رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيل "هدى شعراوى".. أشهر النساء المدافعات عن حرية المرأة.." سيزا نبراوى" أول امرأة تنزع الحجاب في مصر.."نبوية موسى" دعت لتعليم البنات.." ملك ناصف" أول مصرية طالبت بتحرير المرأة

هدى شعراوى
هدى شعراوى"
18 حجم الخط

تحل اليوم اليوم الذكرى الـ67 على رحيل هدى شعراوي، التي كانت إحدى أهم المدافعات عن حرية المرأة، وفي هذا التحقيق نتناول أهم خمس شخصيات نسائية دافعت عن حقوق المرأة وضرورة إشراكها في الحياة السياسية.

هدى شعراوي
لا يمكن أن يذكر الحديث حول مكافحة العنف ضد المرأة ومحاولات تحريرها من شتى مظاهر العنف دون ذكر اسمها حيث تعتبر من أهم القيادات النسائية التى دعت لتحقيق تلك الأهداف.

ولدت هدى شعراوي فى 23 يونيو 1879، وكانت من أبرز الناشطات المصريات في النشاط النسوي فى نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، وكافحت من أجل تحرير المرأة، وهى من الشخصيات التى عانت من الاضطهاد والظلم نتيجة الزواج المبكر والظروف الاجتماعية القاسية، وكرست جهودها للنهوض بالمرأة وتحريرها وتحفيزها للتغلب على العنف.

اتجهت للعمل الاجتماعى فقامت بإنشاء مبرة محمد على لمساعدة الأطفال المرضى سنة 1909م، ولم تكن قد تجاوزت الثلاثين، وكانت من أولى المساهمات في تشكيل اتحاد المرأة المصرية المتعلمة عام 1914م، كما أسست لجنة تحت اسم جمعية الرقي الأدبي للسيدات في أبريل سنة 1914م.

وفي 16 مارس سنة 1919م بدأ كفاح هدى شعراوي السياسي عندما خرجت على رأس مظاهرة نسائية من 300 سيدة مصرية للمناداة بالإفراج عن سعد زغلول ورفاقه، وسقطت أول شهيدة مصرية في الكفاح الوطنى وما لبثت أن أصبحت قائدة للحركة النسائية في مصر مع أم المصريين صفية زغلول، وقامت بتكوين الاتحاد النسائى المصرى عام 1923 ليصبح المنبر الأول للمرأة المصرية في مناقشة قضاياها وحقوقها.

سيزا نبراوى
"سيزا نبراوي" أو زينب مراد هو الاسم الذى أطلق عليها عند ولادتها، انتقلت إلى الإسكندرية بعد انفصال أبويها بعد أن تبنتها إحدى أقارب أمها ثم سافرت إلى فرنسا وتعلمت فى مدرسة "ليسيه دو فرساى" حتى بلغت 17 عاماً، أصيبت بالاكتئاب بعد عودتها لمصر إلى أن احتضنتها هدى شعراوي التى أصبحت أقرب أصدقائها وبدءوا مسيرة كفاحهما لتحرير المرأة، وهما أول من نزع الحجاب في مصر بعد عودتهما من الغرب إثر حضور مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي الذي عقد في روما 1923م، في واقعة خلع النساء حجابهن في محطة القطار في 1923 كانت هي أصغرهن، وسارت «نبراوي» على خطى هدى شعراوي وتقدمت معها صفوف المتظاهرات في ثورة 1919، وأكملت كفاحها في الاتحاد النسائي بعد وفاة مؤسسته هدى شعراوي.

تحقق في عهد رئاستها للاتحاد النسائي، عدة مطالب منها رفع سن الزواج للفتيات ليصبح 16 عاماً، والتأكيد على حق الفتاة في التعليم، ومن ثم السماح لها بالترشح للبرلمان والمناصب المختلفة.

