رئيس التحرير
عصام كامل

أبو يكح الجوسقي يكتب: مرسي في رحلة المعراج!

فيتو

سمعتم مني أنا العبد الواصل محمد مرسي جزءًا من معجزاتي، فأنا العبد الذي ألهمه الله إلهاما فاضت بنوره السماوات والأرض، وأنا الذي خرج من زنزانته الضيقة ليصلي في الكعبة المشرفة ففاضت عليها أنواره، أنا الذي ذكرني الله في القرآن فقال “بسم الله مجراها ومرساها” وأظن أن الخير العميم عاد في الأسبوع الماضي على كل من قرأ حكايتي مع المعجزات، فقد قرأها أحد التجار وربح صفقة عمره وأصبح أغنى أغنياء العالم، وقرأها تلميذ فاشل فحصل على المركز الأول في الجمهورية، وقرأتها امرأة عاقر فأنجبت ولدا صالحا، وقرأتها فتاة عانس فرزقها الله زوجا، ولكنه الآن في السجن إذ اتضح أنه من إخوان رابعة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

وفي ذات الوقت أهمل قراءتها تلميذ من المتفوقين فرسب في الامتحان، وأهمل قراءتها شاب تقدم لوظيفة في وزارة الكهرباء فلم يجتز الاختبارات إذ اتضح أنه من الإخوان، وأهمل قراءتها “باسم عودة” وزير التموين الإخواني فصدر ضده حكم بالإعدام، ونسي وجدي غنيم أن يقرأها فتم ترحيله من قطر، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وهذه هي المقالة الثانية التي أكتبها بعد أن أخذت مكان الأخ “أبو يكح الجوسقي”، الذي أصيب بالصمم والبكم بعد أن رأى معجزاتي، وفي هذه المقالة سأحكي لكم عن رحلة الإسراء والمعراج الخاصة بي !
لا تتعجب، فأنت لا تعرف مقامي، ولا تظن أنني أهذي، فقد ظن هذا أحد رجال الانقلاب فأصبح رئيسا للبلاد ولا حول ولا قوة إلا بالله.
نعم يا عزيزي القارئ، المؤمن بقدراتي، لقد سافرت في رحلة الإسراء والمعراج، كانت بداية هذا الموضوع معي عندما جاء لي خيرت الشاطر أثناء حكمي لمصر وقال لي وهو يصيح من الفرح: وافرحتاه! لقد أنشأت شركة عالمية للسفريات، وأريدك أن تكون أول من يسافر على متن طائراتها.
فقلت له: مرحى مرحى بالأخ الصالح والتاجر الشاطر، وإلى أي مكان تريدني أن أسافر ؟
قال لي: السماء.
تعجبت من كلامه وقلت له: نعم أعرف أن الطائرة ستطير في السماء، ثم ماذا بعد ؟!
قال: السماء فقط، أليست كل شعاراتنا تقول:” الله غايتنا “ وألم يقل الله سبحانه لنا (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) أنا الآن أنشأت شركة تستطيع بطائراتها أن تنفذ من أقطار السموات والأرض وتذهب بك إلى المعراج الذي ذهب إليه الرسول.
تعجبت في بادئ الأمر ولكنني أعلم أن الأخ خيرت الشاطر له عبقرية غريبة تجعله يستطيع أن يفعل أي شيء، فقلت له: قد يضطرني هذا إلى الغياب عن سدة الحكم بعض الشيء وأنت ترى أن الدنيا من حولنا مليئة بالأزمات، فلنجعل رحلة المعراج هذه في الإجازة.
ومرت الأيام والأيام وتفاقمت علينا الأحداث وأصبحت في غمضة عين وانتباهتها في زنزانة صخرية الجدران، ويجلس في الزنزانة التي بجانبي خيرت الشاطر، وكنت أسمعه من مكاني وهو يندب حظه الذي أوقعه في مهاوي السجون، وفي أحد الأيام، وبعد أن غفلت العيون رأيت خيرت الشاطر وهو يقتحم عليَّ الزنزانة، ففركت عيني وقلت له: خير يا أخ خيرت، هل جاء موعد تنفيذ حكم الإعدام فينا ؟!
