رئيس التحرير
عصام كامل

التحرش الجنسي والهجوم على العقيدة الإسلامية


أظهرت قضية التحرش الجنسي الأخيرة في ميدان التحرير ليلة تنصيب الرئيس السيسي الكثير والكثير من عورات المجتمع المصري والنخبة الزائفة وما حدث ليس بجديد ومتكرر ويحدث في كل دول العالم ولكن لا نبرر ولا نوافق على حدوثه بل نطالب بالبحث عن الأسباب الحقيقية وليس التواكل على الاتهامات المعتادة ونظرية المؤامرة وحالة التصفيات السياسية وصراعات الجماعات المتطرفة مع حكم الرئيس السيسي فمن المعروف باختصار شديد أن التحرش هو نتيجة لعدة قضايا أهملت في السنوات الماضية منها اقتصادية كالفقر والبطالة وارتفاع معدلات التضخم وأثر ذلك مجتمعيا على ارتفاع سن الزواج والعنوسة والأهم هو الانفلات الإعلامي الذي صور المرأة عبر وسائل الإعلام في الدراما والأغانى على أنها مجرد جسد للمتعة فشاهدنا الأغانى تصور في غرف النوم والملابس تظهر أكثر مما تخفى وانحطاطا متكاملا في المحتوى أدى لزيادة حالة السعار الجنسي لدى قطاع بائس يائس ضحية انهيار اقتصادى واجتماعى والأهم من ذلك هو تراجع دور المؤسسات الدينية في التوعية والإرشاد نتيجة لتحكم جماعات على قطاع كبير من المساجد تنشر فكرا معينا ولا تنشر الدين الإسلامي الوسطى الذي يصون ويحترم كرامة وحقوق الإنسان لذلك أكرر التحرش نتيجة وليس ظاهرة ويحتاج مواجهة شاملة اقتصادية واجتماعية وأمنية ودينية.

الكارثة الحقيقية التي ظهرت هي الحرب الشرسة لبعض وسائل الإعلام عبر برامج التوك شو لنشر فكر أن الدين لا علاقة له بالأخلاق وأن من قبض عليهم مسلمون وشاهدنا حربا شعواء ضد العقيدة الإسلامية وتبارى مقدمو برامج التوك شو في ضرب أمثلة للمتدين المنحرف والمصلى المرتشى وكأنهم يريدون تدمير الدين الإسلامي ولا يعلمون أن انحراف بعض الأشخاص نتيجة عدم فهمهم بقواعد الدين الصحيح لا يعنى خطأ دينيا بالعكس خطأ وخطيئة من نشر هذا الفكر وصدقه وروج له لذلك لا أعلم كيف يفرقون بين الدين والأخلاق ويروجون أن العالم الغربي الملحد الكافر لديه ثقافة أخلاقية والعالم العربي المسلم منحط أخلاقيا فهل هم يروجون للإلحاد والبعد عن صحيح الإسلام أم ماذا.

الدين الإسلامى في جوهرة منهج حياة لكل مسلم يرسم له عبر الكتاب والسنة منظومة حياة متكاملة والأخلاق في الإسلام عبارة عن المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني وتوجد العديد من النصوص التي تحث على مكارم الأخلاق وتذم الأخلاق السيئة منها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى 
إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ 
وكذلك نهت عن الأخلاق المذمومة ومن ذلك:
قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ. 

و تظهر أهمية الأخلاق في سلوك الفرد فلما تزرعه في نفس صاحبها من الرحمة والصدق والعدل والأمانة والحياء والعفة والتعاون والتكافل والإخلاص والتواضع فالأخلاق بالنسبة للفرد هي أساس الفلاح والنجاح لذلك الحملة الشرسة التي تقودها وسائل الإعلام لتعزيز فكر أن الأخلاق لاعلاقة لها بالدين هي حملة مسمومة تريد نشر الإلحاد والبعد عن الدين وعلى كل مخلص للوطن التصدى لهذه الحملة حفاظا على الدين الإسلامي وتماسك بنية المجتمع المصري.
DREEMSTARS@GMAIL.COM
الجريدة الرسمية