رئيس التحرير
عصام كامل

سميح القاسم.. رحيل "شاعر الشمس".. رحلة حياة شاقة تشكلت ملامحها بين السجن والاعتقال والإقامة الجبرية.. حصل على عدة جوائز.. تميزت أعماله بالتنوع.. وأشهر ألقابه "سيد الأبجدية" و"قيثارة فلسطين"

الشاعر سميح القاسم
الشاعر سميح القاسم

"تقدموا.. تقدموا براجمات حقدكم وناقلات جندكم فكل سماء فوقكم جهنم.. وكل أرض تحتكم جهنم".. بهذه الكلمات أنهى الشاعر الفلسطيني سميح القاسم مشوار حياته في ظل ظروف عصيبة تمر بها الأراضي الفلسطينية تحت نيران الاحتلال، حيث رحل القاسم عن عمر ناهز 75 عاما، قضى معظمها في الدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال قصائده وأعماله الأدبية ونشاطه السياسي.


سوء حالته: 
ساءت حالته في الآونة الأخيرة جراء معاناته من مرض سرطان الكبد الذي ألم به منذ سنوات وفي الأيام الأخيرة "ساءت حالته.. وصار وضعه صعبا" إلى أن رحل عن عالمنا..
برحيل القاسم خسر الفلسطينيون والعرب شاعرا آخر بعد محمود درويش، كان يحمل لواء القضية الفلسطينية، فالشاعران "كانا من مؤسسي أدب المقاومة وتوأم مسيرة حافلة في النضال والإبداع والحياة".

رحلة حياة: 
75 عاما رحلة حياتية ممتلئة بالمشاق والمعاناة ما بين سجون ومعتقلات وهجرة ومرض لم يذق يوما طعم الراحة، حيث سجن سميح أكثر من مرة، كما وُضِعَ رهن الإقامة الجبرية والاعتقال المنزلي وطرد مِن عمله مرات عدة بسبب نشاطه الشِّعري والسياسي، وواجَهَ أكثر مِن تهديد بالقتل، في الوطن وخارجه، اشتغل مُعلمًا وعاملًا في خليج حيفا وصحفيًا، لكنه برغم كل هذا لم تفتر عزيمته ولم يصدأ قلمه وظل مخلصا للشعر والمقاومة والأدب والقضية.

مؤلفاته: 
كان له العديد من المؤلفات والدواوين الشعرية، صدر له ما يقرب من سبعين كتابا في مجالات الشعر والأدب والقصة، كما صدرت أعماله في سبعة مجلّدات عن دور نشر عدّة في القدس وبيروت والقاهرة.
جدير بالذكر أن كتبه وقصائده ترجمت إلى العديد من اللغات، منها الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية واللغات الأخرى.

رددت جماهير الوطن العربي قصائده وتغنت بها، كما حصل على العديد من الجوائز والدروع وشهادات التقدير وعضوية الشرف في عدّة مؤسسات، فنالَ جائزة "غار الشعر" من إسبانيا، كما حاز على جائزتين من فرنسا عن مختاراته، كما حصلَ على جائزة البابطين للشعر العربي، وحصل مرّتين على "وسام القدس للثقافة" من الرئيس ياسر عرفات، وحصلَ على جائزة نجيب محفوظ من مصر وجائزة "السلام" من واحة السلام، وجائزة "الشعر" الفلسطينية، وصدَرتْ في العالم العربي وفي العالم عدّة كُتب ودراسات نقدية، تناولَت أعماله وسيرته الأدبية وإنجازاته وإضافاته الخاصة والمتميّزة.

تنوع أعماله: 
كما تنوعت أعمال القاسم الأب لأربعة أولاد هم: وطن ووضاح وعمر وياسر، بين الشعر والنثر والمسرحيات ووصلت لأكثر من سبعين عملًا، واشتهر أيضا بكتابته المشتركة مع الشاعر محمود درويش على غرار "كتابات شطري البرتقالة".

لقبه النقاد بالعديد من الأسماء فنجد أن بعضهم أطلق عليه "هوميروس الصحراء"، وقال البعض الآخر إنه "قيثارة فلسطين"، بينما لقبه آخرون بـ"متنبي فلسطين"، ووصفه البعض الآخر بـ"الشاعر القديس" "سيد الأبجدية"، هذا إلى جانب شاعر الشمس.

تجدر الإشارة إلى أن القاسم من مواليد مايو 1939 في بلدة الرامة شمال فلسطين، ودرس في الرامة والناصرة واعتقل عدة مرات لمواقفه الوطنية والقومية، وقاوم التجنيد الذي فرضته إسرائيل على الطائفة الدرزية التي ينتمي إليها.
الجريدة الرسمية