رئيس التحرير
عصام كامل

"السيسي" في حوار لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية: حرية التعبير مكفولة للجميع.. عرضت على الإخوان المشاركة السياسية ورفضوا.. الاعتداء على الأقباط "غير مقبول".. ولا علاقة لـ"داعش" بالإسلام الصحيح

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء حواره
18 حجم الخط

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن التهديد الجهادي يتطلب تكوين جبهة موحدة من الغرب والعالم الإسلامي.

وقال الرئيس السيسي، في حديث لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية: "إنه لا يوجد حبس إداري في مصر، وأن كل المحبوسين في مصر تم حبسهم بعد إجراءات قضائية، ومصر بلد فيها 90 مليون نسمة ولا يمكن أن تسمح بأن يكون هناك فوضى في الشوارع".


حرية التعبير
وشدد السيسي، على أن حرية الرأي والتعبير مكفولة بشكل كامل، غير أن هناك قانونًا ينظم عملية التظاهر تماما مثل ما هو الحال في فرنسا، لافتًا إلى أن القوانين المصرية مستوحاة من القوانين الفرنسية، وكل ما يمثل تعديا على الآخرين يجب أن تتم معاقبته أيا كان مصدره.

المساواة بين كل المصريين
وأضاف الرئيس السيسي، أنه يحافظ دوما على المساواة لكل المصريين أمام القانون، موضحا أن الشباب هم مستقبل البلاد ودائما ما أدعوهم إلى المشاركة في الحياة السياسية التي يتعين أن تتمتع بالحرية، غير أن هذه السياسة يجب أن تمارس في هدوء وفي إطار من احترام القانون.

وفيما يتعلق بالإخوان المسلمين، قال الرئيس السيسي: إنه في أعقاب أحداث 30 يونيو 2013 مد يده إلى الإخوان المسلمين، واستمرت سياسة اليد الممدودة حتى 14 أغسطس 2013، وأضاف: "اقترحت عليهم المشاركة بصورة كاملة في الحياة السياسية المصرية والتقدم بمرشحين في كل الانتخابات الرئاسية والتشريعية، غير أنهم رفضوا وفضلوا طريق التمرد في الشارع".

وبالنسبة لأمن سيناء، قال الرئيس السيسي: إنه تحسن بصورة ملحوظة بفضل صلابة الجيش، وأضاف أنه كان خطأً كبيرًا من الرئيس المعزول محمد مرسي أن يترك الجماعات الإسلامية تفرض نفسها في سيناء، وكان هناك عدم احترام للدستور واستخفاف بالسلطة القضائية وانتهاك للحيادية الدينية للدولة وأمور أخرى.

الاعتداء على الأقباط
وأضاف السيسي "أنه لا يمكن إنكار أن بعض السلفيين أحرقوا كنائس، ولكن ليس هم فقط الذين فعلوا ذلك"، مؤكدًا أن الاعتداء على الأقباط أمر غير مقبول، ولا يمكن أن يتخيل أحد أنهم يفعلون ذلك باسم الدين الإسلامي أو باسم أي دين آخر.

وشدد على أن الإسلام الصحيح يوصي خيرا بالمسيحيين، وأضاف أنه منذ 30 يونيو والمسيحيون مصريون كاملو المواطنة وعليهم نفس الواجبات ولهم نفس الحقوق مثل المسلمين.

وقال: "إن الدستور الجديد الذي تم اعتماده في استفتاء يناير 2014، يضمن للأقباط حق ممارسة شعائر دينهم بكل حرية، ولن يتم التساهل أبدا مع أي اعتداء على الكنائس أو أي شكل من أشكال العنف".

الأزمة في ليبيا
وذكر الرئيس "أننا نريد بناء مصرنا الجديدة في إطار من مبادئنا العريقة من التسامح وتطلعات الشباب إلى الحداثة، وذلك أدى إلى قيام ثورتين في 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، أما الرجعيون الذين يريدون تدمير هذه الروح الجديدة من الوفاق والحداثة فليس لهم مكان عندنا".

