رئيس التحرير
عصام كامل

مقتل سعيد بن الجبير على يد الحجاج بن يوسف

فيتو

سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الوالبي مولاهم الكوفي، أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله ووالبة هو ابن الحارث بن ثعلبة، عده أصحاب السير من الطبقة الثالثة من التابعين. وقد روى له البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي- ابن ماجه.، ومعنى "والية" أي أنه ليس بعربى الأصل وجاء في الاسر مع أحد فتوحات المسلمين بخرسان، وفى مثل هذا اليوم الـ 11 من رمضان قتل سعيد بن الجبير عام 94 من الهجرة وهو ابن49 عامًا، على يد الحجاج بن يوسف الثقفى والي العراق والقائد العربى والمسلم الشهير، بعد أن اتهمه الحجاج بمعاونة عبدالرحمن بن الأشعث والى الكوفة في تمرده الذي قاده على بنى أمية.


ورع وإيمان بن الجبير

يروى أن الإمام أحمد بن حنبل كان يبكى كلما تذكر بن الجبير ويقول" والله لقد قتل سعيد بن جبير، وما أحد على الدنيا من المسلمين، إلا وهو بحاجة إلى علمه، كان بن الجبير عابدًا زاهدًا مستجاب الدعاء، ويروى عن بن الجبير أن ذكر الموت لا يفارقه فيقول: لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد على قلبي. وعنه قال: إنما الدنيا جمع من جمع الآخرة، وكان يختم القرآن، كل ليلتين، وتلقى العلم على يد عدد من الصحابة تعلم منهم وروى عنهم كعبد الله بن عباس وأبو موسى الاشعرى وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر وأبى سعيد الخدرى.

علم سعيد بن جبير

كان سعيد بن جبير وعاء من أوعية العلم فعن خصيف قال: كان أعلمهم بالقرآن مجاهدا وأعلمهم بالحج عطاء وأعلمهم بالحلال والحرام وأعلمهم بالطلاق وأجمعهم لهذه العلوم سعيد بن جبير.
ويقول ميمون بن مهران: لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض رجل إلا يحتاج إلى سعيد، وكان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول: أليس فيكم ابن أم الدهماء يعني سعيد بن جبير، وعن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن فريضة فقال: ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب مني وهو يفرض منها ما أفرض.

مقتل بن الجبير ومناظرته مع الحجاج

تروى كتب الأثر مناظرة بليغة بين الحجاج بن اليوسف الثقفى وسعيد بن الجبير، بعد أن أمر الحجاج بالقبض عليه من مدينة رسول الله وإحضاره إلى الكوفة بالعراق بعد أن بايع بن الجبير عبدالرحمن بن الأشعث في العراق بالخلافة في عهد الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان، في حركة أشبه بالتمرد السياسي والانقلاب على الحكم في عصرنا الحالى، وأحضر جنود الحجاج بن الجبير إلى قصر الولاية بالكوفة فدار بين الحجاج وبن الجبير حوارا شهيرا، وفى نهايته أمر الحجاج رجاله بقتل بن جبير.
الجريدة الرسمية