رئيس التحرير
عصام كامل

لا تخذلنا يا سيادة الرئيس!



كنت أعتزم مواصلة حديثي اليوم عن «أزمة الشباب» التي ينفخ فيها البعض، ولكنني مضطر اليوم للتوقف للتعليق على ما جاء في حديث الرئيس السيسي خلال اللقاء الذي جمعه مع مجموعة من الكتاب والأدباء.. وأكثر ما يستحق التعليق ذلك ما قاله الرئيس حول استعداده للانصراف وترك منصبه.. فهذه ليست المرة الأولى التي يقول فيها الرئيس ذلك.. سبق أن قاله في لقاء آخر جمعه مع مجموعة من شباب الإعلاميين.. وبصراحة هذا الكلام يثير قلق الرأي العام بدلا من أن يطمئنه.


في البداية أتفهم الأسباب التي دعت الرئيس السيسي لقول مثل هذا الكلام.. فهو لم يكن طامحا في منصب رئيس الجمهورية، وإنما تمت دعوته من قبل عموم الناس لتحمل مسئولياته وقبل ذلك هو يعرف صعوبة الأمر وجسامة هذه المسئوليات، وبالطبع كان يتوقع ألا يتعرض للنقد سريعا خاصة من قبل الذين شاركوا في حثه على قبول تحمل مسئوليات منصب رئيس الجمهورية، والأغلب أن ذلك أزعجه وأثار ضيقه خاصة وأنه لم يسع لهذا المنصب.

ولكنني مع ذلك أي مع تقديري وتفهمي لما يشعر به الرئيس عبد الفتاح السيسي لا أشاركه التعبير بصوت عال عن مشاعره الخاصة هذه في ذروة الحرب التي تخوضها الآن دفاعا عن كيان دولتنا الوطنية.. فهذا يثير قلق وانزعاج الرأي العام، وقد يعتبره عموم الناس تخليا عنهم، خاصة وأن ما تعرض له الرئيس من انتقادات لم يأت منهم وإنما كلها كانت انتقادات نخبوية وبعضها مشوب بالهوي وممزوج بالمصلحة.. فلا تخذل عموم الناس يا سيادة الرئيس.
الجريدة الرسمية