وبالنسبة للوضع في ليبيا، قال الرئيس السيسي: "إنه لن يكون هناك عمل أحادي الجانب من مصر في ليبيا، فنحن نتمسك باحترام القانون الدولي ووحدة أراضي ليبيا، ولكن إذا أرادت الأمم المتحدة التدخل في ليبيا، فسنساندها بكل الوسائل"، وشدد على أن الشعب الليبي لا يستحق المآسي التي وقع فيها.

إسقاط القذافي
وعما إذا كان يرى أن فرنسا أخطأت عندما أخذت مبادرة إسقاط القذافي باستخدام السلاح، ذكر الرئيس السيسي "أن لدينا انطباعا أنه مرحلة ما بعد القذافي لم يتم التفكير فيها أبدا، وفرنسا وإنجلترا وأمريكا يتحملون مسئولية إدارة الفترة الانتقالية، واستقرار البلاد بعد أن شنوا فيها الحرب، غير أنهم لم يفعلوا ذلك والقوى الغربية بغيابها عن الأرض صنعوا فيها حالة من الفراغ، شجعوا على ظهور وضع فوضوي".

ولفت إلى أن ليبيا لها 1500 كيلومتر من السواحل، متسائلًا: "فكيف تسمح الدول الأوربية التي لها سواحل على البحر المتوسط، بأن تزدهر في ليبيا كل أشكال تجارة المخدرات والسلاح والاتجار بالبشر، وأن تقام هناك معاقل للجهاديين؟".

خطر "داعش"
وأوضح الرئيس السيسي أن تنظيم "داعش" الإرهابي ليس له علاقة بالإسلام، مضيفًا: "أن غزو أمريكا وبريطانيا للعراق عام 2003 هو أحد أسباب نمو الجهادية في العالم السني ولكنه ليس السبب الوحيد".

وأشار إلى أن مصر مثل فرنسا عارضت دبلوماسية غزو العراق، ولفت إلى أن الأسباب الأخرى لنمو الجهادية هي الفقر والجهل في العالم العربي والإسلامي.

وأوضح الرئيس أن كراهية الآخر هي دائما بنت الجهل، واستطرد قائلًا: "إن البكاء على أخطاء الماضي لن يفيد، والمهم الآن أن نتبنى إستراتيجية مشتركة فاستئصال سرطان الجهاد يتطلب تشكيل جبهة مشتركة بين القوى الغربية والدول الإسلامية".

مصر وفرنسا أصدقاء
ولفت السيسي إلى أن مصر وفرنسا لهما علاقات قديمة للغاية، مضيفًا: "وآمل أن تقام بين بلدينا شراكة إستراتيجية لا تقتصر على المسائل الأمنية، فعلى المستوى الثقافي تعتبر مصر أن الفرانكفونية إثراء لها، واقتصاديا مصر مفتوحة للشركات الفرنسية".

معبر رفح
وأشار الرئيس إلى أنه بموجب القانون الدولي، فإن إعاشة سكان قطاع غزة تقع على عاتق القوة المحتلة وهي إسرائيل، كما اعتبر اتفاقيات جنيف التي وقعت عليها الدولة العبرية تجعلها ملزمة بذلك، فهي التي تسيطر على نقاط العبور الخمسة الأخرى في قطاع غزة التي يعيش فيها 5. 1 مليون فلسطيني، وقد وجهت للتو بتخفيف الإجراءات على الفلسطينيين الراغبين في السفر من رفح إلى مصر.

واعتبر الرئيس السيسي، أن توجه البرلمانات الأوربية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية أمر مفيد باعتباره خطوة في الاتجاه الصحيح ورسالة طيبة، مؤكدا أنه لن يكون هناك حل للنزاع بدون إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

وقال: إنه يعتقد أن الإسرائيليين مستعدون لإعادة الضفة الغربية للفلسطينيين، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه، مؤيد لحل إقامة دولتين.

الوساطة بين فلسطين وإسرائيل
وأضاف في نهاية تصريحاته: "مصر تقوم بالوساطة بين فلسطين وإسرائيل، ونواصل القيام بهذه الوساطة؛ لأننا نريد أن يقام السلام في النهاية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مثلما حدث بين الإسرائيليين والمصريين منذ نهاية السبعينيات".
الجريدة الرسمية