فقال الشاطر: لا ترتعب، فأنت لا تعرف مكانتك عند الله، وقد اختارك الله الآن لتذهب في رحلة المعراج، وبعدها ستعود إلى قصر الاتحادية لتحكم مصر من جديد، فتعجبت من قول الشاطر لأننا في سجن لا نستطيع أن نغادره، فكيف وأيم الله نخرج منه إلى المعراج حيث نصل إلى سدرة المنتهى، ولكنني كنت أثق بقدرات الشاطر، وهو على العموم تاجر شاطر، وفي إمكانه أن يعقد الصفقات التي يريدها، فقلت له: لكن كيف سأسافر، وأين هو البراق الذي سيحملني؟
لم أستكمل كلامي، ولكنني رأيت أشياء يحار العقل منها، ولا أظنك أيها القارئ ستصدقني، وعلى العموم فإن لم تصدقني فيكفيني أن الإخوان سيصدقون، ألم يصدقوا من قبل أنني سأعود يوم الأحد إلى حكم مصر ؟! لا تتعجب أيها القارئ العادي، فالإخوان لديهم عقيدة ثابتة، وطالما أن المرشد قال إنني سأعود يوم الأحد فسأعود ولكنك لا تفهم أن المرشد لم يحدد أي يوم أحد، نعم قال سأعود الأحد ولكنه لم يقل في شهر كم، أو في سنة كم، سأعود حتى ولو بعد مائتي عام، ولذلك أنا أعرف أن ما سأخبركم به هو الذي حدث وأعرف أن الإخوان سيصدقون.
أما ما الذي حدث فهو أنني بعد أن شاهدت أحد أفلام “هاري بوتر” غلب عليَّ النعاس، ولكنني قاومته، ثم رأيت فجأة أمامي “مقشة” مثل التي كان هاري بوتر يركبها فتطير به ! فقلت في نفسي، يالله، ما هذه المقشة، وما الذي جاء بها إلى هنا؟ وحين نظرت لها مليا وجدتها تتحرك ببطء وتتجه ناحيتي، فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم، ولكنني من باب الفضول اقتربت منها، ثم حملتها في يدي، ووضعتها تحت مقعدتي “ لامؤاخذة يا جماعة.. تحت الألية” فإذا بي أجد سقف الزنزانة وقد انفتح، ثم أجد المقشة تطير بي في السماء، ورويدا رويدا أخذت المقشة في الارتفاع حتى غابت الأرض عن ناظري، ولا أخفيكم سرا أنني كنت فرحا كفرحة الأطفال في العيد الكبير، حين يشترون من العيدية علبة البخت الكرتونية ويفتحونها فيجدون فيها أدوات منزلية بلاستيكية، فقد كانت المقشة من الأشياء الأثيرة عندي من احتياجات البيت.
وقع في خاطري أنني الآن أجتاز أقطار السموات والأرض، أنا الآن في رحلة أكرمني بها الله، فأنا في عام يشبه عام الحزن بالنسبة للرسول، هو عام الحزن للجماعة، ويبدو أن الله اراد أن يسري عني، فأرسل لي هذه المقشة لتكون هي البراق الذي سيذهب بي إلى سدرة المنتهى، وبعد فترة رأيت شيئا نورانيا يقترب مني، يبدو أنه رجل، طلعته جميلة ووجهه أبيض وشعره أصفر، فقلت له: هل أنت الملاك الذي سيصطحبني في المعراج؟ فأومأ لي بالإيجاب.
وبعد دقيقة رأيته يطرق على أحد أبواب السماوات، فجاءه صوت: من يطرق الباب ؟
فقال الملاك: أنا الملاك الأصفر.
قال الصوت: ومن معك ؟
قال الملاك: معي العبد محمد مرسي.
