رئيس التحرير
عصام كامل

التفكير الإيجابي وسيلة جيدة للفشل

فيتو
18 حجم الخط

أكثر الكتب مبيعا سنويا هي كتب التنمية البشرية، وبرامج التوك شو التي تدور حول التفكير الإيجابي والتنمية الذاتية هي أكثر البرامج جذبا للمشاهدين، كما أنك لو حاولت تفادي كل ذلك بفتح صحيفة أو قناة إخبارية ستجد أن تصريحات الساسة والمسئولين الحكومين هي الأكثر دفئا وتفاؤلا بالمستقبل.


من المفترض أن يكون ذلك مؤشرا جيدا، وأن يخلق مناخا طيبا يدفع بأبناء المجتمع إلى العمل، وعدم تضييع الوقت إلا أن دراسة حديثة أجرتها عالمة النفس التجريبية جابرييل أوينجن بجامعة نيويورك قد تحطم آمال الكثيرين.

تقول جابرييل: "الغرق في أحلام مثالية عن المستقبل قد يحرق كل حماسك وطاقتك التي كان من الأفضل استخدامها في تنفيذ تلك الأحلام".

لإجراء الدراسة قامت جابرييل وفريقها بإجراء مقابلة مع طلبة على وشك التخرج من الجامعة، حيث تم سؤالهم عن "إلى أي درجة يظنون أن بإمكانهم الحصول على عمل جيد سريعا بعد التخرج؟".

وبعد عامين من التخرج وجد الفريق البحثي أن أغلب الطلبة اللذين أجابوا بثقة أنهم يعتقدون بسهولة الأمر كانوا الأقل نجاحا في وظائفهم.

في نفس التجربة قام الفريق البحثي بسؤال بعض الطلبة "عن الشخص الذي يكنون له بعض المشاعر سرا وإن كانوا يظنون أن بوسعهم الحصول عليه مستقبلا".

وكانت النتائج مشابهة لسابقتها، فقد وجدت أن الطلبة الذين تحدثوا كثيرا عن تفاصيل حياتهم مع قرينهم المستقبلي كانوا الأقل حظا في الوصول إليه، بل إن بعضهم لم يقوى حتى على التجربة، بينما كان الطلبة ذوي التوقعات المعتدلة أقرب للوصول إلى هدفهم من غير التعرض إلى أي إحباطات عاطفية.

علقت جابرييل على نتائج الدراسة قائلة: "لقد كان ذلك متوقعا.. لقد كانوا أقل اهتماما وأكثر اتزانا وربما كانت خطواتهم البطيئة تلك هي الأنسب في بناء علاقة أقوى".

وأضافت: "التفكير الإيجابي له أهميته لكن بدلا أن تضيع وقتك في أحلام اليقظة عن أهدافك المستقبلية.. اذهب فقط وافعلها".
الجريدة الرسمية