رئيس التحرير
عصام كامل

تاريخ صناعة الطيران في مصر.. إنتاج طائرة «حلوان 300» بالتعاون مع إسبانيا في 1964.. تصنيع «القاهرة 200».. أستاذ بـ«هندسة القاهرة»: نحتاج الإمكانيات والقرار السيادي لإحياء

18 حجم الخط

عندما تدخل حرم كلية الهندسة بجامعة القاهرة يلفت انتباهك وجود طائرة منذ 60 عاما، ويثير الأمر دهشة الناظرين لوجود طائرة كبيرة في مكان ليس مخصصا للطائرات.


ذهبت "فيتو" كى تكشف قصة هذه الطائرة وهل تعمل أم لا، وأكد الدكتور أيمن قاسم رئيس قسم الطيران بكلية الهندسة، أن الطائرة عمرها 60 سنة في الكلية وذلك بالتعاون مع إسبانيا.

وأضاف أن هذه الطائرة للتدريب الأساسى وتستخدم في مهمات الهجوم الأرضى والمساندة التكتيكية، قائلا: "هي طائرة نفاثة" لها محركان وهى أول طائرة تصنع بأيد مصرية في مصنع حلوان بترخيص من شركة إسبانية.

حلوان 300
وقال: "تم توفير أماكن الاختبار والورش الخاصة بالطائرة والمحرك بقاعدة حلوان الجوية، وتم تجربة المحرك الجديد E-300 أول مرة في يوليو 1963 في حين أن النموذج التجريبى للطائرة HA-300 تم تجربته في 7 مارس 1964".

ويستكمل الحكاية الدكتور بهى الدين عرجون مدير برنامج الفضاء المصرى السابق، فقال: "في بداية الستينات بدأت مصر مشروعا طموحا لإنتاج وتطوير طائرة أسرع من الصوت، ووقتها قام المهندس الألمانى فيلى مسرشميت المسئول عن المشروع بتصميم طائرة خفيفة الوزن أسرع من الصوت، وسميت هذه الطائرة بحلوان 300 وكانت من أكثر الطائرات تقدما في العالم".

وكشف أن الطائرة مقاتلة وصنعت وطورت بمصر في فترة الستينات وصممها المصمم الألمانى في البداية كطائرة اعتراضية للقوات الجوية، مشيرا إلى أنه عند زيارة وفد ألمانى لمصر في وقت ما طلبوا أن يستعيدوا طائراتهم إليهم زاعمين أنهم سيحافظون عليها أكثر من المصريين وبالفعل تم استعادتها لهم وتوضع حاليا بالمتحف الألمانى.

القاهرة 200
وتحدث عرجون عن الطائرة "القاهرة 200"، قائلا إن تصنيعها تم في مصر، أما المحرك فهو بخبرة إسبانية، وهى تجربة أثبتت للعالم أن مصر لديها إرادة قوية في تصنيع الطائرات، وأكد أن من أهم أسباب عدم قدرة القاهرة حاليا على إعادة التجربة، عدم توافر الإمكانيات ولا يوجد قرار سيادى لتفعيل قرار تصنيع الطائرات.

وقال: "منذ تصنيع طائرة القاهرة 200 لم تصنع مصر أي طائرة حتى الآن وكانت هي المرة الأولى والأخيرة في تصنيع الطائرات".

توفير الإمكانيات

ووصف الدكتور أيمن قاسم، رئيس قسم الطيران بهندسة القاهرة، مواصفات الطائرة 200، فقال: "إن طولها 9 أمتار، وارتفاعها أثناء تحليقها 86 مترا، وتزن 1950 كيلو جراما، وقادرة على تحمل وقود داخلى بنسبة 700 كيلو جرام، وخارجى بقدرة 400 كيلو جرام"، وأوضح أن طائرة القاهرة 200 قادرة على حمل رشاشات من الأنواع الثقيلة.

وعند رؤية الطائرة على أرض الواقع لا تجد لها أجنحة، وقال قاسم: "الطائرة لا توجد لها أجنحة حتى يتسنى لنا وضعها في أرض الكلية لكبر حجمها، إلى جانب أننا رأينا فصل المحرك الرئيسى عنها بجانبها وهى لا تعمل فالعمر الافتراضى لها انتهى وتعتبر مجرد تجربة يشهدها مهندسو الطيران في مصر ويأملون في انتظار قرار سيادى لتصنيع الطائرات".
الجريدة الرسمية