قال الصوت: وأين جواز سفره، وهل معه إقامة، أو هل أخذ البطاقة الخضراء؟
تعجبت من قول هذا الصوت، فهل في السماوات يطلبون أيضا إقامة وجواز سفر وما إلى ذلك ؟! هذا أمر غريب جدا.
نظر لي الملاك وهو يقول: أين جواز سفرك ؟
قلت له: الحقيقة يا سيادة الملاك المحترم أنا أتيت من الزنزانة، وليس معي جواز سفر ! فإذا بالملاك يقول لي: يعني هاتدخل ازاي يا روح أمك ؟!!!
أصبت بالذهول من هذا القول، هل الملائكة تسب وتشتم وتقول عبارات وقحة مثل: يا روح أمك؟! ولكنني تجاهلت هذا الأمر وقلت للملاك: حضرتك عارف إني من الإخوان؟
فأومأ الملاك ثم قال للصوت: هو من الإخوان، فهل هذا جواز سفر مقبول ؟!
قال الصوت: طبعا مقبول، ماتقول كدة من الأول يا باشا.
زاد تعجبي، باشا ! الملائكة تخاطب بعضها بكلمة باشا! يبدو أن عالم الملائكة فيه أشياء عجيبة لا نعرفها، ما علينا المهم تم فتح باب السماء الأولى، وأخذت أتجول فيها أنا والملاك الأصفر، فرأيت أناسا يرتدون ثيابا حمراء وأناسا يصرخون، وأناسا يجلسون مع ملائكة يشربون معهم القهوة، فتعجبت وقلت للملاك: من هؤلاء يا ملاكي؟! فقال نحن هنا في سجون جوانتناموا، والذين يشربون القهوة هم عملاء.
زاد عجبي واتسعت دهشتي، جوانتناموا في السماء الأولى ؟! تغاضيت عن هذا الأمر ثم أخذنا نصعد من سماء لسماء، حتى وصلنا إلى سدرة المنتهى، وفي كل مرة كان جواز المرور هو أنني من الإخوان، الآن عرفت قدر الإخوان عند ربنا، وعند سدرة المنتهى رأيت قصرا كبيرا أبيض، فقلت للملاك من صاحب القصر؟ قال الملاك: هو ربنا.
سألته: وهل أدخل وتدخل معي ؟
فقال لي: ادخل أنت لوحدك يا روح أمك إنت فاكرني بشتغل عند “أبوك”؟
تعجبت للمرة الثانية من تلك اللغة الوقحة، ولكنني تغاضيت عنها، فعالم الملائكة من العوالم الغيبية التي لا نعرفها عنها الكثير، المهم جاءت اللحظة السانحة التي سأدخل فيها إلى ربي ورب الإخوان، وحين دخلت وجدت مساحة ضخمة متسعة بصورة لم يصل إليها خيالي من قبل، ومن بعيد رأيت شيئا أسود يجلس على مكتب بيضاوي، نظرت إلى يميني فوجدت رجلا غريب الملامح يقف متأهبا، فقلت في نفسي: أكيد هذا من حملة العرش، فسألته: من هذا الأسود الذي يجلس على المكتب البيضاوي؟
قال الملاك الغريب: هذا ربنا يستمع الآن لخطبة الرئيس المصري.
قلت منتشيا: يستمع لخطبة لي ؟!
قال الملاك: لا يا روح أمك يستمع لخطبة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأمم المتحدة، وهو الآن يعض بنان الندم.
قلت: وهل الرب يندم ؟
قال: يندم إن وقف بجانبكم.
قلت: كلامك غريب، لكن ما اسم هذا الرب، أليس هو الله؟
رد الملاك: لا يا حدق، أنت في البيت الأبيض الأمريكي، وهذا ربك ورب إخوانك أوباما !
يقول البعض إنني كنت أحلم، وإن هذه أضغاث أحلام، ولكنني أنا محمد مرسي أؤكد أن هذه كانت رحلة معراج حقيقية، لو قرأتها ونشرتها ستكسب، وإذا أهملتها ولم تنشرها ستصاب بمصيبة كبيرة.
محمد مرسي العياط
الجريدة الرسمية