رئيس التحرير
عصام كامل

لغز منال موسى في "آراب آيدول"


برنامج المسابقات الغنائية "آراب آيدول" أصبح شعاره "قليل من الطرب.. كثير من الملل".. وتحول إلى برنامج لتلميع وتنجيم أعضاء لجنة التحكيم الأربعة على حساب إمتاع المشاهدين، فدخلتهم الاستعراضية أصبحت مستفزة، يتحدثون في بعض الحلقات أربعين مرة، بل يأخذون وقتا أكبر من وقت غناء المتسابقين.

في الموسمين الماضيين كنت من متابعى هذا البرنامج، لكننى في الموسم الحالى أصبت بملل وزهق مشابه لحالة القرف التي أشعر بها كلما شاهدت بالصدفة المدعوة ريهام سعيد وهى تخطب وتعظ عن القيم والأخلاق على قناة النهار. 

في حلقة السبت تضيع أكثر من ساعة في إعلان معلومة يمكن إعلانها في دقيقة، يظل أحمد فهمى يلف ويدور هو وزميلته حول المتسابقين مرددا نفس المقولة إياها طوال الحلقة "المتسابق أو المتسابقة التي ستكون خارج منطقة الخطر هي أو هو " وهكذا طوال ساعتين.

وائل كفورى متعجرف ويفتقد الدبلوماسية والمقبولية التي كان يتحلى بها راغب علامة في الموسمين الماضيين، حسن الشافعى أشعر أنه يعصر على نفسه ليمونة لكى يبدو متوافقا ومتوائما مع باقى أعضاء اللجنة، نانسى عجرم ربما هي الفاكهة الوحيدة وسط أعضاء اللجنة وتحاول إرضاء الجميع، أما أحلام فهى المعادلة الصعبة، أحيانا تشعر أنها عبقرية في تقييم المتسابقين، وأحيانا تستفزك بكثرة انفعالها وحركاتها الاستعراضية ولجوئها للضحك فيما يستحق ولا يستحق، أحمد فهمى مقدم البرنامج يحاول الاستظراف كثيرا دون أن يملك خفة الظل التي تؤهله لذلك، أما زميلته أنابيلا هلال صعب فتدهشنى لغتها الغريبة.

ثم ما سر إصرار البرنامج على أن يكون هناك متسابق في المواسم الثلاثة يقدم نفسه باعتباره من كردستان العراق وليس بصفته عراقيا، ثم ما هو لغز المتسابقة منال موسى التي نشرت صحيفة الاحتلال الإسرائيلى "يدعوت أحرونوت" تقارير عن أن والدها كان يخدم مدنيا في جيش العدو الإسرائيلى، وكشف أحد أعضاء الكنيست السابقين عن حزب الليكود المتطرف أنه ساعدها في المشاركة بالبرنامج.

وما حقيقة ما نشرته "احرونوت" عن أنها عربية إسرائيلية من قرية "دير الأسد" شمال إسرائيل، وأنها طلبت السفر إلى لبنان منذ منتصف العام لخوض الاختبارات المؤهلة للمسابقة، وما صحة الفيديوهات التي نشرتها الصحيفة لشقيقتها وهى تشارك في برنامج مسابقات غنائية إسرائيلى. 

دعونا نتفق على بيزنس التصويت هو اللاعب الرئيسى وصاحب الكلمة العليا في "آراب آيدول"، وبدونه لن يكون للبرنامج وجود، ولنا أن نتخيل أن سعر دقيقة التصويت في مصر على سبيل المثال خمسة جنيهات، وأقل مدة يمكن أن يقضيها المتصل في المكالمة 7 دقائق، أي بإجمالى 35 جنيها، ولنا أن نحسب كم مليون مواطن عربى يصوت ويدفع الـــ 35 جنيها أو ما يعادلها بالعملات الأخرى ؟ ولنا أن نستوعب كم مليون يدخل جيوب القائمين على البرنامج؟.

أتصور أن أرقام التصويت ليس لها علاقة بقرار خروج وبقاء المتسابقين وأن المسألة كلها ليست أكثر من بيزنس، بينما "محبوب العرب" تحدده في النهاية اعتبارات أخرى، وإلا لماذا لا تعلن إدارة البرنامج بشفافية عن أرقام التصويت لكل مشترك في كل حلقة، ولماذا تتكتم عليها وتعتبرها من الأسرار العسكرية وكأنها ملكا خاصا لها وليست ملكا للمشاهدين؟.

وحتى إذا افترضنا جدلا أن أرقام التصويت هي التي تقرر بالفعل مصير المتسابقين، فإن البقاء لم يعد للأفضل، الموهوبون يستبعدون واحدا تلو الآخر، وأنصاف المواهب تستمر لأن القوة التصويتية للدولة التي ينتمون إليها كبيرة، وحالة المتسابق المصرى مؤمن خليل الذي كان أسطورة غنائية أكبر دليل على ذلك.

أرجوكم أعيدوا "آراب آيدول" كما كان في الموسمين الماضيين، كثير من الطرب والإمتاع، وليس كما هو الآن كثير من الثرثرة والكلام. 
الجريدة الرسمية