نبوية موسى
هي إحدى الرائدات النسائية في مصر، آمنت بضرورة العلم للفتيات كأساس لنهضة المجتمع، ومن أجل ذلك ظلت نبوية موسى منذ تخرجها من مدرسة المعلمات السنية وهى مدرسة للتعليم المتوسط، حتى وفاتها تناضل في سبيل تعليم الفتاة.

استمرت نبوية موسى في دعوتها إلى تعليم البنات، بعد تخرجها عملت مدرسة بمدرسة عباس الأول الابتدائية بالقاهرة، إلا أنها لاحظت تقاضى زملائها من الرجال أكثر منها وسألت عن السبب فعلمت أنه حصولهم على البكالوريا فتقدمت للحصول على البكالوريا لتصبح أول فتاة تحصل على البكالوريا في مصر عام 1907.

انتقلت نبوية موسى للعمل ناظرة لمدرسة بالفيوم ثم رشحها أحمد لطفى السيد ناظرة لمدرسة معلمات المنصورة ثم معلمات بولاق، ورغم ذلك كانت تنشر مقالات بمجلات وصحف مختلفة تنادى بتحرير وتعليم الفتاة خاصة في مجلة بنت النيل التي ترأسها صديقتها درية شفيق، ووضعت كتابا بعنوان (ثمرة الحياة في تعليم الفتاة).

أنشات نبوية موسى مطبعة وجريدة أسمتها الفتاة وصدر عددها الأول في ديسمبر 1937 وتوفيت في 17 ديسمبر1976.

ملك حفنى ناصف

"ملك حفنى ناصف" أول فتاة مصرية نالت شهادة الابتدائية سنة 1900م، وبعد أن حصلت على شهادتها العالية اشتغلت بالتعليم فى مدارس البنات الأميرية، وكانت باحثة البادية، وهو اللقب الذى كانت تكتبه تحت اسمها، تطوف منازل صاحباتها ومعارفها؛ لتقنع أسرهن بإرسال بناتها إلى المدارس.

وراحت، منذ عينت مدرسة، تدعو إلى تعليم البنات، وتحريرهن من الجهل الذى كبل عقولهن، كانت تدعو للأخذ بأحكام الشريعة المعتدلة فى كل شىء، فى العمل وفى الزواج.

ودعت المرأة للاهتمام بعقلها وتغذيته، كما تهتم بمظهرها وجمالها، وكانت ملك أول امرأة مصرية مسلمة جاهرت بالدعوة العامة إلى تحرير المرأة، وظلت كذلك حتى وفاتها، ملك حولت بيتها لناد يقصده كثير من السيدات الغربيات والشرقيات، حيث كانت تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية، لملك حفنى ناصف مقالات صحفية عديدة جمعتها فى كتاب أسمته "النسائيات" يقع فى جزأين، ولها كتاب بعنوان "حقوق النساء" حالت وفاتها دون إنجازه، وكانت خطيبة تخطب فى السيدات، إلى أن توفيت باحثة البادية فى 1918 بعد أن أصيبت بالحمى الإسبانية.

درية شفيق
ولدت في مدينة طنطا في دلتا النيل العام 1908، ثم قامت بتأسيس مدرسة لمحو الأمية في بولاق للقضاء على الجهل المنتشر بين الفتيات والنساء في المناطق الشعبية، ومع نهاية الأربعينات أسست اتحاد بنت النيل ليكون المنبر الأول لخوض المرأة في الحياة السياسية، وكانت السبب الرئيسى في دخول النساء إلى البرلمان بعد ما قامت بقيادة مظاهرة نسائية قوامها 1500 امرأة في فبراير من 1951 واعتبرها الجميع بداية حقيقية للحركة النسائية في مصر، واقتحمت هذه المظاهرة مقر مجلس النواب للفت النظر إلى قضايا المرأة بجدية، ونجحت المظاهرة في انتزاع قانون ينص على حق المرأة في الترشح للانتخابات، وأنشأت أول حزب مصري نسائي.
الجريدة الرسمية