رئيس التحرير
عصام كامل

هل تلاشت قدسية الزواج؟


فى كتابها «معجزة الحبِّ»، أوضحت الباحثة الأميركية «بريندا شوشانا»، الحقائق النفسية للمرأة والرجل من خلال عرضها لتجارب بعض الزوجات وعواطفهن نحو الأزواج، من بين هذه التجارب تجربة زوجة كانت ترى فى بداية ارتباطها بزوجها أنه بلا عيوب وكانت تشعر بالرضا والسعادة، لكن بعد فترة من الوقت بدأ شعورها نحوه يتغير تدريجياً؛ عندما بدأ لا يهتم بشعورها ولا يفى بوعوده، مثلما كان الحال فى فترة ما قبل الزواج فى الشهور الأولى من الزواج.

وفى ردها على ما أفصحت عنه إحدى الزوجات أوضحت الباحثة «شوشانا»، فى كتابها أنه من الضرورى أن يعتاد الطرفان، الزوج والزوجة، على العطاء والبُعد عن الأنانيَّة، والتنازل عن البعض المتطلبات والأحلام الكبيرة؛ من أجل أن تستمر سفينة الزواج فى الإبحار ولا تتعرض لأى أعاصير.
تشير الباحثة فى كتابها إلى أنَّ طبيعة المرأة المعطاءة دائماً تجعل رسالتها هى عمارة الكون، وهو الدور الذى أهّلها له الخالق من حيث كونها تتمتع بأحاسيس مرهفة تستقبل بكل الفرح والبهجة كلمات رومانسيَّة أيام الخطبة، وربما هذه الأحاسيس المرهفة هى التى تجعل المرأة عند زواجها تشعر بأنَّ زوجها لم يعد كما كان فى فترة الخطوبة.
يوضح الكتاب أنه مع المتغيرات التى تحدث على أرض الواقع بعد الزواج، ومع الضغوط الاقتصادية التى يتعرض لها الزوجان فى بداية زواجهما، يتعين على الزوجة أن تدرك جيداً أنه ربما لا تجد من زوجها نفس التعامل الذى كان فى فترة الخطوبة، لكن عليها أن تضع فى اعتبارها أنها تؤسس مع زوجها مؤسسة زوجية؛ بما تتطلبه من التزامات ومتطلبات قد تتصدر مشهد علاقتهما، لكن دون أن يعنى ذلك أنَّ علاقة الحبِّ التى جمعتهما لم تعد قوية ومتينة، مثلما كانت فى فترة الخطوبة التى خلت من أى التزامات أو متطلبات كما فى الحياة الزوجيَّة.
تؤكد الباحثة «بريندا شوشانا» فى كتابها أنه بقدر ما تحتاج مؤسسة الزواج إلى تقارب بين الزوجين فى المستوى الاجتماعى والاقتصادى والثقافى وإلى علاقة حبٍّ تجمعهما معاً، فإن لنجاح مؤسسة الزواج واستمرارها يتعين على الزوجين أن يشتركا فى بذل العطاء والتضحيات.
وتتساءل الباحثة فى نهاية كتابها قائلة: هل اختلّت صورة قدسية الزواج عما كانت عليه فى العقود السابقة؟ هل كانت أزمة ثقة بين الرجل والمرأة تنال من قدسيّة علاقة الزواج؟!
نقلا عن مجلة "سيدتى "
الجريدة الرسمية