رئيس التحرير
عصام كامل

مسلسل عنف الداخلية الأمريكية عرض مستمر بولاية "ميزورى".."واشنطن" تعتم إعلاميًا على حوادث القتل والعنف واعتقال الصحفيين.. و"الداخلية المصرية" تمنح نظيرتها الأمريكية نصائح ذهبية للتعامل مع المتظاهرين

فيتو

"فاقد الشيء لا يعطيه"، مقولة كشفت عنها تظاهرات الشعب الأمريكي بولاية ميزوري، الذي "عرى" وجه "واشنطن" القبيح في طريقة تعاملاتها مع "الحرية والديمقراطية"، التي لطالما تطالب بها العالم أجمع في حين افتقادها ذلك.


واشنطن تمارس العنف بشراسة مع متظاهريها
فنجد أن "واشنطن" تمارس العنف بشراسة مع متظاهريها، ولا تتردد في استخدام طلقاتها القاتلة، لإنهاء حياة المطالبين بالحرية، والتخلص من العنصرية الفجة التي تمارسها وزارة الداخلية بل وكل مؤسسات الدولة.

ولم تكتف "واشنطن" في استخدام العنف، بل تمارس التعتيم الإعلامي لإخفاء فضائحها، في الحوادث المتكررة التي تحمل في طياتها ممارسة صريحة للعنصرية الفجة، وتدعم استمرارها.

6 مرات
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن تقريرا تشريحيا خاصا يظهر أن مايكل براون، الشاب الأسود الذي قتله شرطي في ضاحية سانت لويس في مدينة فيرجسون بولاية ميزوري الأمريكية، أطلقت النار عليه ست مرات على الأقل.

وذكرت الصحيفة نقلا عن مايكل إم بادن، كبير الأطباء الشرعيين، سابقا في مدينة نيويورك أن «براون»، 18 عاما، أطلق النار على رأسه مرتين، كما أن الرصاصات التي اخترقت جسده أطلقت عليه من مسافة قريبة على ما يبدو.


5 نصائح ذهبية من الشرطة المصرية لنظيرتها الأمريكية
فيما وجهت وزارة الداخلية عبر متحدثها الرسمي، 5 نصائح للشرطة الأمريكية للتعامل مع المظاهرات التي تشهدها ولاية «ميزوري»، بعد مطالبة المواطنين بالتحقيق مع الشرطي المتسبب في مقتل شاب أسود، حيث طالب هاني عبداللطيف، المتحدث باسم وزارة الداخلية، الشرطة الأمريكية بعدم استخدام القوة المفرطة في التعامل مع المتظاهرين السلميين.

وجاءت ثاني نصيحة من المتحدث باسم وزارة الداخلية، وهي مطالبته الشرطة الأمريكية بالحوار مع المتظاهرين، حرصًا على عدم نشر الفوضى والعنف في ولايات أمريكية أخرى.

النصيحة الثالثة التي وجهتها الداخلية المصرية للشرطة الأمريكية، هي سرعة تقديم رجل الشرطة المتسبب في جريمة القتل للمحاكمة، لأن المتظاهرين مطالبهم مشروعة.

كما شدد اللواء هاني عبداللطيف على أن استمرار التعامل العنيف من قوات الأمن مع المظاهرات "هيدخل أمريكا في مشاكل".

وأشار المتحدث باسم وزارة الداخلية، إلى أنه من خلال خبرته الأمنية، فإن ما رأيناه في التعامل مع المتظاهرين الأمريكيين يُعد «استخدام مفرط للقوة»، مضيفا: «أنت لا تتعامل مع تجار سلاح ولا مسلحين بآلي، ولكنك تتعامل مع سلميين، ومطالبهم مشروعة، وعايزين حق ابنهم اللي اتقتل فقط».

الأمم المتحدة وإنقاذ العدالة
وقد أعلنت وزارة الخارجية، أن مصر تتابع عن كثب تصاعد الاحتجاجات والمظاهرات في مدينة فيرجسون بولاية ميزوري الأمريكية، نتيجة مقتل شاب على يد قوات الشرطة.

وأشار السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والذي طالب فيها بضبط النفس، واحترام حق التجمع والتعبير السلمي عن الرأى، وأعرب عن أمله في أن تؤدي التحقيقات الجارية إلى تسليط الضوء كاملا على مقتل الشاب الأمريكي وإنفاذ العدالة، فضلا عن حثه السلطات بالتعامل مع المظاهرات وفقا للمعايير الأمريكية والدولية.

وردت واشنطن على الانتقادات التي وجهتها إليها مصر، الأربعاء، على خلفية الإضرابات العرقية التي تشهدها ضاحية فرجبسون بولاية ميزوري، مؤكدة أن الولايات المتحدة تعالج مشاكلها «بنزاهة وشفافية».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، ردا على سؤال عن الانتقادات التي وجهتها إلى واشنطن القاهرة وكذلك أيضا طهران وبكين وموسكو، إنه «عندما تكون لدينا مشاكل وقضايا في هذا البلد فنحن نعالجها بنزاهة وشفافية».

وأضافت، إن «الناس أحرار في قول ما يريدون، هذه حرية التعبير، ولكن أنا أختلف تماما مع مقولة أن ما يجري هنا يمكن مقارنته بالأوضاع في البلدان المذكورة».

وتابعت: «هنا في الولايات المتحدة، نحن نأخذ في الاعتبار كيف نعالج مشاكلنا بشفافية ونزاهة وصدق، مقابل ما يجري في أي دولة أخرى في العالم».

اعتقال 3 صحفيين
في سياق متصل، حذرت منظمة الأمن والتعاون الأوربي، الولايات المتحدة من المضي قدما في سياسات تفرض قيودا على حرية الإعلام في تغطية أحداث الاضطرابات التي وقعت في منطقة فيرجسون بولاية ميزوري الأمريكية.

وحثت ممثل منظمة الأمن والتعاون الأوربي لشئون حرية وسائل الإعلام دونيا مياتوفيتش، في تصريح لها أمس، السلطات الأمنية الأمريكية على احترام حق وسائل الإعلام في تغطية الأحداث العامة دون قيود لا مبرر لها، مشيرة إلى اعتقال ثلاثة صحفيين خلال تغطية الاضطرابات في فيرجسون، إحدى ضواحي مدينة سانت لويس في ولاية ميزوري.

ودعت المسئولة الأوربية السلطات إلى إجراء مراجعة شاملة للملابسات وراء هذه الحوادث بما يحقق ضمان أمن الصحفيين.
وقالت مياتوفيتش، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتحمل مسئولية اعتقال الصحفيين في فيرجسون خلال الأسبوع الماضي.

وكانت السلطات الأمريكية قد اعتقلت المصور الصحفي سكوت أولسون، والصحفيين الألمانى أنسجار جراو وفرانك هيرمان، قبل أن يتم الإفراج عنهم لاحقًا، بسبب تغطية المظاهرات في فيرجسون، عقب حادث إطلاق النار على أحد السكان المحليين الأسبوع الماضي.
الجريدة الرسمية