 حقن بـ 28 ألف جنيه.. 70 ألف مريض مهددون بالموت.. الصيادلة: صعوبة بالغة في إ
"مفيش حقنة ومفيش قدامك إلا الموت" هي العبارة التي يستقبلها أي مريض بالجلطة المخية أو السكتة الدماغية عند الذهاب لأي مستشفى حكومى، ولا تستطيع الدولة توفيرها بأى شكل إلا في مستشفى أو اثنين على الأكثر ولا تصل هذه الحقنة إلا للأثرياء وللفقراء مقابر تأويهم.
70 ألف مصاب
وتؤكد أحدث دراسات قسم المخ والأعصاب بكلية طب "قصر العينى" بأن عدد الإصابات بالجلطة المخية تبلغ سنويا 70 ألف شخص، ولم يجدوا علاجا لها، ولا يوجد علاج للجلطة المخية غير حقنة "استربتوكايزنيز" التي تبلغ تكلفتها من 8 آلاف إلى عشرة آلاف جنيه، وأن وقت إصابة أي مريض بالجلطة المخية لا يعرف له ميعاد، فالمطلوب من أي مريض يصاب بالجلطة المخية أن يكون معه فور إصابته عشرة آلاف جنيه حتى يتمكن من دخول المستشفى والحصول على الحقنة.
التكلفة 2 مليار جنيه
وأوضحت الدراسة أن الدولة تحتاج إلى ما يقرب من 2 مليار جنيه للحفاظ على أرواح 70 ألف مريض سنويا، حيث تنفق على كل مريض 28 ألف جنيه.
تصيب الشباب
وأشارت الدراسة إلى أن الفئات الأكثر عرضة للسكتة المخية أو الدماغية هم الأشخاص فوق سن 55 عاما، مؤكدا أنها ليست مقتصرة على المسنين فقط بل أيضا تصيب الشباب ولكن بنسبة أقل.
تخصصات نادرة
وانتهت الدراسة إلى أن تخصص جراحة المخ والأعصاب يعد من أندر التخصصات في مصر حيث يوجد في مصر أقل من ٥٠٠ جرَّاح لخدمة عدد كبير ومتزايد من المرضى، وأن منهم ١٠٤ جراحين يعملون في قصر العيني حيث يقوم القسم بمناظرة وحجز ثلث المرضى المترددين على أقسام الطوارئ بالمستشفى وأن ثلث هذا العدد يخضع لجراحات في المخ والأعصاب والعمود الفقري.
أنواع الجلطات
الدكتور محمد لطفى رئيس قسم المخ والأعصاب السابق بكلية طب قصر العينى يوضح أنه توجد أنواع كثيرة من الجلطات أو ما يسمى بالسكتة الدماغية واللافقارية والنزفية وكذلك السكته العنكبوتية.
أخطر الجلطات
وتابع أن السكتة الدماغية اللافقارية تصيب نحو 80% من إجمالي عدد الإصابات بالسكتات الدماغية وهى تحدث نتيجة ضيق شرايين الدماغ أو انسدادها وهى أخطر أنواع السكتات الدماغية لأنها تقضى على خلايا المخ خلال دقائق معدودة.
3 حقن فورا
وأكد أن المريض الواحد يحتاج إلى 3 حقن جلطة مخية حتى يشفى بمعنى أن كل مريض يحتاج إلى 28 ألف جنيه وقت إصابته، قائلا: "اللى ممعوش يموت واللى مش معاه بتوصل نسبته نحو 95% من الشعب".
ليست في المستشفيات
وأوضح أن حقنة الجلطة المخية لا توجد بأى شكل داخل المستشفيات الحكومية على الإطلاق حتى الخاصة، وتوجد فقط في مستشفيين فقط لا يدخلهما إلا الوزراء وكبار الأعيان في مصر ولا يستطيع النظر إليها الفقير أو المريض العادى.
لايوجد مركز مختص
وعن المراكز التي تختص بالمخ والأعصاب قال الدكتور لطفى إنه لا يوجد أي مركز أو معهد في مصر على الإطلاق خاص بالمخ والأعصاب الأمر الذي يجعل المريض وقت إصابته يذهب إلى أي مستشفى خاص أو عام حتى وإن كانت لا يوجد بها التخصص الرئيسى للمخ والأعصاب الأمر الذي يؤدى إلى تشتيت المريض.
الوزير يؤكد توافرها
تواصلت «فيتو» مع الدكتور عادل عدوى وزير الصحة والسكان الذي نفى وجود نقص في حقن "استربتوكاينيز" وهى الحقنة التي يحصل عليها المريض المصاب بجلطة المخ في الحال، مؤكدا وجود الحقنة في كل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة بأقسام الاستقبال قائلا: "روحى واسألى عليها وهتلاقيها موجودة".
الإنتاج المحلي والمستورد
من جانبه قال الدكتور محمود فتوح عضو مجلس إدارة النقابة العامة لمصنعى المستحضرات الطبية لدى الغير، إن حقنة "استربتوكاينيز" المسئولة عن إذابة جلطات المخ يوجد منها نوعان أحدهما محلى يتم إنتاجه في مصر وآخر مستورد، مشيرا إلى وجود عدد محدود من الشركات ينتجها وهى من أهم المستحضرات الحيوية التي تساهم في إنقاذ حياة المريض وتستخدم في حالات الطوارئ، لافتا إلى أنها لا تتوفر في الصيدليات بصورة كبيرة والاحتياج الأساسي لها بالمستشفيات.
ناقصة منذ 8 شهور
وأشار إلى أن حقنة "استربتوكاينيز" غير متوافرة منذ ثمانية أشهر ويتم توفيرها في المستشفيات بصعوبة بالغة، بالإضافة إلى النيتروجليسرين فيال (نيترونال) والاميودارون امبولات وهى أدوية حيوية لمراكز القلب، لافتا إلى أن السبب الرئيسي في نقص هذه المستحضرات الحيوية هو عدم التوريد من الشركات المنتجة والمستوردة لها.
شكوى لوزير الصحة
وأوضح أنه سيتقدم بشكوى إلى وزير الصحة ورئيس الوزراء للعمل على توفير الحقنة داخل المستشفيات لأنها من الحقن الحيوية والنقص فيها سيودى بحياة الكثير من المرضى الذين يصابون بجلطات المخ فجأة ويحتاجون إلى الحقنة في أسرع وقت.
خسارة الشركات
من جانبه أكد الدكتور محمد سعودى وكيل النقابة العامة للصيادلة أن حقنة "استربتوكاينيز" موجودة الآن بالمستشفيات، ولكنها بدأت في نقص الكميات المعروضة منها وذلك بسبب ارتفاع أسعارها وخسارة الشركات فيها، مشيرا إلى أنها من المستحضرات الحيوية التي من المحتمل أن تشهد نقصا خلال الفترة القادمة.
